تسعى الصين، من خلال تطوير قاذفتي H-20 وJH-XX الشبحيتين، إلى تحقيق تفوق استراتيجي وتكتيكي يمكن أن يغير موازين القوى العالمية، خصوصاً في مواجهة محتملة مع الولايات المتحدة، وفق ما أوردته مجلة The National Interest.
تعمل الصين على تعزيز قدراتها العسكرية الجوية من خلال استثمار ضخم في التكنولوجيا الشبحية، وهو ما يمكن أن يجعلها منافساً رئيسياً للولايات المتحدة في هذا المجال. إذ تؤكد التقارير أن القاذفة H-20 ستتميز بقدرات استراتيجية طويلة المدى تشمل نصف قطر قتالي يصل إلى 5000 ميل، بالإضافة إلى أنظمة رادار متقدمة من نوع AESA، وهو ما يمنح الصين أداة لتوصيل الأسلحة النووية جوّاً، وبالتالي استكمال الثالوث النووي.
تستهدف JH-XX تقديم خيار تكتيكي أكثر مرونة، حيث ستجمع بين تقنيات الجيل الخامس مثل توجيه الدفع والطيران الفائق السرعة وحجرة الأسلحة الداخلية، ما يجعلها مناسبة للعمليات الإقليمية المركزة. ومع تأكيد الصين رسمياً على وجود هذه المشاريع، تشير التقديرات إلى أن القاذفات الجديدة قد تصل إلى القدرة التشغيلية الأولية بحلول عام 2025.
الولايات المتحدة: الرائد الذي يواجه تحديات جديدة
رغم تفوق الولايات المتحدة طويل الأمد في مجال القاذفات الشبحية، خصوصاً مع طائرة B-2 Spirit، تواجه الآن تحديات تفرضها التطورات التكنولوجية والدفاعات الجوية الأكثر حساسية. تعمل القوات الجوية الأميركية على تطوير قاذفة B-21 لتجاوز هذه التحديات، حيث يُتوقع أن تتمتع بميزات متطورة مثل المقطع العرضي الأصغر للرادار.
منذ دخول B-2 الخدمة عام 1993، ظلت هذه القاذفة رمزاً للردع النووي الأميركي، إلا أن تقدم الصين الملحوظ في هذا المجال يضع الولايات المتحدة أمام ضرورة تسريع برامجها الدفاعية لتظل في الصدارة.
استنتاج
تُظهر التحركات الصينية في مجال القاذفات الشبحية رغبة واضحة في تحقيق توازن جديد في القوى العالمية. يعكس هذا الطموح استراتيجية أوسع لتعزيز النفوذ العسكري الصيني وتحدي الهيمنة الأميركية. ورغم الريادة الأميركية في هذا المجال لعقود، فإن التطورات التكنولوجية المستمرة تجعل السباق مفتوحاً على مصراعيه، مما قد يعيد تشكيل المعادلة الاستراتيجية بين القوتين العظميين.