ما خطة ترمب لتطوير قبة حديدية أميركية؟

وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمراً تنفيذياً لتطوير “القبة الحديدية الأميركية”، وهو مشروع دفاعي طموح يهدف إلى تدمير الصواريخ الفرط صوتية والأسلحة النووية باستخدام تقنيات متقدمة، بما في ذلك الليزر الفضائي.

يشبه هذا المشروع مبادرة “حرب النجوم” التي أطلقها الرئيس رونالد ريغان خلال الحرب الباردة، لكنه يواجه تحديات تقنية ومالية هائلة قد تجعل تنفيذه مستحيلاً على المدى القريب.

تتطلب خطة ترمب إنشاء شبكة من الأقمار الاصطناعية المزودة بأنظمة ليزر لاعتراض الصواريخ الباليستية في الفضاء. غير أن العقبات التقنية تشمل الحاجة إلى ليزر عالي الطاقة قادر على استهداف الصواريخ خلال “مرحلة التعزيز”، وهي فترة قصيرة لا تتجاوز 5 دقائق بعد الإطلاق. كما أن تشغيل هذه الأقمار يتطلب مفاعلات نووية صغيرة أو ألواح شمسية متقدمة، وهي تقنيات غير متاحة حاليًا.

التكلفة تمثل عائقًا كبيرًا؛ إذ تُقدِّر الدراسات أن بناء نظام دفاع فضائي بسيط يتطلب 300 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم مقارنة بالبرنامج الدفاعي الحالي الذي تبلغ كلفته 60 مليار دولار. علاوة على ذلك، فإن أي نظام دفاع فضائي سيكون عرضة للهجمات بأسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية، مثل تلك التي تطورها روسيا.

ويرى الخبراء أن المشروع قد يؤدي إلى سباق تسلح جديد مع الصين وروسيا، اللتين قد تعززان ترساناتهما النووية لمواجهة التهديد الأميركي المحتمل. ويؤكد محللون أن الدفاع الصاروخي المطلق غير ممكن، حيث قال توم كاراكو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “لا يوجد غطاء أمني سحري”.

باتريوت

من الناحية العملية، تعتمد أنظمة الدفاع التقليدية، مثل صواريخ “باتريوت” و”IRIS-T”، على التصدي للهجمات الصاروخية بدقة، لكنها تظل مكلفة، إذ تتجاوز كلفة كل صاروخ معترض 50 مليون دولار. توسيع هذه الأنظمة ليشمل جميع الأراضي الأميركية سيشكل عبئًا ماليًا هائلًا.

يعتقد بعض الخبراء أن الحل الأفضل هو تقليل الترسانات النووية العالمية بدلًا من الاستثمار في درع صاروخي غير مضمون. وقد دعا ترمب في منتدى دافوس إلى الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية، وهو ما قد يكون خيارًا أكثر واقعية لتجنب تصعيد التوترات الدولية.

أما على الجانب التجاري، فقد يكون المشروع فرصة ذهبية لشركة “سبيس إكس” التابعة لإيلون ماسك، والتي تتمتع بإمكانات إطلاق الأقمار الاصطناعية بكفاءة عالية. غير أن الأولوية التي تمنحها الشركة لمشاريعها التجارية، مثل “ستارلينك”، قد تفرض تحديات لوجستية.

في النهاية، تبقى “القبة الحديدية الأميركية” فكرة طموحة، لكنها تواجه عقبات تكنولوجية، ومالية، واستراتيجية هائلة. وحتى لو تمت الموافقة على المشروع، فإن احتمالات نجاحه الكامل لا تزال موضع شك.