خاص دفاع العرب
تقرير: راني زيادة
قام الفريق أول السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، بزيارة رسمية إلى روسيا، في 31 يوليو/ تموز الحالي، بدعوة من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
كان في استقبال الفريق أول السعيد شنڨريحة في مطار العاصمة الروسية موسكو الفريق أول ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي والسيد ديمتري شوغاييف مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والتقني لفيدرالية روسيا، حيث حظي رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي باستقبال رسمي.
تترقب الأوساط الدفاعية والسياسية تفاصيل هذه الزيارة وما إذا كانت ستشهد إبرام صفقة لشراء مقاتلات روسية من طراز متطور.
تقول مصادر عسكرية موثوقة إن الفريق أول السعيد شنڨريحة تفاوض مع المسؤولين الروس حول التعاون العسكري المستقبلي بين البلدين. ورغم عدم الكشف الرسمي عن تفاصيل الصفقات المحتملة، تدور التكهنات حول احتمالية إبرام صفقة لشراء مقاتلات روسية متطورة من طراز “سو-57”.
من المعروف أن الجزائر قد استفادت من التعاون العسكري مع روسيا في السابق، حيث اعتمدت على توريد المعدات العسكرية الروسية لتعزيز قدرات جيشها. وقد تُعَدُّ هذه الزيارة فرصة هامة لاستعراض أحدث التكنولوجيا العسكرية الروسية وتقييم إمكانية إجراء صفقات مستقبلية تسهم في تحسين القوة الدفاعية الجزائرية.
تتصاعد التكهنات حول إمكانية أن تصبح الجزائر أول دولة عربية تمتلك مقاتلة “سو-57” الروسية الحديثة، وهو أمر مثير للاهتمام والجدل في الأوساط الدفاعية والسياسية.
تمتلك مقاتلة “سو-57” أحدث التقنيات الإلكترونية والمعلوماتية، وقد تم تسليم أول مقاتلة من هذا الطراز إلى القوات الجوية الروسية في ديسمبر/ كانون الأول 2020.
وتتحدث وسائل الإعلام الروسية عن أن الجزائر مهتمة بطائرة “سو-57 إي”، وهي النسخة التصديرية من “سو-57″، لكنها ترغب في إجراء بعض التعديلات على الرادار لتتناسب مع متطلباتها.
وفي تحليل لـ “ميليتري ووتش ماغزين”، يُتوقَّع أن تكون الجزائر، التي تتميز بالكتمان عادةً فيما يتعلق بمشترياتها الحربية الجديدة، أول زبون أجنبي لمقاتلات “سو-57″، وذلك لتحديث وتطوير أسطولها الجوي الحربي. وتوجد مؤشرات على أن الجزائر ربما قد قدّمت طلباً لشراء حوالي 14 مقاتلة من هذا الطراز.
ووفقًا لتقارير نُقلت عن موقع “سبوتنيك” الروسي، فقد أكدت الجزائر شراء مقاتلات نفاثة من طراز “سو-57” الروسية بقيمة تقدر بملياري دولار. وقد وُقِّعت هذه الصفقة بعد أكثر من عام من إعلان نية الجزائر لشراء هذه المقاتلات الحديثة.
وفقًا لصحيفة “Africa Intelligence”، تُجرى حاليًا مفاوضات بين الجزائر وروسيا لإبرام اتفاقية بشأن الإمدادات العسكرية الروسية للجزائر للسنوات العشر القادمة. وتأتي هذه المفاوضات في إطار تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين وتحسين قدرات الجيش الجزائري.
تُعد الجزائر من أكبر زبائن السلاح الروسي إلى جانب الهند، وهي تحتفظ بسياسة كتمان مقتنياتها العسكرية الجديدة حتى تدخل الخدمة على أراضيها. وهذا الاهتمام الكبير من قِبَل الجزائر بمقاتلات “سو-57” يعكس إرادتها في تحسين قدراتها العسكرية والدفاعية، والتحديث الدائم لأسطولها الجوي لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.
من المتوقع أن تكون “سو-57” المقاتلة من الجيل الخامس إضافة مهمة للجزائر، حيث تتميز بتقنيات متطورة في مجالات الاستطلاع والقتال الجوي والبحري. وتُعَدُّ طائرة متعددة المهام، ما يجعلها قيمة إضافية للجزائر في تعزيز قدراتها الدفاعية وتوفير التوازن العسكري.
مقاتلة “سو-57”
تعتبر مقاتلة “سو-57” من أحدث مقاتلات الجيل الخامس المتطورة، وقد بدأ تطويرها عام 1990 بتعاون بين شركتي “سوخوي” الروسية و”يونايتد إيركرافت”. أُجريت أولى طلعاتها التجريبية في عام 2010، ومنذ ذلك الحين أصبحت من أبرز المقاتلات المتقدمة في العالم.
تتميز “سو-57” بسرعتها الكبيرة التي تصل إلى 2600 كيلومتر في الساعة، وهي قادرة على التحليق على ارتفاع يصل إلى 20 ألف متر وبمدى يصل إلى 5000 كلم. تأتي مزودة برادار يعمل بنظام “إكس باند” فائق القدرة، ويبلغ مداه 400 كلم، مما يسمح لها بتتبع 60 هدفًا في الوقت نفسه، ما يجعلها تقدم قدرات استطلاع وقتالية متميزة.
وفقًا لموقع “جانز” الأمريكي، تعتزم روسيا على تصميم نسخة تصديرية من المقاتلة باسم “سو-57 إي”، ومن المتوقع أن يتم تسليم هذه النسخة للعملاء خلال 5 إلى 7 سنوات.
اشتهرت الجزائر بتوجهها لتحديث قواتها المسلحة وتطوير قدراتها الدفاعية، وهذا ما يجعلها مهتمة بالحصول على مقاتلات “سو-57” الروسية. إلى جانب الجزائر، تأتي الهند وفيتنام وماليزيا وميانمار ضمن الدول المهتمة أيضًا بهذه المقاتلة الشبحية.
أي نسخ للمقال من دون ذكر اسم موقع دفاع العرب DefenseArabia سيُعرّض ناقله للملاحقة القضائية.