في ظل التصعيد بشرق المتوسط بين تركيا واليونان رفعت واشنطن جزئيا الحظر عن بيع قبرص معدات عسكرية “غير فتاكة”. وأنقرة التي تسيطر على الجزء الشمالي من الجزيرة، تحذر من أن رفع الحظر سيزيد “من خطر حدوث اشتباك في المنطقة”، وفق ما نقلت وكالة DW في 2 أيلول/سبتمبر الجاري.
أعلنت الولايات المتّحدة أنّها رفعت جزئياً ولمدة عام واحد الحظر الذي تفرضه منذ أكثر من ثلاثين عاما على بيع قبرص معدات عسكرية “غير قاتلة”. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان مساء أمس الثلاثاء (الأول من أيلول/ سبتمبر 2020) إن وزير الخارجية مايك بومبيو “أبلغ” رئيس الجمهورية القبرصية نيكوس أناستاسيادس “قراره رفع القيود على تصدير وإعادة تصدير وإعادة نقل مواد دفاعية غير قاتلة وخدمات دفاعية”. وأوضح أن قرار رفع القيود “مؤقت للسنة المالية 2021”.
وأشاد السناتور الديموقراطي بوب مينينديز “بالاعتراف بأهمية” العلاقة مع قبرص “كشريك استراتيجي موثوق”. وقال في بيان إنه “من مصلحتنا رفع هذه القيود القديمة على الأسلحة والمعمول بها منذ عقود، وتعميق علاقتنا بالأمن”.
وكان الكونغرس الأمريكي صوت على نص في هذا الاتجاه في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وفرضت الولايات المتحدة هذا الحظر في 1987 لتشجيع إعادة توحيد للجزيرة التي تسيطر تركيا شمالها منذ الغزو في 1974. والجزيرة منقسمة منذ عام 1974 بعد الغزو التركي الذي أعقبه انقلابا دعمته اليونان. وتعترف تركيا بجمهورية شمال قبرص التركية والتي لا تعترف بها الدول الأخرى. وانهارت عدة محاولات لتحقيق السلام.
رد تركي غاضب
من جانبه قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي اليوم الأربعاء إن قرار الولايات المتحدة رفع حظر السلاح عن قبرص من شأنه “زيادة خطر حدوث اشتباك في المنطقة”. وفي تغريدة على موقع تويتر، وصف أوقطاي القرار الأمريكي بأنه “تكرار للأخطاء التي ارتكبتها أوروبا في الجزيرة”. وشدّد أوقطاي، وفقا لما نقلته وكالة “الأناضول”، على أن “تركيا ستواصل اتخاذ الخطوات الضامنة لأمن واستقرار ورفاهية قبرص التركية والقبارصة الأتراك ضد مثل هذه المواقف التي ستزيد خطر الاشتباك في المنطقة”.
كما دانت وزارة الخارجية التركية بشدة الرفع الجزئي للحظر ودعت واشنطن إلى “التراجع” عن هذا القرار الذي “سيكون له انعكاسات سلبية على الجهود الرامية إلى إيجاد حل للمسألة القبرصية”. وحذرت الوزارة في بيان من أنه “إذا لم يحدث ذلك، ستتخذ تركيا (…) إجراءات المعاملة بالمثل الضرورية لضمان أمن القبارصة الأتراك”.
من جهته، أكد بومبيو مجددا دعم الولايات المتحدة “لحل شامل لإعادة توحيد الجزيرة في إطار اتحاد فيدرالي”. وكان وزير الخارجية الأمريكي قد أعلن في تموز/ يوليو تعزيز التعاون الدفاعي مع قبرص بشكل تمويل للتدريب العسكري.
ويأتي إعلان الولايات المتحدة في وقت تتصاعد فيه الخلافات في شرق البحر المتوسط بين تركيا واليونان، مع تزايد عمليات استعراض القوة بين المتنافسين وحوادث عمقت المخاوف الأوروبية.
قم بكتابة اول تعليق