أ.د. غادة عامر
وكيل كلية الهندسة للدراسات العليا والبحوث جامعة بنها
زميل ومحاضر كلية الدفاع الوطني – أكاديمية ناصر العسكرية
في 10 ديسمبر 1974م، أصدر مجلس الأمن القومي للولايات المتحدة -وهو أعلى هيئة لصنع القرار في السياسة الخارجية فيها- وثيقة سرية للغاية بعنوان مذكرة الأمن القومي “NSSM-200″، والتي تسمى أيضًا بتقرير كيسنجر، وكان موضوعه “آثار النمو السكاني في جميع أنحاء العالم على الأمن الأمريكي والمصالح الخارجية”. هذه الوثيقة التي نُشرت بعد وقت قصير من المؤتمر الدولي الرئيسي للسكان في بوخارست، كانت نتيجة للتعاون بين وكالة المخابرات المركزية (CIA)، ووكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية (USAID)، ووزارات الخارجية والدفاع والزراعة. وقد تم نشره للجمهور عندما رفعت السرية عنه ونقله إلى الأرشيف الوطني الأمريكي في عام 1990م. كان الغرض الأساسي من هذا التقرير هو رسم خطة للحكومة الأمريكية لتقليل عدد السكان وذلك للحفاظ على الوصول إلى المواد الخام والموارد الهامة في البلدان الأخرى خاصة الأقل نموا، لتبقى الولايات المتحدة قوية. فقد ذُكر في التقرير النص التالي “سيتطلب الاقتصاد الأمريكي كميات كبيرة ومتزايدة من المعادن من الخارج، خاصة من الدول الأقل نموًا. هذه الحقيقة تعطي الولايات المتحدة اهتمامًا متزايدًا بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي لتلك الدول، ويمكن أن يؤدي تقليل الضغوط السكانية من خلال انخفاض معدلات المواليد وتقليل عدد السكان إلى زيادة احتمالات هذا الاستقرار، بناء على هذا تصبح سياسة تقليل السكان ذات صلة بإمدادات الموارد والمصالح الاقتصادية للولايات المتحدة بشكل مباشر”.
وقد أشار التقرير أيضا إلى عدد من العوامل التي يمكن أن تعوق التدفق السلس للمواد الخام والموارد الطبيعية الهامة للولايات المتحدة من هذه الدول. مثلا أشار التقرير إلى أنه لو كان عدد الشباب المناهضين إلى الإمبريالية كبير سوف يصعب السيطرة عليهم، لذلك لابد من تقليل عددهم. وقد حدد التقرير 13 دولة بالاسم والتي يجب أن تكون الأهداف الرئيسية لجهود الحكومة الأمريكية للحد من عدد السكان. فجاء تحت عنوان “التركيز على الدول الرئيسية” هذه الفقرة “يجب أن تركز المساعدة على في تقليل النمو السكاني في هذه البلدان: الهند، بنغلاديش، باكستان، نيجيريا، المكسيك، إندونيسيا، البرازيل، الفلبين، تايلاند، مصر، تركيا، إثيوبيا، وكولومبيا”. وأشار أيضا أنه “يجب أن يكون تخفيض عدد السكان الأولوية القصوى للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه العالم الثالث عامة” ودعا إلى جعل عمليات التعقيم الجماعي اللاإرادي وتحديد النسل شرطًا أساسيًا لمساعدة الولايات المتحدة لهذه البلدان. كما أكد التقرير بشكل محدد وواضح أن الولايات المتحدة عليها عدم الإعلان على الأنشطة التي تقوم بها حكومتها لتقليل عدد السكان، وأن تقوم باستخدام المنظمات غير الحكومية المختلفة، على وجه التحديد مؤسسة باثفايندر والمؤسسة الدولية لتنظيم الأسرة (IPPF)، ومن خلال الاعتماد على الوكالات المتعددة الأطراف وخاصة صندوق الأمم المتحدة للأنشطة السكانية الذي لديه بالفعل مشروعات في أكثر من 80 دولة لزيادة الحد من عدد السكان على نطاق أوسع، مع زيادة المساهمات الأمريكية لهذه الجهات حتى يقوموا بمهامهم على أكمل وجه.
