ST Engineering: ابتكارات استراتيجية وشراكات عالمية.. مقابلة مع تشوا جين كيات رئيس قسم الأعمال الدولية وتطوير الأسواق في الشركة

ترسخ شركة ST Engineering مكانتها كشركة رائدة عالميًا في حلول الدفاع والأمن العام المبتكرة، مستندةً إلى خبرات هندسية متقدمة وقدرات تكنولوجية رائدة. وكجزء من مهمتها المستمرة لتوسيع حضورها الدولي، تركز الشركة بشكل كبير على بناء شراكات استراتيجية وتقديم حلول مخصصة لتلبية الاحتياجات المتطورة للأسواق الإقليمية، بما في ذلك الشرق الأوسط.

أجرى فريق “دفاع العرب” مقابلة حصرية مع السيد تشوا جين كييت، رئيس تطوير الأعمال الدولية وتطوير الأسواق في قطاع الدفاع والأمن العام لدى ST Engineering. خلال هذا الحوار المعمق، يشارك السيد تشوا رؤى قيّمة حول دوره، ونهج الشركة الاستراتيجي في الابتكار، ويشرح كيفية تماشي التقنيات القابلة للتكيف التي تقدمها ST Engineering مع المتطلبات التشغيلية الفريدة لعملاء الدفاع في الشرق الأوسط.

تناولت المناقشة الشراكات طويلة الأمد لشركة ST Engineering مع شركاء إقليميين رئيسين مثل مجموعة إيدج وسامي، مسلطة الضوء على مساهمات الشركة في توطين الصناعات الدفاعية ومبادرات الابتكار المشترك.

كما استعرض السيد تشوا أبرز الحلول الرائدة، بما في ذلك نظام الهاون المتقدم المحمول على الأرض (GDAMS) ونظام التحكم الذاتي AUTONOMAST™ USV، حيث تعالج هذه التقنيات تحديات دفاعية حاسمة وتلبي الاحتياجات التشغيلية. إضافةً إلى ذلك، شدد على التأثير التحويلي للتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، والتحكم الذاتي، والدفاع السيبراني، في تعزيز القدرات العسكرية وتأمين البنية التحتية الوطنية.

وبالنظر إلى المستقبل، تظل ST Engineering ملتزمة بتعزيز شراكاتها وتوسيع وجودها في الشرق الأوسط. حيث استعرض السيد تشوا استراتيجيات الشركة المستقبلية وأولوياتها الرئيسية، مقدّمًا لمحة عن الابتكارات والمشاريع التعاونية التي ستشكل مشهد الدفاع الإقليمي خلال السنوات الخمس المقبلة.

كيف تضمن ST Engineering استمرار  تقنياتها المبتكرة في التكيف وملاءمة الاحتياجات التشغيلية والاستراتيجية الفريدة لعملاء الدفاع في الشرق الأوسط؟

نعتبر الابتكار حجر الأساس لشركتنا، ونركز بشكل كبير على بناء قدراتنا الهندسية وبرامجنا الابتكارية. كما أننا ملتزمون باستثمار ما يصل إلى 5% من إيراداتنا السنوية في البحث والتطوير، مع تخصيص ما يصل إلى 75% منها للتقنيات الرقمية.

سنغافورة دولة صغيرة ذات جيش قائم على التجنيد الإجباري، وتواجه قيودًا في الموارد البشرية مشابهة لبعض دول الشرق الأوسط. لذلك، نستفيد من التكنولوجيا لمعالجة هذه التحديات، مثل تعزيز القدرات البشرية لتحقيق كفاءة أكبر أو تطوير حلول ذاتية التشغيل.

مع سعي العديد من الدول نحو رقمنة قواتها المسلحة، لدينا القدرات والخبرات الهندسية التي تمكّننا من تلبية احتياجات المستخدمين النهائيين في الشرق الأوسط. على سبيل المثال، لدينا مجموعة الاتصالات الآمنة المتكاملة AGIL® Connect، التي تم تطويرها بالتعاون مع شريكنا في الشرق الأوسط، حيث تم دمج منتجاتهم مع حلولنا الخاصة بالاتصالات عبر الأقمار الصناعية وشبكات الجيل الخامس، المصممة خصيصًا للمنطقة.

كما أننا نوفر منصات مركبات ذكية، مثل مركبة القتال المدرعة Terrex s5 8×8 من الجيل الأحدث، والتي تم تصميمها رقميًا بالكامل من الصفر، بما يتناسب مع تضاريس المنطقة، وهي قابلة للتطوير لدعم التقنيات المستقبلية.

أما في المجال البحري، فإن سفننا المتقدمة، مثل سفينة المهام الساحلية (LMV)، تتميز بحجم مناسب لمنطقة الخليج، وقد تم تطوير تصميمها بالتشاور مع المستخدمين النهائيين. على سبيل المثال، تم دمج جسر القيادة ومركز المعلومات في السفينة لتعزيز التعاون بين الطاقم. وبالنظر إلى التشابه في البيئة التشغيلية، فهي مناسبة لاستخدامها في الشرق الأوسط.

