خاص – دفاع العرب
أكّدت شركة “داسو أفييشن” الفرنسية اختيار البحرية الهندية مقاتلة “رافال-إم”.
يعتبر هذا الاختيار هو الأول من نوعه لمقاتلة “رافال-إم” في عملية بيع دولية، وهذه هي المرة الثانية التي تحصل فيها البحرية الهندية على مقاتلات تعمل على حاملة طائرات فقد سبق واستُخدمت طائرات “ميج-29ك” الروسية.
عندما يكتمل التشغيل بشكل كامل، ستواجه مقاتلة “رافال-إم” التابعة للبحرية الهندية منافسة مع المقاتلة الصينية “شينيانغ جي-15″، التي شكلت السلاح الرئيس لقوة حاملات الطائرات في البحرية الصينية لما يقرب من عقد من الزمن.
مقارنة بين “جي-15” و”رافال-إم”؟
تشترك مقاتلة “رافال-إم” بنسبة تزيد عن 85% من مكوناتها مع نسخة مقاتلة “رافال” التابعة للقوات الجوية الهندية.
وقد تم تعزيز هيكلها الجوي وتمديد قاعدة العجلة الأماميّة، بالإضافة إلى زيادة حجم خطاف الذيل Tailhook بين المحركات. وتم تجهيز المقاتلة البحرية أيضًا بسلم تسلق مدمج لتسهيل وصول الطيارين.
المواصفات العامة:
مقاتلة “رافال-إم”
تُعد “رافال-إم” مقاتلة من الجيل الرابع، وتتميز بجناح دالتا ومحركين.
تم تصميم “رافال-إم” خصيصًا لتناسب حاملة الطائرات الأولى المستقلة المُصنَّعة محليًا في الهند، وهي حاملة الطائرات “إن إس فيكرانت” التي يبلغ وزنها 45,000 طن، والتي تم تدشينها العام الماضي. تعمل “رافال-إم” على نظام الإقلاع القصير والهبوط المعتقل (STOBAR).
تستطيع هذه الطائرة الفرنسية الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 1.8 ماك، بينما تصل سرعة مقاتلة “جيه-15” إلى 2.4 ماك.
يصل مدى طائرة “رافال” إلى 3,700 كم باستخدام 3 خزانات وقود، أما مداها القتالي فيصل إلى 1,850 كم في مهمات الاختراق، وهي مجهزة بصاروخين من طراز SCALP-EG وآخرين من طراز MICA AAMs.
تبلغ أقصى حمولة للإقلاع 24,500 كجم ويتجاوز السقف الخدمي 15,800 متر.
مقاتلة “شينيانغ جي-15”
تشبه مقاتلة “جيه-15” التابعة لشركة شينيانغ للطائرات مقاتلة “سو-33” الروسية التي اشترتها بكين من أوكرانيا. وتعتبر “جي-15” أثقل مقاتلة تعمل على حاملة في العالم حيث يبلغ وزنها 17,500 كجم مقارنة بوزن طائرة “رافال-إم” البالغ 10,600 كجم. يؤدي هذا الوزن الإضافي إلى تقليل نطاقها وقدرتها القتالية العامة.
وتُعرف “جي-15” أيضًا بإسم “Flying Shark”، ويمكنها الطيران لمسافة تصل إلى 3,500 كم عند حملها لأقصى كمية من الوقود، ويصل أقصى ارتفاع لها إلى 20,000 متر.
بالمقابل، تصل قوة تحمل مقاتلة “رافال” إلى +9 جي، بينما يصل حد تحمل “جي-15” إلى +8.5 جي. ويمكن لمقاتلة “رافال” القيام بـ “الطيران الفائق” supercruise على ارتفاع يصل إلى حوالي 9,100 متر.
المحركات
تمتلك مقاتلة “رافال” محركين من طراز “سنكما إم88″، ويتميز كل منهما بقوة جافة تصل إلى 50 كيلونيوتن. يحتوي المحركان على العديد من التحسينات، بما في ذلك تقنية للحد من الإشعاع الراداري والأشعة تحت الحمراء. يمكّن محرك “إم88” مقاتلة “رافال” من القيام بالطيران الفائق أثناء حمل 4 صواريخ وخزان وقود.
