تعزيز الأمن الوطني من خلال الابتكار: حوار مع باسكال سوريس، الرئيسة التنفيذية لشركة “تاليس إنترناشيونال”

الرئيسة التنفيذية لشركة "تاليس إنترناشيونال"

احتفلت شركة “تاليس” بمرور 50 عامًا على شراكتها الوثيقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قدّمت تقنيات متطورة تعزز الأمن الوطني، والقدرات الدفاعية، والسيادة التكنولوجية. ومع استمرار الإمارات في إعطاء الأولوية للابتكار والاستقلالية في المجال الدفاعي، تواصل “تاليس” لعب دور محوري في تشكيل المستقبل من خلال شراكات استراتيجية، وحلول متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وخبرات محلية متخصصة.

في هذا الحوار الحصري، تستعرض باسكال سوريس، الرئيسة التنفيذية لشركة “تاليس إنترناشيونال”، التزام الشركة الراسخ تجاه الإمارات، ومساهماتها في البنية التحتية الدفاعية والأمنية الحيوية، وكيف تعيد التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وأنظمة الرادار المتقدمة، تشكيل مشهد الحروب الحديثة وتعزيز المرونة الوطنية.

من تنمية المواهب المحلية إلى توسيع نطاق “تاليس الإمارات للتكنولوجيا”، تسلط سوريس الضوء على كيفية توافق استراتيجيات “تاليس” مع الأهداف الاستراتيجية طويلة المدى لدولة الإمارات.


مساهمة “تاليس” في الأمن الوطني لدولة الإمارات

كيف تكيف “تاليس” حلولها لدعم أولويات الأمن الوطني للإمارات؟

التزمت “تاليس” بشراكتها مع الإمارات على مدى 50 عامًا، حيث طوّرت حلولها لتواكب الاحتياجات الأمنية المتغيرة للدولة. صُممت هذه الحلول لتعزيز الدفاع الجوي والصاروخي، والأمن السيبراني، وحماية البنية التحتية الحيوية، مع ضمان الحفاظ على السيادة الوطنية على الأصول الدفاعية للدول التي تعمل فيها.

قبل خمس سنوات، أطلقت “تاليس” شركة “تاليس الإمارات للتكنولوجيا” (TET)، التي تضم ثلاثة مراكز لتقديم أنظمة متطورة مصممة خصيصًا لتناسب احتياجات الإمارات. تستعد “TET” الآن لإطلاق مصنع جديد لإنتاج الرادارات، يخدم السوق المحلية وكذلك التصدير إلى الأسواق العالمية.

ما أبرز الشراكات الاستراتيجية التي أبرمتها “تاليس” في الإمارات، وكيف تؤثر على الأمن الوطني؟

أسّست “تاليس” شراكات استراتيجية قوية مع الجهات الرئيسية في الإمارات، حيث عملت عن كثب مع القوات المسلحة، ومزودي التكنولوجيا المحليين، والموردين الإماراتيين. أطلقت الشركة مبادرة “Go to UAE” لدمج الموردين المحليين ضمن سلسلة التوريد العالمية، ما يعزز كفاءة المنظومة الدفاعية ويسهم في دعم النمو الاقتصادي.

خلال العام الحالي، أضافت “تاليس” تسعة موردين إماراتيين جدد إلى سلسلة التوريد الخاصة بالمجموعة، ما يعزز الاستعداد العسكري ويدعم الأهداف الوطنية الأوسع لتحقيق التنويع الاقتصادي والتميز الصناعي، وتمكين الإمارات من امتلاك تقنيات سيادية متقدمة.


التقنيات الدفاعية المتطورة لدولة الإمارات

ما أبرز التقنيات الدفاعية المتقدمة التي تقدمها “تاليس” للإمارات؟ وكيف تعزز هذه التقنيات القدرات الدفاعية للدولة؟

تتطور الدفاعات الحديثة بوتيرة متسارعة، لذا تستثمر “تاليس” نحو 4 مليارات يورو سنويًا في البحث والتطوير، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والتقنيات الكمّية، والحوسبة السحابية، والاتصالات من الجيل السادس (6G)، بهدف مواكبة التهديدات الناشئة وتعزيز القدرة على الصمود أمام المخاطر.

تشمل أنظمتنا الدفاعية المتقدمة حلولًا برية متطورة، وتقنيات كشف التهديدات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وأحدث التقنيات البحرية، بالإضافة إلى حلول جوية وفضائية رائدة، ممّا يعزز قدرة الإمارات على التشغيل الآمن عبر مختلف المجالات البرية والبحرية والجوية والفضائية.


