تظل الطائرات المقاتلة عنصرا مهما في ميدان القتال يمكنه أن يحسم المعركة منذ أكثر من قرن. وظهرت أول مقاتلة من صنع روسي في 25 يناير/كانون الثاني 1915 خلال الحرب العالمية الأولى.
مقاتلات الحرب العالمية الثانية
وظهرت في روسيا طائرات مقاتلة متميزة خلال الحرب العالمية الثانية منها مقاتلة “لا-7” التي قامت بالطلعة الجوية الأولى في يناير 1944، أي في نهاية الحرب العالمية الثانية، وأصبحت، مع ذلك، إحدى أفضل مقاتلات تلك الحرب.
وتميزت هذه الطائرة باستخدام الهواء وليس الزيت، في تبريد المحرك وهو ما زاد أمانة الطائرة، إذ لا تشتعل النار فيها لمجرد أن تصاب غرفة المحرك بضرر تافه.
كما تميزت هذه الطائرة بسرعتها التي بلغت 680 كيلومترا في الساعة، وتسليحها الذي شمل 3 مدافع عيار 20 ملم وحوالي 200 كيلوغرام من القنابل.
ونالت مقاتلة “لا-7” حب الطيارين. وتمكن أحدهم، إيفان كوجيدوب، من إسقاط 17 طائرة معادية وهو يطير على “لا-7”.
مقاتلة “لا-5”
وأشاد الخبراء العسكريون بروعة مقاتلة أخرى من مقاتلات الحرب العالمية الثانية هي “ياك-3”. وكانت هذه الطائرة خفيفة نسبيًا، إذ بلغ وزنها ما يزيد قليلا على 2500 كيلوغرام. وكانت سريعة وسهلة التشغيل. وتمكنت طائرات “ياك-3” من مهاجمة الطائرات المعادية من الخلف وهو ما يضمن إسقاط الطائرة المستهدفة.
بطل الحرب الكورية
وعندما بدأ عصر الطائرات النفاثة حصلت القوات الجوية الروسية على طائرة “ميغ-15” وهي مقاتلة خفيفة تستطيع أن تحلق بسرعة تقارب 1100 كيلومتر في الساعة.
أما عن تسليحها فهي احتوت على مدفع عيار 37 ملم ومدفعين من عيار 23 ملم. وأمكنها أن تحمل قنبلتين أيضا.
وخاضت مقاتلات “ميغ-15” معارك الحرب الكورية ضد طائرات “إف-86” الأمريكية. وتمكنت مقاتلات “ميغ-15” من إسقاط 650 طائرة أمريكية من طراز “إف-86” وإصابة عشرات طائرات “بي-29” خلال الحرب الكورية التي شهدت فقدان 340 من طائرات “ميغ-15”.
ونالت مقاتلات “ميغ-15” شهرة كبيرة. واستخدمتها جيوش 40 دولة تقريبا.
مقاتلة “ميغ” الثقيلة
وعمل المهندسون الروس في خمسينات القرن الـ20 على إنشاء مقاتلات اعتراضية ثقيلة تستطيع مواجهة قاذفات القنابل الأسرع من الصوت الأمريكية. وكانت حصيلة عملهم طائرة “ميغ-25” التي تمتعت بالسرعة المناسبة على الرغم من أن وزنها تجاوز 35 طنًّا.
وتمتعت مقاتلة “ميغ-25” بالقدرات الرائعة التي مكّنتها من تحقيق رقم قياسي عالمي عندما حلقت على ارتفاع يقارب 30 ألف متر حاملة ما وزنه 2 طنّ على متنها. وكانت طائرة “ميغ-25” أول مقاتلة في العالم تستطيع التحليق بسرعة تقارب 3000 كيلومتر في الساعة خلال مدة طويلة.
وظل الجيش الروسي يستخدم مقاتلات “ميغ-25” منذ بداية السبعينات حتى أواسط التسعينات. وشاركت مقاتلات من طراز “ميغ-25” في عدد من نزاعات الشرق الأوسط.
طائرات “سوخوي”
وبدأ مصممو الطائرات الروس العمل في مشروع مقاتلة الجيل الرابع في بداية السبعينات. ومن مزايا مقاتلات الجيل الرابع أنها تستطيع التعامل مع الأهداف الأرضية والبحرية إلى جانب خوض المعارك الجوية. وتمثلت أسلحتها الأساسية في الصواريخ البعيدة المدى والقنابل الجوية.
وأوكلت مهمة صنع مقاتلة الجيل الرابع إلى مكتب تصميم طائرات “سوخوي”. وأطلق على الطائرة التي صنعها مهندسو “سوخوي” ، اسم “سو-27”.
ومن نقاط قوة مقاتلة “سو-27” أنها تتعامل مع الطائرات المعادية بفعالية من قريب وبعيد على السواء. وصُنع لها محرك “أ إل-31إف” وهو محرك قابل للتطوير والتحديث. فمثلا، لا تزال طائرات “سو-33″ و”سو-30″ و”سو-34″ و”سو-35” تستخدم موديلاته.
وسجلت طائرة “سو-27” عدة أرقام قياسية لم يتم تحطيمها حتى الآن منها الصعود إلى ارتفاع 3000 متر في زمن قياسي قدره 25 ثانية.
قم بكتابة اول تعليق