القبة الحديدية هي نظام دفاعي متنقل ومبتكر لمواجهة الصواريخ القصيرة المدى وتهديدات القذائف المدفعية عيار 155 ملم بمدى يصل إلى 70 كم في جميع الظروف الجوية.
لا يختلف النظام من حيث المبدأ عن فكرة الدرع الصاروخي الأميركي مع فارق المجال الأوسع والتقنيات المتطورة المرتبطة بشبكات تعقب بواسطة الأقمار الصناعية للتصدي لصواريخ بعيدة المدى وعابرة للقارات.
في فبراير عام 2007 أقر وزير الحرب الإسرائيلي، عمير بيرتس، بداية العمل في منظومة القبة الحديدية لمواجهة التهديدات الموجودة في شمال وجنوب البلاد، وفعلاً دخلت الخدمة في بداية عام 2011، وهذا يعني أن المنظومة جهزت خلال أربع سنوات.
بلغت تكلفة المشروع من بدايته إلى إنتاج أول بطاريتين مبلغ 210 مليون دولار، وفي شهر أغسطس عام 2009 أنشأ الجيش الإسرائيلي كتيبة الدفاع الجوي الجديدة (كتيبة ستنجر Stinger Battalion أو كتيبة 947) المتخصصة لتشغيل منظومة القبة الحديدية.
تحاول إسرائيل تسويق المنظومة لبيعها لدول أوروبا وحلف الأطلسي، من أجل توفير المال اللازم لبناء العديد من المنظومات.
تتكون منظومة القبة الحديدية من ثلاثة عناصر رئيسية:
- رادار الكشف والتتبع EL/M-2084
- غرفة إدارة المعركة والتحكم
- منصة إطلاق الصواريخ
آلية عمل المنظومة
عند إطلاق صواريخ المقاومة باتجاه الاحتلال، يلتقط رادار راز هذه الصواريخ بسرعة عالية جداً ويحدد مكان إطلاقها وسرعتها واتجاهها وزاوية انطلاقها، ويرسل كل هذه المعلومات إلى غرفة إدارة المعركة والتحكم (BMC) خلال ثانية واحدة من إطلاق الصواريخ، وذلك من خلال سلك الاتصال الموجود بين الرادار وغرفة التحكم، يبقى الرادار متواصل في عمله ومتابع لحركة صواريخ المقاومة، ويُحدّث المعلومات لغرفة التحكم باستمرار.
يقوم الجنود الخمسة الموجودين في غرفة إدارة المعركة والتحكم بحساب مكان سقوط الصاروخ، حسب معرفتهم بنوع الصاروخ المستخدم في الرماية من خلال معرفة (سرعته، مداه، زاوية انطلاقه، واتجاهه)، فإذا كانت نقطة الارتطام المتوقعة في منطقة مأهولة بالسكان يعطي الجندي في غرفة التحكم لمنصة الإطلاق أمر إطلاق صاروخ تامير باتجاه صاروخ المقاومة، بحيث يلتقي الصاروخان في الجو في منطقة بعيدة عن السكان، أما إذا كانت نقطة الارتطام المتوقعة في منطقة غير مأهولة بالسكان لا يطلق الجندي صاروخ تامير حفاظاً عليها من الاستنزاف وتقليل تكلفة المنظومة.
تُرسل الإشارة من غرفة إدارة المعركة والتحكم (BMC) إلى منصات الإطلاق لاسلكياً من خلال آلية اتصال دجيتال مشفرة وسريعة جداً، والهدف من هذه الآلية حتى تبتعد منصات الإطلاق الثلاثة عن بعضها البعض وعن غرفة التحكم والرادار، وذلك يضمن أقل الخسائر في حال انفجار إحدى منصات الإطلاق لأي سبب كان.
مميـزات المنظومة
- تستطيع التعامل مع قذائف المدفعية من عيار 155 ملم فما فوق.
- تستطيع التعامل مع صواريخ المقاومة وجراد وفجر 5 الموجودة في قطاع غزة.
- تعمل في جميع الأحوال الجوية وفي الطقس السيء.
- تعتبر منظومة محمولة ومتحركة ويمكن نقلها من مكان إلى آخر حسب الحاجة.
- قدرتها على اعتراض صواريخ المقاومة خلال ثوان قليلة.
- تخفيض الأضرار الجانبية عن السكان لأنها تهاجم في مناطق فارغة.
- يمكنها التعامل مع صاروخ واحد أو مع رشقات حسب مدى الصواريخ.
- مساحة المنطقة التي يمكن أن تحميها المنظومة هي 150 كيلو متر مربع، بمعنى دائرة نصف قطرها 7 كيلو متر.
عيوب المنظومة
- مكلفة، فقد بلغت تكلفة التطوير 200 مليون دولار، وسعر منظومة واحدة من القبة الحديدية مع ثلاث منصات إطلاق يبلغ 55 مليون دولار،
وسعر كل صاروخ 40-70 ألف دولار. - لا يمكنها التعامل مع قذائف الهاون من عيار 120 ملم وما دون ذلك.
- لا تعمل على تدمير الصواريخ التي تقل مسافتها عن 4 كيلو متر لقصر مسافة الانطلاق.
- لا تستطيع التعامل مع الصواريخ مستوية المسار المنخفضة التي تطلق من الراجمات.
- تعتمد على الجنود في التحكم عند إطلاق الصواريخ الاعتراضية
صاروخ تامير
أحد عيوب القبة الحديدة هو صاروخ تامير نفسه، فلكي ينجح الاعتراض يجب أن تكون زاوية صاروخ تامير محاذية لرأس الصاروخ الفلسطيني وعندما فقط ينفجر صاروخ تامير فينفجر صاروخ المهاجم معه.
ما يحدث في بعض الأحيان هو أن صاروخ تامير يصل متأخراً (أجزاء من الثانية) فينفجر بشكل موازي للصاروخ لكن شظايا صاروخ تامير لا تنصدم برأس صاروخ القسام بل بالذيل وهذا لا يؤثر كثيرا ويسمح للصاروخ بإكمال مساره.
قم بكتابة اول تعليق