وقد تم طرح ضمن هذا التقرير مصطلح خطير هو “آكلون عديم الفائدة”، هذا المصطلح الذي يعني أن هناك عددًا كبيرًا من الذي يأكلون هم عديمي الفائدة (داخل وخارج الولايات المتحدة) وهم يستهلكون مواردًا قيّمة يمكن استخدامها بشكل أفضل من قبل سكان العالم النافعين، وقدم التقرير خطة عمل لتقليل عدد السكان لمنع الأشخاص غير المرغوب فيهم من استخدام المواد الخام والموارد المطلوبة لتحقيق الربح. هذا المصطلح تم استخدامه لأول مرة في عام 1939م في ألمانيا ضمن برنامج يستخدم للقتل الجماعي عن طريق القتل الرحيم غير الطوعي اسمهAktion T4، هذا البرنامج الذي وُضع فيه عدة أسباب لعمليات قتل الأبرياء، بما في ذلك تحسين النسل والنظافة العرقية وتوفير المال. ونتيجة لذلك تم قتل من 275000 إلى 300000 شخص في ألمانيا والنمسا، وبولندا ومحمية بوهيميا ومورافيا (الآن جمهورية التشيك)، وذلك خلال الفترة من 1939م حتى نهاية الحرب عام 1945م. وأيضا قدم “ماس مالتوس” وهو باحثًا واقتصاديًا إنجليزيًا في كتابه عام 1798م نفس الفكرة بضرورة قتل الجماعات عديمة الفائدة (كبار السن والمرضى) حتى تكون الحياة أفضل للأجيال القوية.
وفي الكتاب الذي نشر عام 1992م للدكتور “جيه كولمان” والذي كان بعنوان ” العالم 2000: مخطط للإبادة الجماعية العالمية” جاء في الصفحة الرابعة تحديدا الفقرة التالية “إننا نشهد أيضا الأوبئة الكبرى لعام 1987-2000 في شكل الإيدز، الهربس، الكوليرا، الجدري، السل، ونعلم أن الفيروس الذي يسببه مصطنع. وأن التجارب الأولى أجريت في أفريقيا على حدود سيراليون ونيجيريا”. وقد قال “تيد تورنر” وهو رجل أعمال يمتلك العديد من وسائل الإعلام، مثل، أستوديوهات يونيفيرسال، وقناة CNN في مقابلة مع مجلة أودوبون عام 2008م: “سيكون إجمالي عدد سكان العالم من 250 إلى 300 مليون شخص في عام 2025، أي انخفاض بنسبة 95٪ عن المستويات الحالية، وهذا سيكون مثاليًا”. وفي 21 يناير عام 2016م، نشر موقع الأخبار Your News Wire والذي يسمى الآن NewsPunch مقالًا بعنوان “بيل غيتس يعترف بأن اللقاحات مصممة بحيث يمكن للحكومات تقليل عدد السكان”. وقد كتب هذا المقال من لقاء أجري معه في CNN عام 2011م، حيث أكد أن المنطق الذي يؤمن به هو “الصحة = الموارد ÷ الناس” وبما أن الموارد ثابتة نسبيًا، فإن الإجابة تكمن في خفض عدد السكان.
وقد ذُكر في كتاب ” تخطيط النخب العالمية لإزالة ملايين الناس من العالم” الذي كتبه “تريسي سمارت” ونشر عام 2016م، نصا “تهدف خطة النخب العالمية إلى تخفيض عدد سكان العالم بمقدار 4 مليارات (يقول البعض إلى 500 مليون) قبل عام 2050م. لذا كان جدول أعمال النخبة العالمية هو إحداث تدمير للأكلة عديمي الفائدة من خلال المجاعة والأمراض الحرب البيولوجية (الإيدز وأنفلونزا الخنازير) والمواد الكيميائية والكائنات المعدلة وراثيًا (GMOs) والمضافات الغذائية (الأسبارتام) والمياه الملوثة (الفلوريد)، والأدوية والتطعيمات، والهواء السام الملوث (Chemtrails) ، المبيدات الحشرية، والإشعاع، لتنفيذ “الحل النهائي” لإخلاء 4-5 مليار شخص من الأرض، وأنه بلا شك ستستغل النخبة في العالم الصناعات التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو الناشئة حديثًا لخلق فيروس “سلاح حيوي” فائق يخلق جائحة “قتل عالمي” للوصول إلى هدفهم بسرعة”، هذا الكتاب نشر عام 2016م، وكأنه يتكلم عن حال العالم الآن!!!.
قم بكتابة اول تعليق