تقوم وزارة الدفاع الألمانية بإعادة تقييم الصفقة المحتملة لبيع الطائرات المقاتلة المتطورة لتركيا بحسب مصادر حكومية غير معلنة.
تُعد طائرة “يوروفايتر تايفون”، التي تم تطويرها بواسطة كونسورتيوم أوروبي يضم ألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا، من بين أكثر المقاتلات متعددة المهام تقدمًا في العالم. تتميز بقدرات عالية في القتال الجوي والهجوم على الأهداف الأرضية، مما يجعلها إضافة استراتيجية لجهود تركيا في تحديث قدراتها الدفاعية.
يرجع التردد الألماني الأولي في الموافقة على الصفقة إلى مخاوف أوروبية أوسع تجاه السياسات العسكرية التركية في السنوات الأخيرة. تشمل هذه المخاوف تورط تركيا في النزاعات بسوريا وليبيا، بالإضافة إلى التوترات مع اليونان، وتعاونها الدفاعي مع روسيا، مما أثار قلقاً داخل حلف الناتو وبين دول الاتحاد الأوروبي.
مع ذلك، قد تؤثر التغيرات الأخيرة في السياسة الخارجية التركية، بما في ذلك محاولاتها لتحسين علاقاتها مع الحلفاء الغربيين ودورها في الوساطة لحل النزاعات، على قرار ألمانيا بشأن صفقة “يوروفايتر”. يرى محللون أن إتمام الصفقة قد يكون مؤشرًا على تجدد الثقة بين برلين وأنقرة، مع تعزيز وجود حلف الناتو الاستراتيجي في منطقة مضطربة.
علاوة على ذلك، قد توفر هذه الصفقة دفعة كبيرة لصناعات الدفاع الأوروبية. ومع سعي تركيا إلى تنويع مورديها الدفاعيين بعد استبعادها من برنامج الطائرة الأمريكية “F-35″، يمكن أن تصبح “يوروفايتر تايفون” عنصراً رئيسياً في خطط تحديث القوات الجوية التركية.
سيكون للقرار النهائي لألمانيا بشأن بيع “يوروفايتر” تأثيرات واسعة النطاق، ليس فقط على العلاقات التركية-الألمانية، بل أيضًا على تماسك حلف الناتو. ففي حال وافقت برلين على الصفقة، قد يؤدي ذلك إلى تعزيز التعاون الدفاعي داخل الحلف. ومع ذلك، قد تعيق بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الصفقة إذا استمرت المخاوف بشأن التوترات الإقليمية.
حتى الآن، لم تصدر الحكومتان الألمانية أو التركية أي تصريحات رسمية تؤكد أو تنفي حالة المفاوضات حول “يوروفايتر”. لكن مطلعين في صناعة الدفاع يشيرون إلى أن أي قرار بهذا الشأن قد يعتمد بشكل كبير على التطورات الدبلوماسية بين تركيا وحلفائها الأوروبيين.