مصر توقع صفقة لشراء طائرات J-10C.. فهل تحذو دول عربية أخرى حذوَها بشراء الطائرات الصينية؟

تقرير سامي اورفلي

أكد مسؤولون في شركة Chengdu Aircraft Industry Group الصينية، خلال لقاء خاص بفريق موقع “دفاع العرب” في جناح الشركة بمعرض مصر الدولي للطيران، على إبرام صفقة مبدئية بخصوص شراء القوات الجوية المصرية لطائرات صينية مقاتلة متعددة المهام من طراز J-10C.

وكشف المسؤولون أن العقد وقع في أغسطس/آب الماضي، مما يجعل مصر ثاني عميل دولي لهذه الطائرة المتطورة بعد باكستان. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي مصر لتحديث أسطولها الجوي، خاصة مع اقتراب نهاية العمر التشغيلي للعديد من طائرات إف-16.

ووصف مدير المبيعات في شركة CATIC، السيد هوكانج تشانغ طائرة J-10C بأنها “التنين النشيط”، مشدداً على قدراتها المتفوقة التي تجعلها منافسًا قويًا لطائرة إف-16 بلوك 70 الأمريكية. وأكد على أن الطائرة مجهزة بأحدث الأنظمة والأسلحة، بما في ذلك صواريخ جو-جو بعيدة المدى من طراز PL-15.

السيد هوكانج تشانغ خلال المعرض

وقد نشر موقع “دفاع العرب” في تقارير سابقة له أن مصر قد اقتربت من توقيع صفقة لشراء صواريخ PL-15، وهو ما تؤكده هذه الصفقة الجديدة. وبذلك تصبح مصر أول دولة أفريقية تمتلك هذه الصواريخ المتطورة التي ستعزز بشكل كبير من قدراتها الجوية.

تمتلك مصر حاليًا مئات الطائرات المقاتلة من مختلف الأنواع، بما في ذلك 120 طائرة تدريب صينية من طراز K-8E. ولكنها لا تملك منصات مناسبة لإطلاق صواريخ PL-15 الصينية.

هذا وقد سبق لقائد القوات الجوية المصرية، الفريق محمود فؤاد عبد الجواد، في يوليو/ تموز الماضي، أن سافر إلى بكين بناءً على طلب الصين لعقد اجتماع مع قائد القوات الجوية الصينية، الجنرال تشانغ دينغيو.

من المتوقع أن يكون لهذه الصفقة تأثير كبير على التوازن العسكري في المنطقة، حيث ستدفع دول أخرى في الشرق الأوسط إلى إعادة تقييم استراتيجياتها العسكرية. كما أنها ستعزز من مكانة الصين كلاعب رئيسي في سوق السلاح العالمية.

يأتي اختيار مصر لطائرة J-10C بعد دراسة متأنية للخيارات المتاحة، حيث سبق أن رفضت القاهرة عروضًا أمريكية لتحديث أو استبدال أسطولها، كما رفضت شراء مقاتلات سو-35 الروسية. ويرى محللون أن هذا الاختيار يعكس حرص مصر على تنويع مصادر تسليحها، وتعزيز استقلاليتها في صنع القرارات العسكرية.

نجحت الصين في تسويق أحدث طائراتها العسكرية، Y-20 وJ-10، خلال معرض مصر للطيران ومعرض دبي للطيران، حيث قدمت عروضاً جوية مبهرة أثارت إعجاب الحضور. وشاركت Y-20 في تدريب مشترك في روسيا، وتدريبات مشتركة مع موزامبيق وتنزانيا في أغسطس/آب. لكن هذه كانت المرة الأولى التي تقوم فيها طائرة Y-20 بالمناورات الجوية في عرض خارج الصين، والمرة الأولى التي تقوم فيها J-10 بأداء في إفريقيا.

تشهد سماء الشرق الأوسط تحولات جذرية مع سباق تسلح غير مسبوق. فبعد أن أعلنت مصر عن صفقة ضخمة لشراء طائرات رافال الفرنسية، سارعت كل من قطر والإمارات للسير على خطاها، فهل ستحذو دول عربية أخرى حذو مصر بشراء الطائرات الصينية، مثل J-10C هذه المرة أيضاً بحثًا عن بدائل أقل تكلفة وأكثر مرونة؟