خاص – دفاع العرب
تسعى المملكة العربية السعودية، حاملة لواء الريادة في المنطقة، إلى تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية من خلال شراء طائرات مقاتلة من الجيل 4.5.
وتأتي هذه الخطوة الاستراتيجية كرد حاسم على التهديدات الأمنية المتنامية في المنطقة، وتُجسد حرص المملكة العربية السعودية على الحفاظ على أمنها واستقرارها ودورها الرائد في صون السلم الإقليمي.
وتُشير تقارير موثوقة إلى أن شركة بوينج الأمريكية تضع ثقتها الكبيرة في طائرة إف-15 إي إكس إيجل الثانية لتكون الخيار الأمثل لتلبية احتياجات المملكة العربية السعودية.
ترتكز استراتيجية بوينج على خبرة القوات الجوية الملكية السعودية الطويلة في تشغيل طائرات إف-15، ممّا يضمن سهولة دمج طراز إي إكس إيجل الثانية في أسطولها الحالي. كما تُعزّز هذه الخبرة البنية التحتية القوية لدعم طائرات إف-15 في المملكة، ممّا يجعلها الخيار الأمثل من حيث التكلفة والتشغيل.
ولكن، لا تقتصر الخيارات على طائرة بوينج، فقد عرضت شركة إيرباص الأوروبية طائرات يوروفايتر تايفون، وتمتلك المملكة العربية السعودية بالفعل أسطولًا من هذه الطائرات، مما يوفر لها ميزة إضافية من حيث سهولة الصيانة وتخفيض التكاليف.
وإلى جانب ذلك، برزت طائرة رافال من شركة داسو للطيران الفرنسية كمنافس قوي، خاصة بعد رفع ألمانيا القيود المفروضة على بيعها لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان. وتُعد طائرة رافال خيارًا جذابًا نظرًا لنجاحاتها الباهرة في منطقة الشرق الأوسط.
تُجسد خطط المملكة العربية السعودية لشراء طائرات مقاتلة جديدة من الجيل 4.5 التزامها الراسخ بحماية أمنها الوطني وتعزيز دورها كحارس للاستقرار في المنطقة.
ومن خلال تحليلها الدقيق لجميع الخيارات المتاحة، ستُقدم المملكة العربية السعودية مثالًا نموذجيًا في اتخاذ القرارات الاستراتيجية الحكيمة.
وعودٌ بقدراتٍ استثنائية
تُقدم “إف-15 إي إكس” مميزات مُغرية لمستخدميها، تشمل:
- سرعة فائقة: لتكون أسرع طائرة مقاتلة في ترسانة الولايات المتحدة.
- مدى طويلة: لتصل إلى أهداف أبعد دون الحاجة للتزود بالوقود.
- حمولة كبيرة: تصل إلى 29,500 رطل (14.06 طن) مع محطتي أسلحة إضافيتين.
- تكاليف تشغيل منخفضة: مقارنةً بالنُسخ السابقة من عائلة F-15.
- أطول نطاق اشتباك جو-جو: لتتفوق على أي مقاتلة أخرى لدى القوات الجوية الأمريكية.
يأتي تطوير “إف 15 إي إكس” ردًا على ارتفاع تكلفة المقاتلات الشبحية مثل F-22 و F-35، فضلاً عن قصر مداها وحمولتها مقارنةً بـ F-15. كما تتميز “إف-15 إي إكس” بسرعة لا مثيل لها بين مقاتلات التفوق الجوي الحالية، لا تتفوق عليها سوى ميغ 31، والتي تُعد مقاتلة اعتراضية بعيدة المدى وليست مُصممة للاشتباك الجوي المباشر.
ويُعتبر سعر طائرة “إف-15 إي أكس” أرخص من “إف-35″، وتصل قيمة ساعتها التشغيلية إلى 29000 دولار في الساعة، وهو ثلث التكلفة التشغيلية لطائرة “إف-35″، والتي يبلغ سعرها حوالي 100 مليون دولار.
على عكس ما قد يوحي به الاسم، تُعد “إف-15 إي إكس” خلفاً للطائرة F-15E “سترايك إيغل”، وليس F-15C. ويعود ذلك إلى كون F-15E طائرة مقاتلة متعددة المهام قادرة على تنفيذ مهام جو-أرض في جميع الأحوال الجوية، على عكس F-15C التي كانت مقاتلة تفوق جوي صممت في حقبة الحرب الباردة.
عمر افتراضي مثير للجدل
تُفاخر شركة بوينغ بأن “إف-15 إي إكس” ستبقى في الخدمة لعدة عقود. ولكن هذا الادعاء قابل للنقاش، خاصةً في ظل التسارع المُذهل لتطورات تكنولوجيا الطيران.