راني زيادة
تتزايد النقاشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول اقتناء إيران للمقاتلات المتطورة من طراز Su-35، ولكنها لا تزال تبدي اهتمامًا ملحوظًا بمقاتلة JF-17 Block 3 الباكستانية.
هل يعكس هذا الأداء المخيب للطائرة الروسية؟ أم أن هناك اعتبارات أعمق وراء هذه الخطوة؟
Su-35.. جوهرة الطيران الروسي
تُعد المقاتلة Su-35 إنجازًا تقنيًا مذهلًا في عالم الطيران، حيث صُممت للتفوق الجوي بفضل محركاتها القابلة لتوجيه الدفع وأنظمتها الإلكترونية المتقدمة، مما يجعلها قوة لا يستهان بها.
ومع ذلك، تواجه هذه المقاتلة انتقادات بسبب ارتفاع تكاليف تشغيلها، وافتقارها لمزايا التخفي المتقدمة، واعتمادها الكبير على الدعم اللوجستي الروسي للصيانة.
JF-17 Block 3.. فلسفة مختلفة
في المقابل، تأتي المقاتلة JF-17 Block 3 بتوجه مختلف تمامًا. هذه المقاتلة هي ثمرة تعاون صيني-باكستاني، وقد صُممت لتكون فعّالة من حيث التكلفة. يقدّم هذا الإصدار الحديث تحسينات كبيرة مثل رادار AESA وقدرة التوافق مع صواريخ PL-15 بعيدة المدى، مما يمنحها إمكانيات قتالية متطورة بجزء من تكلفة تشغيل الطائرة Su-35.
لماذا لا تزال JF-17 Block 3 على رادار إيران؟
على الرغم من حصول إيران على مقاتلات Su-35، إلا أن اهتمامها بمقاتلة JF-17 Block 3 يعود إلى عدة أسباب استراتيجية. تُعد هذه الطائرة مقاتلة خفيفة متعددة المهام تجمع بين فعالية التكاليف والأنظمة الإلكترونية المتطورة، وتتميّز بقدرتها على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام. تشمل إمكانياتها محركًا قويًا ورادارًا من نوع KJ-7A AESA ومنظومة حرب إلكترونية متقدمة، مما يجعلها خيارًا جذابًا للقوات الجوية الحديثة.
استراتيجية الدفاع الإيرانية: نهج أسطول هجين
يبدو أن استراتيجية إيران تعتمد على بناء أسطول متنوع يجمع بين طائرات Su-35 وJF-17 Block 3 لتلبية متطلبات تشغيلية مختلفة. فبينما توفّر Su-35 قدرات تفوق جوي عالية، تتيح JF-17 بديلًا أقل تكلفة لتحديث القوة الجوية دون تجاوز الميزانية العسكرية.
سياق جيوسياسي وديناميات شراكة جديدة
يأتي الاهتمام الإيراني بمقاتلات JF-17 في ظل توترات جيوسياسية مستمرة وتحديات في الحصول على المعدات العسكرية من الحلفاء التقليديين. توفر هذه الطائرة مرونة تشغيلية في مهام جو-جو وجو-أرض، مما يجعلها مناسبة لمتطلبات إيران الإقليمية. بالإضافة إلى ذلك، تكتسب النقاشات حول شراء هذه الطائرات زخمًا في سياق شراكات دفاعية متنامية بين إيران وباكستان، وهو ما يعكس تأثير الديناميات السياسية والعسكرية على استراتيجيات التسلح.
