
خاص – دفاع العرب
شهد معرض IDEX 2025 الظهور الأول لنظام المدفعية ذاتية الدفع SH16A من شركة نورينكو الصينية في أسواق الشرق الأوسط، مما يؤكد استراتيجية الصين في تعزيز وجودها كأحد اللاعبين الرئيسيين في سوق الأنظمة المدفعية العالمية.
يأتي هذا النظام كخيار حديث للقوات المسلحة الباحثة عن حلول مدفعية متطورة تجمع بين الدقة، الحركية، والقوة التدميرية العالية.
مواصفات تقنية متطورة
يتميز البرج غير المأهول للنظام بوزن 14 طنًا، ما يجعله قابلاً للتثبيت على منصات متعددة، سواء المجنزرة أو المدولبة، ويعتمد على نظام تحميل آلي يعتمد على المجلات، مما يسمح بإعادة التلقيم بسرعة عبر استبدال المخازن. كما يدمج نظام التحكم النيراني تقنيات متطورة لأتمتة عملية ضبط المدفع، وإعداد الفتائل، وتحميل الذخيرة، مما يعزز من سرعة الاستجابة ودقة الإصابات.
يعتمد نظام SH16A على هيكل مدرع بعجلات 8×8، مما يمنحه قدرة تنقل تكتيكية عالية على مختلف التضاريس، وهو مزود بمدفع عيار 155 ملم/52 قادراً على إطلاق عدة أنواع من الذخائر، بما في ذلك القذائف التقليدية، والمقذوفات الموجهة بالليزر، والذخائر الهجومية العلوية. يصل المدى الأقصى للمدفع إلى 56 كيلومترًا عند استخدام قذائف معززة بالصواريخ ذات القاع النازف (Bottom-Bleed).

الصين وتوسيع نفوذها في سوق المدفعية بالشرق الأوسط
يأتي عرض الصين لنظام المدفعية ذاتية الدفع SH16A في إطار توجه نحو تلبية الطلب المتزايد في الشرق الأوسط على أنظمة المدفعية المتطورة. فقد سبق أن حصلت السعودية على مدافع PLZ-45 ذاتية الدفع منذ عام 2008، بينما قامت الإمارات بشراء ستة مدافع AH4 المقطورة من نورينكو عام 2019. كما أبدت مصر اهتمامًا بالأنظمة الصينية ضمن سعيها لتنويع مصادر تسليحها.
وتشكل العوامل الاقتصادية والسياسية عاملاً حاسمًا في تعزيز تواجد المدفعية الصينية في المنطقة، إذ تقدم بكين أسعارًا تنافسية وشروط تصدير أقل تقييدًا مقارنة بالموردين الغربيين، إلى جانب استعدادها لعقد اتفاقيات نقل التكنولوجيا والتصنيع المشترك، مما يمنح الدول المستوردة فرصة لتطوير قدراتها المحلية في تصنيع الأنظمة المدفعية.

مستقبل SH16A في الشرق الأوسط
في ظل تزايد الاهتمام بأنظمة المدفعية المدولبة التي توفر مرونة استراتيجية وكفاءة تشغيلية عالية، قد يشهد SH16A اهتمامًا متزايدًا من دول المنطقة، خصوصًا تلك التي تسعى إلى تحديث ترسانتها المدفعية بأنظمة أكثر تطورًا وأقل تعقيدًا في الصيانة والتشغيل. كما أن إمكانية دمجه في منصات مختلفة تجعله خيارًا جذابًا للجيوش التي تبحث عن حلول مرنة وقابلة للتكيف مع مختلف بيئات القتال.
من المتوقع أن تلعب العوامل الجيوسياسية والعسكرية دورًا مهمًا في تحديد مدى انتشار المدفعية الصينية في المنطقة، لكن مع استمرار الصين في تقديم أنظمة ذات أداء متقدم، وسعر تنافسي، ودعم لوجستي مستدام، فإن SH16A قد يصبح خيارًا رئيسيًا في سوق المدفعية المتحركة في الشرق الأوسط.