العميد صلاح الدين الزيداني الأنصاري
يعتبر سلاح المدرعات من أقوى أسلحة الحرب البرية واكثرها فعالية , ورث سطوته من سلاح الفرسان ولايزال في الصدارة منذ دخول الدبابات للقتال في الحرب الحديثة والذي كان في عام 1918وكانت أول معركة دبابات مسجلة تاريخيا بين قوات ألمانيا وبريطانيا في فرنسا وحتى اليوم ومع أن الدبابات تعد من الوسائط الحربية المكلفة من ناحية التشغيل، لأنها بحاجة مستمرة لقدر كبير من الدعم الفني والصيانة، ومع ذلك لا تزال تمثل عنصرا رئيسيا في ترسانات معظم الجيوش حول العالم.
في الحرب الروسية الأوكرانية التي تدور رحاها منذ أكثر من عام ينتطر أن تدخل الدبابات بقوة على خط القتال بين الطرفين حيث إنتشرت مؤخراً في وسائل الإعلام أخباراً حول مشاركة الدبابة الروسية الأحدث آرماتا الملقبة بالفهد الروسي والتي يعتبرها الروس الدبابة الأقوى للقوات المسلحة الروسية وتصنفها التقارير الغربية ضمن أفضل دبابات العالم.
نقل عن البوابة الروسية على الإنترنت Izvestia وعن وكالة ريا نوفوستي معلومات عن مصدر لم تذكر اسمه , تفيد بأن أحدث دبابة روسية T-14 Armata تشارك في مناطق “العملية العسكرية الخاصة” [تستخدم روسيا هذا المصطلح للحرب] في أوكرانيا.
وقال مصدر مطلع لوكالة RIA Novosti: “بدأت القوات المسلحة الروسية في استخدام أحدث دبابات T-14 Armata لقصف المواقع الأوكرانية ، لكن هذه الدبابات لم تشارك بعد في عمليات الهجوم المباشر”.
وفقًا للمعلومات المنشورة، تلقت الدبابة درع حماية جانبية إضافية تم وضعه لحماية الهيكل والدبابة من صواريخ العدو المضادة للدبابات , ووفقًا لـ RIA Novosti ، تعمل T-14 Armata في دونباس منذ نهاية العام الماضي.
وكانت المخابرات البريطانية قد نشرت سابقاً في تقريرها الاستخباري اليومي الذي تنشره على موقع تويتر إن روسيا مستعدة لنقل دفعة صغيرة من دبابات T-14 Armata “الخارقة” كما وصفتها سابقاً الى منطقة “العملية العسكرية الخاصة” الروسية , وتقول مصادر أخرى إن موسكو لا تزال مترددة في استخدامها في أوكرانيا لأن “وضعها الفني موضع شك”.
لم يحدد المحللون الغربيون ما هو مشكوك فيه بشأن الحالة الفنية للدبابات. وفقًا للشائعات والمعلومات غير المؤكدة ، على الأرجح أن T-14 Armata تواجه مشكلة في وحدة الطاقة التي تشغل الآلة القتالية.
ادعاء مصدر RIA Novosti أن دبابة Armata موجودة في أوكرانيا منذ فترة طويلة افترضته المخابرات البريطانية ومع ذلك ، قالت لندن في وقت سابق من هذا العام إن إرسال T-14 Armata إلى أوكرانيا سيكون بمثابة عمل دعائي أكثر منه لأغراض التوسع الروسي.
ومع ذلك ، إذا اتضح أن T-14 Armata على خط المواجهة ، فسيكون من المثير للاهتمام تتبع أدائها تشتهر الدبابة (على الأقل بالمعلومات المنشورة حولها) بكونها أفضل دبابة في العالم , ووفقًا للمصادر ستكون الدبابة قادرة على إطلاق مقذوفات نووية صغيرة ، وتنفصل الكبسولة مع الطاقم عند استدعائها ، وفي حالة عدم الحركة يكون للدبابة نسخة مطورة غير مأهولة.
الدبابة آرماتا جرى تطويرها لتكون الدبابة الأولى لحرب الشبكة المركزية حيث يكون باستطاعتها مراقبة أوضاع القتال في ميدان المعركة وتوزيع معلومات عن الأهداف المراد تدميرها بالدرجة الأولى على رفيقاتها دبابات “تي – 90″ و”تي -72”.
