تترافق جميع النزاعات والصراعات التي تشارك فيها القوات البحرية بتهديدات الألغام والعبوات الناسفة المرتجلة، ما يجعل الدول بحاجة لتعزيز حماية مجالاتها البحرية لضمان سلامة أصولها والحفاظ على حريّة الملاحة المدنيّة، وفي سياق مكافحة هذه التهديدات، لا بد من اعتماد حلول تقلّص خطر مواجهة البشر للألغام.
وعلى مدى 50 عاماً من الخبرة في تقديم خدماتها للقوّات البحريّة حول العالم، تطوّر تاليس تقنيات تسمح بالانتقال من الحلول التقليدية التي تعتمد على السفن صائدة الألغام، إلى اعتماد المركبات الموجّهة عن بُعد التي لا تتطلب على متنها طاقماً من البشر لتشغيلها.
ويعتبر برنامج منظومة الإجراءات المضادّة للألغام البحريّة الخطوة الأولى في فرنسا والمملكة المتحدة نحو تجديد المفاهيم التشغيليّة المستخدمة في مكافحة الألغام، انطلاقاً من الاعتماد على نظم توجيه المركبات عن بُعد التي قد تحلّ محلّ سفن اصطياد الألغام التقليدية.
وتشكّل هذه الخطوة نقلة نوعيّة في تحسين القدرات وتطوير الأداء والإنتاجيّة والتخلّص من المخاطر التي تهدد حياة أفراد القوّات المسلحة، كما تعزّز قيادة القوات البحريّة الفرنسيّة والبحرية الملكية البريطانيّة وريادتهما العالمية في مجال اصطياد الألغام والاعتماد على المركبات الموجّهة عن بعد داخل المجال البحري.
وتشمل النظم الفرعيّة التي طوّرتها تاليس وشركاءها خصيصاً لبرنامج مركبات السطح الموجهة عن بُعد التي توفر حلول النقل والاتّصال، ومنظومة السونار المتطوّرة “سامديس” التي توفر قدرة رؤية متعددة أحاديّة المسار فريدة من نوعها لتحديد المخاطر وتصنيفها.
ويمكن تركيب “سامديس” على المركبات ذاتيّة القيادة تحت الماء، أو عبر المركبات المقطورة ذات العدسات الصناعية المجوفة للرؤية المتعددة التي يتمّ تشغيلها من مركبة السطح الموجهة عن بُعد.
وتمتاز مركبات السطح هذه بالقدرة على حمل مركبة مسيّرة عن بُعد لإزالة المخاطر. ويخضع النظام بأكمله لإشراف مشغّلين يعملون من مركز تشغيل متنقل قادر على التحكّم بما يصل إلى ثلاثة أنظمة على التوازي في البحر.
ويُعدّ برنامج الإجراءات المضادّة للألغام البحريّة النظام الموثوق الوحيد الذي يقدّم تقنيّات متطوّرة، بما فيها القيادة الذاتيّة التي تحسن الأداء والإنتاجيّة بفضل المواءمة بين تجربة المستخدم في الزمن الحقيقي الأولى من نوعها المعتمدة على تبادلات البيانات الضخمة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي المعزّز الموثوقة التي تزيد مستوى ثقة العملاء بتخليص العمليات التشغيلية وتعزيز أمن المصالح الوطنية.
وبفضل اعتماد تاليس على منهجية البنية الهندسية المفتوحة في منظومة الإجراءات المضادّة للألغام البحريّة، يُمكن إدماج هذه التقنيّات الجديدة بسهولة في النظام الشامل، ما يمنح قوات البحريّة فرصة إدخال قدرات تشغيليّة جديدة بطريقة مدروسة طوال فترة عمل النظام.
وبعد نجاح أوّل إعداد تمّ إجراؤه بظروف تشغيليّة فعليّة مع النظام الكامل، تلتزم تاليس الآن بالكامل بتأمين أوّل أنظمة تشغيليّة لقوّات البحريّة الفرنسيّة والبريطانيّة بحلول عام 2022.
ويأتي هذا البرنامج شاهداً عن التعاون النموذجي بين الدولتَين والفرق الصناعيّة، ويرسّخ خبرة تاليس الفريدة ومكانتها الرائدة عالمياً في مجال الإجراءات المضادة للألغام، ما يدعم أكثر من نصف أساطيل العالم المضادة للألغام بأكثر من 300 نظام في الخدمة.
وفي تعليقه، قال ألكسيس موريل، نائب الرئيس شؤون الأنظمة تحت سطح الماء لدى تاليس: “تعرب تاليس عن امتنانها للثقة التي حصلت عليها من فرنسا والمملكة المتحدة لتحقيق هذه النقلة التقنية الهامة بالتعاون مع فرق عمل تاليس في الدولتين. وخلال التجارب ولغاية اليوم، غطت أنظمة الإجراءات المضادّة للألغام البحريّة وأصولها مساحة بحرية تعادل 30 ألف ملعب كرة قدم، وذلك في ظلّ ظروف بحرية قاسية للغاية في بعض الأحيان. ويشكّل هذا العمل المشترك بالفعل خطوة نحو تغيير قدرة القوّات البحريّة على الاستجابة في المستقبل للمخاطر الكامنة في البحر، مثل الألغام البحرية والعبوات الناسفة المرتجلة”.
قم بكتابة اول تعليق