آيدكس 2025.. منصة لإطلاق عدد كبير من أنظمة القتال غير المأهولة

العقيد الركن م ظافر مراد

في نسخته السابعة عشرة، قدم معرض آيدكس ونافدكس 2025، المقام في أبوظبي، فرصة للكثير من الشركات لعرض منتجاتها من أنظمة القتال غير المأهولة. وشملت هذه الأنظمة الطائرات دون طيار بمختلف أنواعها وأحجامها، إضافة إلى زوارق مسيّرة وروبوتات قتالية مختلفة الأدوار والمهام. وفي الحقيقة، هناك اهتمام كبير لدى صانعي القرار بحيازة هذه الأنظمة القتالية بسبب أهميتها ودورها في تقليل الخسائر البشرية، إضافةً إلى كونها معيارًا أساسيًا في إبراز حداثة الجيوش وتعزيز قدراتها العسكرية في ظل تطور التكنولوجيا العسكرية والذكاء الاصطناعي. وقد قدَّمت معظم الدول المشاركة، ومنها تركيا، روسيا، الصين، الإمارات، وأوكرانيا، نماذج متعددة لهذه الأنظمة.

تميَّزت EDGE بعرض خيارات كثيرة ومجموعة واسعة من الأنظمة التي تعمل في مختلف البيئات والظروف القتالية، سواء في البر أو البحر أو الجو.

تُعدّ أنظمة الدفاع غير المأهولة ثورة في عالم الأمن والدفاع، فنحن اليوم نشهد انطلاق مرحلة جديدة من أساليب القتال واستخدام المعدات المتطورة التي تقلل كثيرًا من التدخل البشري، مما يخفف من نسبة الخسائر والإصابات في الأرواح. لطالما كانت الخسائر البشرية عاملًا أساسيًا ومعيارًا مهمًا في دراسة المخاطر وتقدير كلفة أي قرار يُتخذ بشأن الدخول في مواجهات عسكرية أو الانخراط في حروب شاملة. وعند الحديث عن أنظمة القتال غير المأهولة، فإن المقصود هو الأنظمة التي تم فيها استبدال العامل البشري بعامل آلي وتقني أثناء تنفيذ العمليات العسكرية والقتالية، بما يشمل أنظمة القتال البرية والجوية والبحرية.

أثَّرت أنظمة القتال غير المأهولة على تكتيكات وأساليب القتال والمواجهات وطرق الاستهداف، مما تطلَّب تدخل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ليحلّ محل العنصر البشري في عملية اتخاذ القرار. وهذا جعلها أنظمة مثالية لجمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع وتنفيذ المهام التكتيكية في البيئات المعادية. وقد أبرز معرض IDEX 2025 هذه النقطة من خلال عدة نماذج لناحية القيادة والسيطرة ومدى التوجيه عن بُعد. وفي العادة، يتم استخدام هذه الأنظمة في مهام خطرة للغاية، حيث قد يتعرض المقاتل أو المشغّل لمخاطر الموت بنسبة عالية. إضافةً إلى ذلك، فإن عمليات جمع المعلومات ودمجها وتحليلها أصبحت سريعة للغاية، مما يعزز المرونة وسرعة اتخاذ القرار.

على الرغم من أن الأنظمة غير المأهولة تقلل بشكل كبير من الخسائر البشرية في صفوف الجيوش، وتزيد من دقة إصابة الأهداف لتصل أحيانًا إلى أكثر من 90%، إلا أنها في المقابل تزيد من شراسة المعركة، وترفع مستوى المخاطر، وتزيد من نسبة الاستهداف. كما أنها تمنح قدرات كبيرة وفرصًا مهمة للوصول إلى أهداف دقيقة وحساسة وذات قيمة عالية على مسافات بعيدة. وفي ظل هذه الظروف، ستتوسع جبهات القتال لتمتد من الخطوط الأمامية إلى العمق التكتيكي والعملياتي.

إن تطوير وسائط الدفاع ضد الأنظمة القتالية غير المأهولة، وبالتحديد ضد الطائرات دون طيار، يُعدّ مسألة معقدة تتطلب الكثير من البحث والابتكار ودمج تقنيات جديدة. وتعمل الدول والشركات المتخصصة في مجال التسلح وتطوير أنظمة القتال على تعزيز خبراتها وتكثيف أبحاثها في هذا المجال. والجدير بالذكر أن ميدان المعركة، حيث تُجرى التجارب الحقيقية، يُعتبر العامل الأكثر تأثيرًا في عملية تطوير الأنظمة غير المأهولة، وكذلك في تطوير منظومات الدفاع المضادة لها. فالأخطاء ونقاط الضعف والقوة تبرز بوضوح أثناء الاستخدام الفعلي في البيئة القتالية، مما يستدعي العمل المستمر على تحسين القدرات، ومعالجة نقاط الضعف، وتعزيز نقاط القوة، بالإضافة إلى اكتشاف متطلبات إضافية تزيد من كفاءة ودقة هذه الأنظمة. وعلى الأرجح، سنشاهد في IDEX 2027 نماذج متطورة للغاية من هذه الأنظمة، قادرة على التكامل والاندماج مع أنظمة القتال التقليدية، بحيث تصبح مكمِّلة لها ولا يمكن الاستغناء عنها.