إعتمد في تصميمها على نموذج جديد لا سابق له ضمن شكل المدرعات الروسية، فالشكل التقليدي لعائلة الدبابات الروسية يعتمد عجلات البوجي الستة بينما دبابة آرماتا تتميز بوجود سبع عجلات بوجي , ولزيادة رفاهية طاقمها تحوي على مرحاض داخلي حتى لا يحتاج الطاقم إلى الخروج من قمرة القيادة.
كما زودت بدروع قوية قابلة لصد أي قذيفة مضادة للدبابات وهي مزودة بنظامي الحماية النشط والديناميكي، إضافة إلى امتلاكها أسلحة تحكم عن بعد وذات مدفع قوي ونظام أوتوماتيكي لإعادة التلقيم كما زودت “أرماتا” بأنظمة دفاعية متطورة، أحدها يطلق عليه اسم “نظام أفغانيت للحماية النشطة”، ويعني ذلك القدرة على اعتراض القذائف والصواريخ المضادة للدبابات والقذائف الموجهة، وذلك بإطلاق صواريخ باتجاهها وتدميرها قبل وصولها إلى الدبابة.
المدفع رشاش المتحد يعمل بالتحكم عن بعد، كما زودت بثلاثة كاميرات فيديو بالغة الدقة واحدة عند مؤخرة المدفع والثانية عند سائق الدبابة والثالثة في مؤخرة الدبابة، الأمر الذي يمنح الطاقم إمكانية الحصول على رؤية محيطية، وبانورامية لميدان المعركة، فضلًا عن مدفعها الأملس من عيار 125 ملم، يمكنه إطلاق الصواريخ والقذائف على حد سواء.
كما توفر كاميرات الفيديو عالية الدقة المثبتة على الهيكل الخارجي لطاقم الدبابة رؤية شاملة حتى 360 درجة، ويمكن تكبير صور الكاميرات حسب الضرورة، كما توفر إمكانية استشعار الحرارة والأشعة تحت الحمراء في جميع الظروف الجوية، وتحوي أجهزة للرؤية الليلية، وهي مزودة بنظام الملاحة “غلوناس” السوفييتي الذي يؤمّن الملاحة ويقدم دعمًا غير محدود في الجو والبر والبحر والفضاء، وتستوعب قمرة القيادة المدرعة طاقمًا من 3 أشخاص، وتأتي وراءها غرفة الذخائر.
وتصل سرعة الدبابة القصوى إلى ما بين 80 و90 كيلومترًا في الساعة، بينما تبلغ حمولتها القصوى 48 طنًّا، أما مدى اكتشاف الهدف فيصل إلى 5000 متر فأكثر، في حين أن مدى مهاجمة الهدف فتصل إلى ما بين 7 و8 آلاف متر ويقدر معدل الإطلاق المدفعي للقذائف بين 10-12 قذيفة في الدقيقة، بينما تحتوي قمرة الذخائر على نحو 40 قذيفة مدفعية.
يبلغ وزن الدبابة آرماتا نحو 55 طنًّا بكامل حمولتها وهي بذلك تعتبر أخف من مثيلاتها الأمريكية ما يجعلها منافس قوي لها، مزودة بمدفع رشاش بقطر 12.7 ملم، كما تصل سرعتها بعد أن تم تزويدها بمحرك قدرته 1500 حصان نحو 75 كيلومترًا في الساعة، ويمكنها أن تنطلق لمسافة 600 كيلومتر أثناء المعارك والاشتباك.
مشاركة ودخول الآرماتا للحرب الروسية الأوكرانية سيكون نقطة تحول كبيرة خاصة وأن الدبابة تعتبر الأقوى والأحدث لدى الروس ودخولها يعني نقلة كبيرة في حروب المدرعات الحديثة خاصة وأنها تنتمي لدبابات الجيش الخامس ولا يوجد منافس لها لدى الخصم .
هذه الحرب تخبيء الجديد على مختلف المستويات وقد نرى في قابل الأيام دخول أسلحة نوعية جديدة من مختلف الصنوف تدعمها سياسات جديدة من الطرفين وبين هذه وتلك نأمل أن يحل السلام ويصل الطرفان لحلول مرضية تمنح الأمان لمواطنيهم وتفتح للعالم صفحة جديدة من السلم والأمن وذلك ليس يمستحيل.