قيادة الابتكار بالذكاء الاصطناعي

كيف يتماشى الذكاء الاصطناعي مع استراتيجية “تاليس” للابتكار في مجالي الأمن والدفاع في الإمارات؟ وما التطورات المتوقعة في هذا المجال؟

يُعد الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا في تحول الصناعات الدفاعية. لأكثر من عقد، عملت “تاليس” على تطوير ذكاء اصطناعي آمن إلكترونيًا، قابل للتفسير، وشفاف، مدمج في حلولها المخصصة للقوات المسلحة.

تتصدر “تاليس” قائمة الشركات الأوروبية في تسجيل براءات الاختراع بمجال الذكاء الاصطناعي للأنظمة الحيوية، وتكرّس جهودًا كبيرة للأبحاث من خلال مختبراتها الداخلية وشراكاتها الأكاديمية والصناعية.

كما أطلقت الشركة مركز CortAIx، وهو مسرِّع يضم أكثر من 600 مهندس وباحث مكرسين لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات. وعلى عكس الذكاء الاصطناعي التجاري، فإنّ أنظمتنا مصمّمة لمواجهة التحديات في البيئات التي تعتمد على سلامة الأرواح والأمن الوطني والبنية التحتية الحيوية، ما يتطلب إعادة التفكير في النماذج التقليدية وضمان الامتثال لأشد المعايير التنظيمية.

في المجال الدفاعي، يُحدث الذكاء الاصطناعي “نقلة نوعية في القدرات” من خلال تعزيز إمكانيات القوات من دون الحاجة إلى معدات إضافية، وزيادة مرونة مراكز القيادة، وتحسين كفاءة أجهزة الاستشعار في كشف الأهداف والتهديدات بدقة أكبر، ما يضمن نجاح المهام حتى في ظل تصاعد المخاطر العالمية.


قوة الشراكات المحلية في الإمارات

ما الدور الذي تلعبه “تاليس الإمارات للتكنولوجيا” في تعزيز الشراكات المحلية؟

تُعد الاستراتيجية المحلية محور عمل “تاليس” في الإمارات، حيث تركز على نقل التكنولوجيا، وتنمية المهارات، وتعزيز الشراكات.

تسعى الشركة إلى تطوير الجيل القادم من المبتكرين والقادة عبر برامج تعليمية متخصصة، ومراكز ابتكار، وتدريب على المهارات المتقدمة التي تتماشى مع رؤية الدولة لمستقبل يعتمد على المعرفة والتكنولوجيا.

لتحقيق ذلك، تخطط “تاليس الإمارات للتكنولوجيا” لتوظيف 30% من الكوادر الجديدة من المواطنين الإماراتيين خلال السنوات المقبلة، بالإضافة إلى توفير مئات الوظائف غير المباشرة، بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2031 في القطاعات الاستراتيجية مثل الدفاع، والفضاء، والطيران، والذكاء الاصطناعي.


“تاليس” في الإمارات: قصة شراكة وتأثير

كيف أسهمت “تاليس” في نمو الإمارات على مدى 50 عامًا؟

احتفلت “تاليس” هذا العام بمرور 50 عامًا على وجودها في الإمارات، حيث لعبت دورًا رئيسًا في تطوير حلول التكنولوجيا المتقدمة في مجالات الدفاع والأمن، والفضاء والطيران، والأمن السيبراني، والهوية الرقمية.

أنشأت الشركة عدة مبادرات بارزة، مثل مركز التميز للرادارات، ومركز خدمات الدفاع، والمركز الرقمي للتميز، ممّا عزّز من مكانتها كمركز رئيسي لتطوير الأنظمة الحيوية.

وتماشياً مع رؤية الإمارات الوطنية، تواصل “تاليس” دعم الاستقلالية التكنولوجية عبر مراكز التميز وشراكاتها مع الشركات الإماراتية، بما في ذلك مركز محمد بن راشد للفضاء لمشروع Airlock Module، وهو مساهمة الإمارات في محطة Lunar Gateway الفضائية التابعة لـ”ناسا”.

كما تسعى الشركة إلى مضاعفة عدد موظفيها في “تاليس الإمارات للتكنولوجيا”، الذي يضم حاليًا 550 موظفًا، بينهم 170 متخصصًا، لتعزيز الكفاءات الإماراتية في القطاعات الحيوية.

ما رؤية “تاليس الإمارات للتكنولوجيا”؟ وكيف تتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للإمارات؟

تتمثل رؤية “تاليس الإمارات للتكنولوجيا” في قيادة الابتكار، والتعليم، والصناعة داخل الدولة، ودعم استقلالها التكنولوجي، وترسيخ مكانتها كمركز عالمي للابتكار في الصناعات المتقدمة، بما يتماشى مع رؤيتها الاستراتيجية طويلة المدى.