بقدر ما يمثل سلاح الغواصات أهمية بالغة للقوى العظمى، بقدر ما يمكن أن تكون سبباً في هزيمتها أو انهيارها، فقائمة أسوأ الغواصات في التاريخ تضم قطعاً كانت تعتبر فخراً لبحريات عظمى، ولكنها تحولت لشاهد على ترديها أو سقوطها، بحسب تقرير لصحيفة The National Interest الأمريكية.
إليكم تقييم لمجموعة من أسوأ الغواصات في التاريخ التي كان بعضها وبالاً على دولها بدلاً من أن تكون مدعاة للفخر الوطني:
قائمة أسوأ غواصات في التاريخ
الغواصة سكوربيون
غرقت الغواصة سكوربيون في مايو/أيار من عام 1968، وعجزت محاكم التحقيق عن تحديد سبب حدوث ذلك على وجه التحديد. لكن قيادة التاريخ والتراث البحري قالت إن “الحدث الأكثر احتمالية هو التنشيط غير المقصود للطوربيد مارك 37 أثناء عملية فحص”. إذ انطلق الطوربيد داخل أنبوبه، أو أُطلِق ودار حول نفسه ليضرب سكوربيون. وفي الحالتين، فقد وجهّت الكارثة ضربةً موجعة أخرى لهيبة قوة الغواصات الأمريكية. ومالت موازين القوى المعنوية مرةً أخرى في صالح موسكو.
الغواصة ثريشر
تُشير التكهّنات إلى أنّ أحد أماكن اللحام كان السبب وراء حدوث التسرب في حالة الغواصة ثريشر، ما أدى إلى دائرة قصر في المعدات الكهربائية وإطفاء سريع للمفاعل. وحالت الإخفاقات المتتالية دون قدرة الغواص على الصعود إلى سطح الماء.
ولكن كما قال الأب الروحي للدفع النووي في البحرية الأمريكية الأميرال هايمان ريكوفر أمام الكونغرس؛ فإن “الحقائق المعروفة عن الكارثة محدودةٌ للغاية بدرجةٍ تجعل من شبه المستحيل معرفة ما كان يحدُث فعلاً على متن ثريشر”.
الغواصة كورسك الروسية
بُنِيت بعد الحرب الباردة، وهي من طراز أوسكار-2، وصارت بمثابةٍ استعارةٍ عن الأوجاع الاقتصادية والسياسية التي عانت منها روسيا في أعقاب المرحلة السوفييتية. تعطّل طوربيد ما أدّى إلى إطلاق سلسلةٍ من الانفجارات التي تركت فخر الأسطول الشمالي الروسي في قاع بحر البلطيق.
غرقت الغواصة الروسية كورسك التي تعمل بالطاقة النووية خلال التدريبات البحرية للأسطول الشمالي في بحر بارنتس، ما أدى إلى مقتل جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 118 فرداً، وأثارت الكارثة انتقادات علنية شديدة للحكومة والبحرية.
الغواصة الصينية 092 شيا
دخلت الغواصة شيا الخدمة بمفردها عام 1983. وتمكّن أسطولها أخيراً من اختبار إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى من طراز JL-1 في عام 198، متغلباً على مشاكل السيطرة على النيران المُنهِكة. لكن الغواصة لم تُؤد أي دورية ردع على الإطلاق تقريباً، ونادراً ما غادرت الرصيف البحري. ووصفها قائد الغواصات الأمريكي المتقاعد ويليام موراي بأنّها “عجوزة، وصاخبة، وعفا عليها الزمن”.
غواصات الفئة K البريطانية
صُمِّمت عام 1913، وكان الغرض منها أن تتقدّم الأسطول السطحي لفحص بوارج الأسطول وطرادات المعارك ومقارنتها بأسلحة الطوربيد المُعادية. أو بإمكانها استغلال الفرصة لشن الهجوم، والضغط على الصفوف الأمامية للعدو قبل مواجهته مع الأسطول الحاسم.
عانت من التسرّب، إذ كانت الحرارة مرتفعةً للغاية تحت الماء. لذا غرقت في البحار الهائجة، وأظهرت عجزاً كبيراً عن العودة إلى السطح. ومن بين 18 غواصة من هذا النوع، لم تغرق أيٌ منها بسبب نيران العدو. لكن ستةً منها – أي ثُلث الفئة – فُقِدَت بسبب الحوادث. ولم تُفكّر البحرية الملكية من جديد في إطلاق غواصة تقليدية بمحرك بخاري إلى المياه العميقة البريطانية.
الغواصة K-219 السوفييتية
عانت غواصة الصواريخ الباليستية السوفييتية من طراز يانكي انفجاراً وحريقاً في إحدى أنابيب الصواريخ عام 1986، أثناء حركتها في البحر على بُعد نحو 965 كيلومتراً شرق برمودا.
ونتيجةً لذلك تعرّض الاتحاد السوفييتي إلى ضربةٍ مُوجعة، وصار قوةً عظمى في حالة تراجع. ومرةً أخرى، فإنّ إهمال الأساسيات كانت له مضمونٌ ونتائج سياسية كبيرة.
قم بكتابة اول تعليق