تسلط المقارنة بين القدرات العسكرية لإيران وإسرائيل الضوء على التباين الكبير بينهما من حيث الميزانية الدفاعية، التكنولوجيا، والتوجه الاستراتيجي.
تقدم إسرائيل في المجال التكنولوجي يبرز بشكل خاص في تفوقها الجوي ونظم دفاعها الصاروخي مثل “القبة الحديدية” و”نظام السهم”، اللذين يوفّران دفاعاً فعّالاً ضد التهديدات قصيرة ومتوسطة المدى. في المقابل، طورت إيران أيضا منصة صواريخ أرض-جو من طراز باور-373، بالإضافة إلى منظومتي الدفاع صياد ورعد.
تمتلك إسرائيل نحو 340 طائرة قتالية حديثة من طراز إف-15 وأف-16 وإف-35، التي تتيح لها التفوق الجوي بقدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة وتجاوز الرادارات. على الجانب الآخر، تعتمد إيران على أسطول قديم يضم طائرات إف-4 وإف-14، لكن بسبب العقوبات تواجه صعوبات في صيانتها.
تعتمد إيران في المقام الأول على طائرات مسيرة هجومية قد تصل إلى 10,000 طائرة. ولدى إسرائيل، وهي رائدة في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيرة، مسيرات من طراز “هيرون” قادرة على التحليق لأكثر من 30 ساعة، وهو ما يكفي لتنفيذ عمليات بعيدة المدى.
فيما يتعلق بالأسلحة الصاروخية، يعتمد كلا البلدين على الصواريخ في تنفيذ هجمات بعيدة المدى؛ إذ تمتلك إيران أكثر من ثلاثة آلاف صاروخ باليستي، وتشهد برامجها تطورًا ملحوظًا منذ حربها مع العراق. في المقابل، تقوم إسرائيل بتطوير وتصدير صواريخ متقدمة، وتُرجّح استراتيجيتها الضربات الجوية المستهدفة بدلاً من خوض حرب برية.
ويقدر مدى الصاروخ “دليلة” بنحو 250 كم، وهو أقل بكثير من مسافة عرض الخليج، إلا أن القوات الجوية يمكن أن تعوض الفارق عن طريق نقل أحد الصواريخ بالقرب من الحدود الإيرانية.
الهجمات السيبرانية تمثل أيضًا ساحة مواجهة بين البلدين؛ حيث تتمتع إسرائيل بقدرات سيبرانية متقدمة يمكن أن تسبب أضرارًا كبيرة لإيران. وعلى الرغم من أن إيران تعمل على تطوير نظام دفاعي سيبراني، إلا أنه لا يضاهي مستوى نظيره الإسرائيلي.
على صعيد التهديد النووي، ورغم التكهنات، تتمسك إسرائيل بسياسة الغموض بشأن امتلاكها أسلحة نووية، بينما تصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي، على الرغم من الاتهامات الدولية بأنها تسعى لتطوير أسلحة نووية.
خلاصةً، يمتاز التوازن العسكري بين إيران وإسرائيل بتنوع أساليب الردع والتهديدات المتبادلة، من التفوق التكنولوجي إلى الحجم السكاني الكبير، ليظل الشرق الأوسط ساحة تنافس مستمر بين هاتين القوتين الإقليميتين.