أعلنت مصر عن 3 سيناريوهات أمامها في مواجهة أزمة الملء الثاني لـ”سد النهضة” الإثيوبي، مبينة أن الأمر يتوقف على البنية التحتية لتحمل “الصدمات المائية المختلفة”.
ووصف وزير الموارد المائية والري المصري، الدكتور محمد عبد العاطي، في تصريحات تلفزيونية، “ملء إثيوبيا لـ”سد النهضة” بأنه صدمة مائية ستقلل كمية المياه التي تستفيد منها مصر، لأنه سيؤدي إلى وجود جفاف صناعي”.
وأشار عبد العاطي إلى أن “الجانب الإثيوبي يخطط لتخزين 13.5 مليار متر مكعب من المياه هذا العام”، متوقعا “ألا تتمكن إثيوبيا من تخزين هذه الكميات في ظل مؤشرات حول وجود مشاكل فنية وتقنية تحول دون قدرتهم على الوصول لهذه الكمية”.
وقال إن “هناك 3 سيناريوهات مختلفة لمواجهة ملء إثيوبيا الثاني للسد، الأول أن يأتي الفيضان عاليا وتكون مناسيب البحيرة في السد العالي آمنة وتستطيع استيعاب الصدمة، فيكون التأثير أقل”.
وأضاف أن “السيناريو الثاني يكمن في وجود فيضان متوسط، ومن هنا ستخصم منه المياه التي ستحجز في “سد النهضة” وباقي المياه التي ستأتي لمصر والسودان سيخصم منها المياه التي حجزت في إثيوبيا، وهذا مواجهته جيدة”، متابعا أن “السيناريو الأسوأ هو ملء سد النهضة وسط وجود جفاف طبيعي مع الجفاف الصناعي”.
وأكد الوزير المصري أن “البنية التحتية تم تجهيزها خلال الـ5 سنوات الماضية كي يتم تحمل الصدمات المختلفة، وبينها تخفيض مساحات زراعة الأرز من مليون فدان إلى 700 ألف فدان، مع تخفيض مساحات القصب والموز لاستهلاكها المياه بشكل كبير”.
وأضاف أنه “تم تدشين 120 محطة تعمل على خلط المياه مع إنشاء عدد من سدود الأمطار وإنشاء أكبر محطتين في العالم لتنقية مياه الصرف الزراعي، وكذلك مشروع تبطين الترع والاعتماد على الري الحديث والاعتماد على تحلية مياه البحر في المناطق الساحلية”.
وشدد عبد العاطي على أن مصر “لا تتساهل في الاستعدادات لمواجهة التحديات التي سيخلفها الملء الثاني لسد النهضة”، مؤكدا أن مصر “تستطيع مواجهة السيناريو الأسوأ حال حدوثه”.
وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أكد، في حوار مع برنامج “بالورقة والقلم”، الذي يقدمه الإعلامي نشأت الديهي على قناة “TEN”، أن الفيصل بالنسبة لمصر هو حدوث ضرر مائي عليها جراء أي تصرف أحادي من جانب إثيوبيا.
وقال شكري إنه “في هذه الحالة سوف تقوم مصر باتخاذ ما تراه لمواجهة هذا الضرر”، مشيرا إلى أن مصر لديها مخزون مياه في السد العالي. وتابع: “لدينا ثقة أن الملء الثاني لسد النهضة لا يؤثر على مصر، لكن في جميع الأحوال فإن الأمر المحسوم هو وقوع الضرر الذي يتطلب تحركا من مصر”.
وأعلنت إثيوبيا الانتهاء من بناء 80% من “سد النهضة” على نهر النيل، الذي ما يزال يثير خلافا مع دولتي المصب (مصر والسودان). وقال وزير المياه والري الإثيوبي سليشي بقلي، في جلسة منتدى تشاوري نظمته وزارة الخارجية الإثيوبية ومجلس تنسيق المساهمة الشعبية لدعم سد النهضة، إن “أعمال البناء في السد تسير وفق الخطة الموضوعة وبصورة جيدة وتجاوزت الـ80%”.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية دعت، يوم الجمعة الماضي، لاستئناف المفاوضات بشأن سد النهضة على وجه السرعة، مشيرة إلى أن القرارات المقبلة ستكون لها تداعيات كبيرة على شعوب المنطقة.
وفشلت حتى اليوم كل جولات المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا في التوصل لاتفاق حول قواعد ملء وتشغيل السد، وكان أبرز تلك الجولات تلك التي عقدت برعاية أمريكية، دون توقيع اتفاق بين الدول الثلاث، حيث رفضت إثيوبيا توقيع الاتفاق الذي توصلت إليه المفاوضات.
كما فشل الاتحاد الأفريقي على مدى ثلاث دورات، برئاسة كل من مصر وجنوب أفريقيا والكونغو على التوالي، في دفع الدول الثلاث لإبرام اتفاق.
سبوتنيك
قم بكتابة اول تعليق