كشفت إيران في مطلع الشهر الجاري عن تحديث جذري لدبابة M60 الأمريكية الصنع، حيث أطلقت عليها اسم “سليمان-402”. تخضع هذه الدبابة لسلسلة من التعديلات المتقدمة التي تهدف إلى رفع كفاءتها القتالية وتكييفها مع متطلبات المعارك الحديثة.
أبرز ما يميز “سليمان-402” هو اعتمادها على محطة أسلحة يتم التحكم بها عن بعد عن بعد (RWS) متطورة مزودة بنظام رؤية حراري وأجهزة استشعار، مما يمنحها القدرة على تحديد الأهداف وإطلاق النار عليها بدقة عالية في مختلف الظروف الجوية وظروف الإضاءة.
كما تم تدعيم حماية الدبابة بطبقات متعددة من الدروع المتطورة، بما في ذلك الدروع التفاعلية المتفجرة (ERA) التي تغطي أجزاء حيوية من الهيكل، بالإضافة إلى احتمال استخدام نوع متقدم من الدروع المركبة في الجزء الأمامي العلوي.
تم تغطية المدفع الرئيسي بصفائح معدنية إضافية لتوفير حماية أكبر ضد التهديدات المباشرة. كما تم تزويد البرج بأكمله بدرع إضافي لتعزيز مقاومته للصاروخ المضاد للدبابات والقذائف المتفجرة.
لم تُهمل إيران الجانب الإلكتروني، حيث جهّزت الدبابة بأنظمة حرب إلكترونية تشمل أجهزة تشويش كهروضوئية. صُمم جهاز “دازلر” خصيصًا لإرباك أنظمة التوجيه البصرية للصواريخ المضادة للدبابات. وعلى الرغم من فعاليته، إلا أن هذه التكنولوجيا تُعدّ قديمة نسبيًا، وقد استُخدمت سابقًا في دبابة T98.
وعلى الرغم أن إيران اختارت نسخة أكبر وأقل حداثة من هذه الأنظمة مقارنة بدبابة كرار، إلا أن هذه الأنظمة تبقى إضافة قيمة لقدرة الدبابة على الصمود في وجه التهديدات الحديثة.
قدرات قتالية متعددة
تتميز “سليمان-402” بقدرات قتالية متعددة، فهي قادرة على إطلاق النار بدقة على الأهداف المتحركة، وتنفيذ عمليات قتالية بفضل أنظمة الرؤية الليلية المتطورة التي تزودها بها. كما تم تزويدها بنظام كشف وإطفاء للنيران، ولوحة قيادة رقمية متقدمة، بالإضافة إلى أنظمة إنذار بالليزر وحرب إلكترونية لحماية الطاقم والدبابة من التهديدات.
من المحتمل أن يؤدي إضافة الدروع والأجهزة الإضافية إلى زيادة وزن الدبابة، مما قد يؤثر سلبًا على قدرتها على الحركة وسرعتها.
ورغم التحسينات التي طرأت على الدبابة، إلا أنها لا تزال تعاني من بعض القيود التقنية. يبقى تقييم الأداء العملي لهذه الدبابة في الميدان هو الفيصل في تحديد مدى نجاح هذه التحديثات.