نسرين شاتيلا
تتسبب الحروب والنزاعات في العديد من الخسائر على مستوى العالم.
وعلى الرغم من أن الدول الكبرى قد نالت مكاسب من النزاعات، فإنها قد تعاني من أضرار في بعض النواحي.
ووفقًا للمحللين، فإن الأزمات الدولية قد تساعد الدول على اكتشاف نقاط ضعفها العسكرية. وللمثال، فقد تمثل تجارة الأسلحة فائدة أخرى للدول الكبرى، حيث يمكن لدول مثل روسيا أن تزدهر من بيع أسلحتها لأطراف متصارعة كما حصل في أماكن مثل سوريا.
تجارب للقدرات العسكرية
تعد الحروب والنزاعات ساحات لتجارب الأسلحة الجديدة للدول الكبرى، وهذا ما استغلته الدول الكبرى مثل أمريكا وروسيا في سوريا. حيث أعلنت الحكومة الروسية أن هذه هي الفرصة المناسبة لاختبار الأسلحة والترويج لها.
كما ساعدت الحرب السورية والحرب الليبية على تعزيز وجود المرتزقة كفرقة “فاغنر” الروسية.
عندما تتعرض الدول لأزمات، يمكن للدول الكبرى التي تمتلك الهيمنة العالمية والقوة الاقتصادية العالية وقاعدة حلفاء واسعة وعلاقات تجارية في مجال السلاح أن تستفيد من هذه الأزمات. وفي الوقت نفسه، يمكن للدول الكبرى كأمريكا ودول أوروبا، أن تستخدم العقوبات الاقتصادية كوسيلة لإضعاف اقتصاد الخصوم.
وبحسب ما يقول الخبراء، فإن الهجوم الروسي على أوكرانيا قد أضعف روسيا اقتصاديًا ومنح أمريكا فرصة أكبر للتنافس مع روسيا.
أما عن تأثير الأزمات على تحالفات الدول، فمن الممكن أن تسبب في تسريع تشكيل التحالفات العسكرية، كما حدث في حالة الحرب الأوكرانية وانضمام السويد وفنلندا للناتو. وعليه، يمكن أن تولد أزمة تايوان مع الصين تحالفًا أمريكيًا أعمق مع اليابان وأستراليا والهند.
تعتبر الدول الكبرى مثل أمريكا وأوروبا من الدول القادرة على الاستفادة من الأزمات الدولية وتحقيق المنافع الخاصة بها. وهذا يعتمد على عدة عوامل مثل الهيمنة العالمية التي تمتلكها هذه الدول وقوتها الاقتصادية، وكذلك اتساع قاعدة الحلفاء الذين يدعمونها وعبر المبيعات العالية للأسلحة.