رفعت الولايات المتحدة السرية عن معلومات حول مشروع أمريكي عسكري، وهو مشروع القنبلة القذرة، حيث كشفت عن تفاصيل المشروع الذي أجرى فرع القتال البري في الجيش الأميركي عام 1952 ما لا يقل عن اختبارين حيين للذخائر النموذجية في ميدان دوغواي الاختباري بولاية يوتاه, وفقًا لما كشفت مجلة National Interest، أمس السبت.
وقد استحوذت فكرة “القنبلة القذرة” – سلاح مُصمم لإطلاق مواد مشعة بدلاً من إحداث تفجير ذري هائل- على خيال الجمهور، من التلفزيون إلى أفلام هوليوود الشهيرة، كسلاح إرهابي محتمل، لكن الجيش الأمريكي حاول بالفعل تحويله إلى سلاح حرب حقيقي.
وكما كشف الفنيون في أحد التقارير كانت القنبلة التجريبية E-83 “القنبلة الإشعاعية” تتألف من أكثر من 70 رطلا من ألواح “التنتالوم 181” ملفوفة حول عبوة شديدة الانفجار.
وقال تقرير الفنيين إن: “القنبلة كانت تتكون من نحو 75% من غبار التنتالوم، و25% من أسلاك النحاس النقي لتوفير غلافٍ عال الكفاءة. كان الخليط مضغوطا في كريات أسطوانية. كل كرة كان لها قطر يبلغ 0.79 سم، وارتفاع يبلغ 0.79 سم”.
وأضاف التقرير أن “الكريات كانت تُوضع في أنابيب من الألومنيوم بالمعامل الكيميائية والإشعاعية (في ميريلاند) وتشحن إلى مدينة أوك ريدج، بولاية تينيسي، حيث كانت تعرض للإشعاع لفترة محسوبة، لإنتاج مستوى تنشيط يتراوح بين 3 و5 كيوري لكل باوند. كانت الأنابيب تُشحن بعد ذلك إلى ميدان دوغواي في حاوياتٍ حديديةٍ مبطنةٍ بالرصاص”.
وكشفت المجلة أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) كلفت بعد الحرب العالمية الثانية سلاح الكيمياء في الجيش بصناعة القنابل الكيميائية والبيولوجية، مشيرة إلى أنه “على المنوال نفسه أسس الجناح الكيميائي للاستخبارات قسما إشعاعيا للنظر فيما إذا كان يمكن صناعة أسلحة مفيدةٍ من تلك المواد”.
وفي 20 مايو/آيار 1952، أطلق الجيش أربع “ذخائر مقطعية” في دوجواي، وكانت قنبلة E-83 المكتملة تحتوي على عدة ذخائر فرعية تتكون كل واحدة منها من 12 حجيرة.
وعندما تنفجر القنبلة سيدفع الانفجار المقذوفات إلى مسافات بعيدة دون أن يؤدي إلى تحطيمها، لذلك بدلا من إلقاء القنابل من الطائرات كان الجنود ينقلونها بالشاحنات إلى مواقع مختلفة من منطقة الهدف في دوغواي. ولحماية سائقي الشاحنات من الإشعاع كان الجيش يزود الشاحنات بدروع مبطنة بالرصاص خلف الكابينة.
لكن، بعد الانفجار الاختباري اكتشف الجيش أن حجم وشكل الشحنات المتفجرة لم يسبب تغييرا كافيا في الأماكن التي هبطت فيها كريات التنتالوم أو في المسافة التي تقطعها.
وبعد أربعة أشهر، شحن فرع القتال البري أربعة نماذج أخرى معدلة من القنبلة E-83 إلى دوغواي مع قنابل من نموذج آخر هو E-59.
ومرة أخرى فجر الجيش جميع القنابل، وألقى كل سلاح حمولته في أنماط يمكن التنبؤ بها، لكن الجيش كان قلقا حيال اعتمادية تلك الأسلحة. وكما توقع الفنيون في تقرير ثان: “فشلت التجارب … وذلك أن البادئات من النوع النفاث المستخدمة في هذا الاختبار يشير إلى وجود خطأ ما في تصميم أو تطبيق هذا النوع من البادئ”.
وأشارت المجلة إلى أنه لا نعرف المدة التي استمر الجيش خلالها العمل على هذه القنابل القذرة.
قم بكتابة اول تعليق