تعتبر بندقية “HK416” من أكثر الأسلحة الهجومية خطورة، واكتسبت شهرة واسعة بعد أن تسرب خبر استخدام القوات الأميركية لها في باكستان، في مهمة قتل الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في مايو 2011.
عملت شركة “هيكلر أند كوك” الألمانية على تطوير البندقية القوية في تسعينيات القرن الماضي، وكانت القوات الأميركية الخاصة قد ساهمت في تطوير هذا السلاح الفتاك، الذي تم تصنيعه بمواصفات تتلاءم وطبيعة المهام التي ينفذها الجيش الأميركي في مواقعه المختلفة.
صعبة المنافسة
وبالنسبة لجندي محترف، فإن عملية تجميع البندقية لا تستغرق أكثر من 45 ثانية. وتم تصنيع البندقية لتكون منافسة لطراز “M4″ و”M16” الشهير. وتمكن مصنعوها من تطويرها بشكل أكثر جودة وملاءمة، مقارنة بمنافساتها.
وتتميز HK416 بتدعيمها بمكبس غاز ليكون بديلا عن أنبوب الغاز المرفق بالأسلحة المنافسة، ما يتيح لها تنفيس الغاز الساخن والكربون المحترق مع كل طلقة، بدلا من تراكمه داخل السلاح.
وعند إطلاقها في نهاية التسعينيات، تم تسويق البندقية تحت اسم “HK M4″، إلا أن الشركة المصنعة اضطرت لتغيير اسمها، بعد أن هددت شركة “كولت” المصنعة لطراز M4 باتخاذ إجراءات قانونية بهذا الشأن. ورغم ذلك، لا يزال البعض يشير إلى السلاح، بشكل غير رسمي، باسم M4.
معتمدة حول العالم
إلى جانب الجيش الأميركي، اعتمدت HK416 من قبل القوات الخاصة التابعة لجيوش دول عدة حول العالم، بما يشمل أستراليا وفرنسا وجورجيا وإندونيسيا وإيرلاندا وإيطاليا واليابان والأردن وماليزيا وهولندا وبولندا والفلبين وصربيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وسلوفاكيا وتركيا.
وتعتبر HK416 بندقية الخدمة الأساسية لدى الجيش النرويجي، وتعمل البندقية باستخدام ذخيرة من قياس 5.56 ملم، وتتمتع HK416 بالقدرة على إطلاق 20 ألف جولة من الذخيرة دون تدهور دقتها في التصويب.
وهناك تشابه إلى حد كبير بين طرازي HK416 و M4 من ناحية الشكل والتصميم، ما يقلل الوقت اللازم لإعادة تدريب القوات العسكرية عليه.
ورغم التشابه، يتفوق طراز HK416 كثيرا على الأسلحة المنافسة، لاسيما من ناحية الأمان والدقة.
في أقسى الظروف
وفي مقارنة بين HK416 وM4 شملت 60 ألف جولة من الاختبارات، توقف السلاح الأخير عن العمل 882 مرة، بينما لم يتوقف HK416 سوى 233 مرة.
وتتميز HK416 بإمكانية إطلاق النار وهي مغمورة بشكل كامل في الماء، الأمر الذي يؤدي إلى انفجار M4 وحتى M16 لو تمت تجربتها في ذات الظروف.
وتعمل بندقية HK416 في جميع الاتجاهات، حتى لو استخدمت وهي ملطخة بالطين أو الرمال، بينما تعجز منافساتها عن القيام بذلك بشكل فعال.
وتتميز البندقية بإمكانية الاختيار بين ثلاثة أوضاع لإطلاق النار: الوضع الآمن، الوضع شبه الأوتوماتيكي، والوضع الأوتوماتيكي بالكامل.
تحول في عالم الأسلحة الهجومية
وعملت هيكلر أند كوك على تطوير نسخة من البندقية، الطراز الذي حمل اسم “HK416 A5”. ووصفت الشركة الطراز الجديد بأنه “التحول القادم في تكنولوجيا البنادق الهجومية”، ويعمل الطراز الجديد باستخدام ذخيرة من قياس 5.56 x 45 ملم، الذي تعتمده قوات الناتو، ويتميز الطراز الجديد بتدعيمه بمنظم غاز لا يحتاج لأدوات إضافية لاستخدام كاتم الصوت.
وتم تزويد النسخة الجديدة بواقٍ شتوي للزناد، يمكن استخدامه دون الحاجة لخلع القفازات في الجو البارد، ويتمتع الطراز الجديد بمنظار أمامي قابل للطي، وماسورة قابلة للتغيير بقياسات 14.5 بوصة، و16.5 بوصة، و20 بوصة.
الحرة
قم بكتابة اول تعليق