تعزيز الجزائر لقوتها الجوية يثير قلقًا أوروبيًا.. هل تهدد مقاتلات “Su-57” الاستقرار الإقليمي؟

سو-57

أثارت التكهنات مؤخرًا بشأن احتمال أن تصبح الجزائر أول مشترٍ أجنبي لمقاتلات Su-57 Felon الروسية قلقًا ملحوظًا في إسبانيا. وقد عبّر مراقبون إسبان عن مخاوفهم من ظهور هذه الطائرة المتطورة على مقربة من حدود بلادهم.

وأفادت مجلة Defence and Aviation المحلية: “على إسبانيا أن تقلق من مقاتلات الجيل الخامس التي ستدخل الخدمة في الجزائر والمغرب”.

شراكة جزائرية روسية

تعد الجزائر حليفًا استراتيجيًا لموسكو في المنطقة، حيث أكدت الدولتان شراكتهما الاستراتيجية في عام 2023. ويعتقد خبراء أن هذه العلاقة قد تُسهم في زعزعة الاستقرار الهش بالفعل في شمال إفريقيا، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الإسباني. ويعزز هذا التهديد الترسانة الجوية الجزائرية الحالية، التي تشمل 89 مقاتلة MiG-25 و58 طائرة Su-30 و54 طائرة MiG-29، إلى جانب قاذفات Su-24. ومن المتوقع أن تضيف Su-57 بعدًا استراتيجيًا جديدًا لهذه القوة.

التوترات الإسبانية الجزائرية: خلفية جيوسياسية

شهدت العلاقات بين الجزائر وإسبانيا توترًا متزايدًا في السنوات الأخيرة. ويُعد دعم الجزائر لجبهة البوليساريو وانتقادها للموقف الإسباني المتفهم لمطالب المغرب بشأن الصحراء الغربية أحد أبرز أسباب هذا التوتر. وقد تصاعدت الأزمة عام 2022 حين دعمت مدريد خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، مما أدى إلى رد فعل غاضب من الجزائر شمل تعليق بعض العلاقات التجارية والدبلوماسية، خاصة فيما يتعلق بتصدير الغاز.

المخاوف الأمنية والعسكرية الإسبانية

إلى جانب الجزائر، تمثل المغرب أيضًا مصدر قلق لإسبانيا، رغم العلاقات الطيبة بين البلدين. فالمغرب يعزز قدراته العسكرية من خلال السعي لاقتناء المقاتلات الأمريكية، بينما تعتمد إسبانيا على مقاتلات الجيل الرابع مثل Eurofighter وEF-18M Hornet حتى عام 2040، مما يعمّق فجوة التفوق العسكري في المنطقة.

تداعيات محتملة على الاستقرار الإقليمي

تثير إمكانية امتلاك الجزائر لمقاتلات Su-57 قلقًا لدى دول الناتو والاتحاد الأوروبي، حيث يُنظر إلى ذلك كجزء من تعزيز التعاون العسكري بين الجزائر وروسيا، ما قد يُضعف النفوذ الغربي في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا. ومع امتلاك الجزائر لمنظومات دفاع جوي متقدمة مثل S-400 وS-300PMU2 وPantsir-S1، فإن إسبانيا تجد نفسها مضطرة لإعادة تقييم استراتيجياتها العسكرية بالتنسيق مع الناتو لمواجهة التحديات الناشئة.

قراءة مستقبلية

قد تكون صفقة الجزائر للحصول على Su-57 بمثابة خطوة استراتيجية لتعزيز قدراتها الدفاعية، لكنها تحمل في طياتها تحديات كبيرة للاستقرار الإقليمي. وتبقى التساؤلات حول كيفية استجابة الدول الأوروبية وحلف الناتو لهذه التطورات العسكرية المتسارعة في شمال إفريقيا.