
خاص – دفاع العرب
تسعى المملكة العربية السعودية إلى تنويع مصادر تسليحها العسكري وتعزيز قدراتها الجوية من خلال الاهتمام بالمقاتلة التركية الشبحية من الجيل الخامس “كاان” KAAN. يشير هذا التوجه إلى تركيز الرياض الاستراتيجي على تحديث سلاحها الجوي وتقليل الاعتماد على مورد واحد للأسلحة، مما قد يعيد تشكيل ديناميكيات التحالفات العسكرية في المنطقة.
فيما يلي 5 أسباب رئيسية تدفع المملكة إلى النظر بجدية في هذه الصفقة:
- تقليل الاعتماد على التكنولوجيا العسكرية الأمريكية تواجه السعودية تحديات في الحصول على مقاتلات “إف-35” الأمريكية بسبب اعتبارات سياسية وأمنية متعددة. يشكّل التوجّه نحو المقاتلة التركية “كاان” بديلاً استراتيجياً يمكن أن يقلل من الاعتماد على التكنولوجيا والتسليح الأمريكي، مع ضمان امتلاك قدرات قتالية متطورة.
- تحقيق أهداف رؤية 2030 في توطين الصناعات الدفاعية يعزز امتلاك المقاتلة التركية من فرص نقل التكنولوجيا والتصنيع المشترك، مما يدعم أهداف رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تعزيز الإنتاج المحلي في الصناعات العسكرية. كما يمكن أن تسهم هذه الشراكة في تطوير قدرات الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) وبناء قاعدة تصنيع دفاعية مستقلة.

- تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية يشير اهتمام السعودية بالمقاتلة التركية إلى استعدادها لاتخاذ قرارات عسكرية بعيداً عن الضغوط السياسية الأمريكية. هذه الخطوة قد تمثّل رسالة واضحة لواشنطن بأن المملكة تمتلك خيارات بديلة في علاقاتها الدفاعية، مما يمنحها هامشاً أكبر للمناورة الاستراتيجية.
- تحقيق تفوق جوي بامتلاك مقاتلة شبحية متقدمة تتميز “كاان” بقدرات شبحية متقدمة وإلكترونيات طيران متطورة، بالإضافة إلى إمكانية حمل مجموعة واسعة من الذخائر. بالنسبة للقوات الجوية السعودية التي تعتمد حالياً على طائرات قديمة نسبياً، يمثّل امتلاك مقاتلة حديثة من الجيل الخامس قفزة نوعية نحو تعزيز التفوق الجوي والقدرة القتالية.
- تعزيز التعاون الاستراتيجي مع تركيا تعكس هذه الصفقة المحتملة توجهاً نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وتركيا، حيث تعمل الدولتان بالفعل على توسيع التعاون الدفاعي من خلال مشاريع مشتركة ونقل للتكنولوجيا. في ظل التغيرات الإقليمية، قد تسهم هذه الخطوة في ترسيخ العلاقات الثنائية ودعم استقرار المنطقة.
يمثل اهتمام السعودية بالمقاتلة “كاان” خطوة ذات أبعاد استراتيجية تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد شراء طائرة مقاتلة، إذ يعكس توجهاً نحو الاستقلالية العسكرية، وتعزيز القدرات الدفاعية، وإعادة رسم ملامح التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط.
تقرير نسرين شاتيلا