في المقابل، كانت مقاتلة “جيه-15” مزودة بمحركات “ساتورن أل-31” الروسية التي توفر طاقة دفع تصل إلى 122 كيلونيوتن.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، ظهرت المقاتلة بمحركات من طراز WS-10 المنتجة محليًا، التي توفر طاقة دفع تصل إلى 89 كيلونيوتن لكل محرك، وقوة بعد الحرق تتراوح بين 135 إلى 144 كيلونيوتن.
الرادار والأجهزة الاستشعارية
تتزود كلٌّ من مقاتلة “جيه-15” بنسختها “جي-15 بي” ومقاتلة “رافال-إم” بنسختها F3R برادارات AESA كأداة استشعار أساسية لهما.
تعتمد “جيه-15″ على مجموعة الأجهزة الإلكترونية الخاصة بـ”جيه-11 بي” المعدلة، وعلى قمرة القيادة نفسها، وعلى الأرجح تحتوي على أجهزة الربط البياني وأجهزة الكمبيوتر للمهام العسكرية نفسها أيضًا.
تحمل مقاتلة “رافال-إم”، بنسختها F3R، رادارًا من نوع RBE2-AA من إنتاج شركة تاليس، ويقال إن رادار RBE2-AA يمنح المقاتلة قدرة اكتشاف تصل إلى 200 كيلومتر.
تتمتع “رافال-إم” أيضًا بجهاز بحث وتتبع بصري وكهروبصري (IRST) يسمى OSF (optronique secteur frontal)، ويتم تركيبه على أنف الطائرة قبالة قمرة القيادة.
يتكون هذا النظام من جهازين: الأول هو جهاز IRST مصمم للمسح عن بُعد وتتبع الأهداف الجوية من دون إطلاق أي إشعاع قابل للاكتشاف، ويتمتع أيضًا بقدرة ثانوية للمسح عن بُعد لأهداف الأرض أو البحر. أما الجهاز الثاني فهو جهاز استشعار فيديو كهروبصري / IR للاستخدام في نطاق حوالي 35-40 كم، ويتضمن إمكانية تحديد المدى بالليزر.
بالإضافة إلى ذلك، تحمل “رافال-إم” جهاز توجيه يدعى “داموكليس” ويستخدم بانتظام في المهمات متعددة الأغراض. يتضمن هذا الجهاز جهاز تصوير وتوجيه بالأشعة تحت الحمراء وإمكانية تحديد المدى بالليزر والتتبع بالأشعة تحت الحمراء، بالإضافة إلى القدرة على نقل بيانات ISR على متن الطائرة إلى طائرات الإعادة الهوائية والتحذير المبكر والتحكم.
كما يتم حمل جهاز التوجيه “داموكليس” بانتظام للمهمات متعددة الأغراض أو الضرب، ويشمل جهاز التصوير والتوجيه بالأشعة تحت الحمراء، وإمكانية تحديد المدى بالليزر والتتبع بالأشعة تحت الحمراء، بالإضافة إلى القدرة على نقل بيانات ISR الى الطائرات الاخرى.
أما مقاتلة “جي-15” فقد تلقت ترقية في نهاية عام 2021 شملت تحسينات لحاملات صواريخها ونظام البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء والرادار والأجنحة. وشملت الترقية أيضًا إمكانية الإقلاع القصير والهبوط لتمكين تشغيلها على متن حاملة الطائرات الصينية الثالثة، الفوجيان.
الأسلحة
باستطاعة مقاتلة “رافال-إم” حمل ما يصل إلى 9.5 طن من الأسلحة وخزانات الوقود والبودات الخارجية على 13 نقطة صلبة خارجية hardpoints. تُمكِّن هذه الميزة المقاتلة من اختراق الدفاعات على ارتفاع منخفض وبسرعة عالية لتجنب رادارات العدو.
من ناحية أخرى، يتم تركيب الذخائر على مقاتلة “جيه-15” على 12 نقطة صلبة خارجية.
وتضمنت ترقية “جيه-15” في نهاية عام 2021 القدرة على إطلاق صاروخ PL-15 BVRAAM، وهو أحدث صاروخ جو-جو متقدم في الصين.
أي نسخ للمقال من دون ذكر اسم موقع دفاع العرب DefenseArabia سيُعرّض ناقله للملاحقة القضائية.