وأخيرًا، أثبتت حلولنا الرقمية لصيانة وإدارة الأسطول (MRO) فعاليتها كخدمة ما بعد البيع، حيث تضمن الجاهزية التشغيلية لأصول عملائنا وتحافظ على قدراتهم باستخدام أحدث التقنيات.

ما هي الأهداف الفورية وطويلة الأمد لتعاونكم مع مجموعة إيدج؟

قبل توقيع مذكرة التفاهم في سبتمبر/ أيلول عام 2023، كنا بالفعل نعمل مع مجموعة إيدج في شراكة ناجحة لأكثر من عقد، ركزت على تطوير أنظمة الهاون والذخائر.

حاليًا، نحن منخرطون في العديد من المشاريع التعاونية والفرص الجديدة. ومن أبرزها، تعاقدنا مع شركة أبوظبي لبناء السفن (ADSB)، وهي إحدى الشركات التابعة لمجموعة إيدج، لتصميم سفن الدورية البحرية من فئة Falaj 3 لصالح البحرية الإماراتية.

السيد رافيندر سينغ، رئيس قسم الدفاع والأمن العام، مع السيد حمد المرر، الرئيس التنفيذي لشركة EDGE في معرض الدفاع العالمي 2024

تمتلك كل من مجموعة إيدج وST Engineering قدرات تكاملية مميزة، وهدفنا الفوري هو الاستفادة من هذه القدرات لتعزيز الفرص المشتركة في السوق. فعلى سبيل المثال، نعمل مع إيدج لاستكشاف الأسواق في الشرق الأوسط، كما ندعم جهودها في آسيا.

بشكل أكثر تحديدًا، نبحث في إمكانية توريد ذخائر العيار الصغير من إيدج للأسواق الآسيوية، حيث لا ننتج هذه الفئة من المنتجات، بينما تساعدنا مجموعة إيدج في تقديم حلولنا الخاصة بالتدريب والمحاكاة إلى دولة الإمارات.

ومن خلال هذه الجهود المستمرة، نهدف إلى تعميق شراكتنا مع إيدج ودفع عجلة الابتكار والنمو في الأسواق الرئيسية. وعلى المدى الطويل، نتصور تطوير تقنيات مشتركة لتعظيم استغلال الموارد.

كيف تساهم الشراكات مع منظمات مثل SAMI وRakaa Security في استراتيجية ST Engineering الإقليمية ودعم توطين الصناعات الدفاعية في الشرق الأوسط؟

تغطي شراكتنا الاستراتيجية مع SAMI جميع مجالات الأعمال، مع مشاريع جارية ومساعٍ في إنتاج الذخائر والأنظمة غير المأهولة. كما أننا نعمل على شراكة مع Rakaa Security لتقديم قدرات متطورة تلبي احتياجات المنطقة.

فريق إدارة ST Engineering مع سلمان بن فهد المالك، الرئيس التنفيذي لشركة Rakaa Holding 

لدينا اهتمام كبير بالمنطقة، ولذلك قمنا بافتتاح مكاتب لنا في المملكة العربية السعودية وأبوظبي منذ عدة سنوات لدعم الشراكات في الشرق الأوسط. كما أننا نساعد بعض العملاء في جهودهم لتطوير القدرات المحلية داخل بلدانهم.

هل يمكنكم مشاركة توقعاتكم حول الحلول الرائدة التي تقدمها ST Engineering في المنطقة، مثل GDAMS وUSV/AUTONOMAST ورقمنة المنصات، وكيف تلبي هذه الحلول الاحتياجات الدفاعية المتطورة لدول الشرق الأوسط؟

شهدت النزاعات الأخيرة تركيزًا أكبر على الحروب القائمة على المناورة، وسلاسل الإمداد اللوجستي الطويلة، والحاجة إلى تعزيز قدرات الرصد والتصويب السريع، بالإضافة إلى ضرورة بناء شبكات اتصالات أقوى وتعزيز الوعي المشترك بالموقف العملياتي. تستثمر الجيوش الحديثة في قدرات تعالج هذه الثغرات، وقد ركزنا على تقديم حلول تلبي هذه المتطلبات في الأسواق ذات الأولوية بالنسبة لنا.

حظي نظام الهاون المتقدم المحمول على الأرض (GDAMS) باهتمام في أسواق الناتو، مثل المملكة المتحدة، وكذلك في الشرق الأوسط. يتميز هذا النظام المدفعي من عيار 120 ملم بتوافقه مع مختلف المنصات، وهو حل منخفض التكلفة لإطلاق النيران التكتيكية، حيث يمكن تركيبه على معظم المركبات ذات الدفع الرباعي (4×4)، ويوفر قدرة “أطلق وتحرك” للوحدات التكتيكية.

مع تزايد طبيعة المعارك داخل المدن وانتشار القوات في مناطق واسعة، يصبح الاعتماد على شبكات اتصالات موثوقة وآمنة، إلى جانب أنظمة قيادة وسيطرة قوية، أمرًا ضروريًا لتعزيز الوعي المشترك بالموقف العملياتي وتحسين عملية اتخاذ القرار. صممنا حلول الرقمنة للمنصات والاتصالات الآمنة لدعم هذه المتطلبات، كما تم تعزيزها باستخدام تقنيات الحوسبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتحليل الفيديو القائم على الذكاء الاصطناعي واكتشاف الحالات الشاذة.

من المجالات الأخرى التي يمكن لحلولنا معالجتها لتلبية الاحتياجات المتطورة لدول الشرق الأوسط مجال الأمن البحري. يمكن لنظام التحكم الذاتي AUTONOMAST™ USV تحويل السفن القائمة أو الجديدة إلى سفن غير مأهولة قادرة على التكيف مع مهام مختلفة. وقد تم استخدام هذا النظام المدعوم بالذكاء الاصطناعي في سنغافورة ومضيق ملقا، أحد أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم، حيث أثبتت تقنيات تجنب الاصطدام والملاحة الخاصة به فعاليتها في دعم مهام الأمن البحري. كما أننا نسعى لتوسيع فرصنا في منطقة الشرق الأوسط لمساعدة القوات البحرية على تحديث أساطيلها وجعلها أكثر كفاءة وأمانًا.

ما الدور الذي تلعبه التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، والتحكم الذاتي، والدفاع السيبراني في تطوير منتجات ST Engineering لسوق الشرق الأوسط؟

يمكن للتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والأنظمة المستقلة تعزيز القدرات البشرية، مما يجعلها أكثر كفاءة وفعالية، أو توفير الموارد للتركيز على المهام ذات القيمة العالية.

على سبيل المثال، يمكن لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليلات الفيديو أن يُحدث ثورة في سرعة البحث واسترجاع البيانات عند التعامل مع كميات هائلة من المعلومات. فهو يمكّن الجهات الأمنية والهيئات التنظيمية في مختلف القطاعات من تشغيل عمليات بحث في الوقت الفعلي عبر العديد من كاميرات المراقبة باستخدام لغة طبيعية بسيطة، مما يقلل من وقت اتخاذ القرار إلى ثوانٍ معدودة. تتضمن حلولنا AGIL® Vision لتحليلات الفيديو وAGIL® Ops Hub تقنيات الذكاء الاصطناعي لمساعدة المشغلين على تقليل الاعتماد على الإدراك البشري.

استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز اكتشاف التهديدات السيبرانية والاستجابة لها

لقد شهدنا ارتفاعًا في الهجمات السيبرانية المتقدمة واسعة النطاق المدبَّرة من قبل جهات تهديد، والتي يمكن أن تتسبب في أضرار كبيرة للبنية التحتية الحيوية. ومع تزايد اعتماد الحكومات والجيوش على البنى التحتية الرقمية، أصبح الدفاع السيبراني عنصرًا أساسيًا لضمان استمرارية عمل المؤسسات الحكومية والعسكرية.

نعتبر الأمن السيبراني جزءًا أساسيًا من حلولنا، سواء أكان في المنصات أو في أنظمة القيادة والسيطرة C5ISR. كما أننا استثمرنا في تطوير قدرات الأمن السيبراني الكمومي وتقنيات الكشف عن التهديدات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لضمان حماية عملائنا واستعدادهم لمواجهة تحديات المستقبل.

كيف تستفيد ST Engineering من مشاركتها في فعاليات مثل IDEX لتعزيز الشراكات واستكشاف فرص جديدة؟

منذ انطلاقه قبل ثلاثة عقود، أصبح معرض IDEX واحدًا من أهم الفعاليات على أجندة الدفاع الدولية، حيث يزداد عدد العارضين والزوار مع كل دورة جديدة. توفر لنا هذه الفعاليات فرصة لإعادة التواصل مع شركائنا وعملائنا، بالإضافة إلى لقاء شركاء جدد.

كما تتيح لنا فرصة عرض مجموعة واسعة من الحلول التي نقدمها عبر مجالات متعددة—الجو، البر، البحر، الرقمنة، والأمن السيبراني. تعد قدراتنا التكنولوجية والهندسية عبر هذه المجالات من بين نقاط قوتنا، ونؤمن بأنها قادرة على تقديم قيمة حقيقية لعملائنا.

بالإضافة إلى ذلك، توفر لنا هذه المعارض فرصة لرصد اتجاهات القطاع، سواء أكان من حيث التقنيات التي يجري تطويرها أو الأولويات الاستراتيجية للأسواق المختلفة.

كل هذه المعطيات تساعدنا على فهم احتياجات العملاء بشكل أفضل، ومن خلال تفاعلنا معهم، يمكننا تطوير حلولنا بشكل مستمر لمعالجة التحديات التي يواجهونها.

ما هي أولويات ST Engineering الرئيسية لتوسيع مجموعة منتجاتها وحضورها في الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس المقبلة؟ وهل هناك أي ابتكارات أو مشاريع محددة يتم تطويرها خصيصًا لهذه المنطقة؟

يُعد الشرق الأوسط، إلى جانب شركائنا، سوقًا رئيسية لأعمالنا. وتتمثل إحدى أولوياتنا الأساسية في توسيع وتعزيز شراكاتنا في المنطقة.