في الآونة الأخيرة تفاقمت العلاقات بين موسكو وواشنطن إلى حد بعيد، وقد اقترب التوتر من مستوى الحرب الباردة بل حتى أدنى من ذلك.
لن ننظر في هذا المقال إلى أخطر الأسلحة الكلاسيكية التي تمتلكها روسيا بل سنلقى نظرة على الأسلحة التي سبق أن أثبتت فاعليتها والتي كانت روسيا قد صدرتها إلى بلدان أخرى، علماً أن الولايات المتحدة الأميركية يمكن أن تواجهها في بلد ما حتى لو لم تدخل في نزاع مسلح مباشر مع روسيا.
مقاتلة سو- 35
تقع في مقدمة الأسلحة الكلاسيكية الفتاكة المقاتلة “سو– 35” (“فلانكر” حسب تصنيف الناتو) بصفتها من أفضل وأخطر المقاتلات الحربية التي تمتلكها الآن القوات الجوية والفضائية الروسية. وتعد هذه المقاتلة خصما خطيرا للغاية لسلاح الجو الأميركي نظراً لتزوّدها بأحدث الأجهزة الإلكترونية. وإنها يمكن أن تنافس بنجاح طائرات حربية مثل “أف – 22 رابتور” الأميركية.
تخصص “سو-35” لتحقيق التفوق الجوي بفضل قدرتها الخارقة على المناورة السريعة. والمقصود بالأمر هو صعودها وبلوغها السرعة القصوى وإطلاقها صواريخ “جو – جو” التي تحملها على متنها على ارتفاع 13 ألف متر وبسرعة 1.5 ماخ ( سرعة الصوت). وقد أبدت الصين استعدادا لشراء تلك الطائرة ، وهناك طابور كبير من الدول الأخرى التي يحتمل ان تقتني تلك المقاتلة الخطيرة.
غواصة أمور:
تعتبر روسيا قادرة على بناء أحدث وأقوى الغواصات في العالم، ومن ضمنها الغواصات النووية الحاملة للصواريخ الاستراتيجية من مشروع “بوريه” و”سيفيرودفينسك”. لكن الغواصات من هذا النوع لن تبيعها روسيا أبداً لأية دولة ولو كانت صديقة. وهناك استثناء واحد عندما استأجرت الهند من روسيا غواصة نووية واحدة، وهي غواصة “كا -52 نيربا”.
لكن غواصات الديزل الكهربائية الروسية التصنيع يمكن أن تصدر إلى بلدان أخرى. ومن ضمن تلك الغواصات غواصة “آمور” الكهربائية الكلاسيكية اتي صنعتها روسيا خصيصاً للتصدير إلى دول أخرى.
وتتميز الغواصة بقدرة فائقة على التخفي نظراً لضجيجها المحدود جداً، وتتوفر فيها 10 منصات عمودية لإطلاق الصواريخ و4 أجهزة للطوربيد عيار 533 ملم. وتبلغ سرعتها 20 عقدة بحرية ويمكن أن تبقى الغواصة تحت الماء لمدة 45 يوما.
وهناك ميزة هامة تمتلكها تلك الغواصة، وهي تزويدها بمحرك كهربائي لا يعتمد الهواء الخارجي.
دبابة تي- 90:
تعد تي- 90 دبابة أساسية في الجيش الروسي ستحل دبابة “أرماتا” الحديثة التي لا تزال قيد الاختبار إلى حد الآن محلها في المستقبل. وتتوفر في الجيش الروسي حالياً نحو 1000 دبابة من هذا النوع. فيما تتمتع الدبابة بشعبية كبيرة في الجيش الهندي، وكانت كل من الجزائر وأذربيجان وأوغندا وتركمانيا قد اشترتها في وقت سابق. وتقترح روسيا حالياً على سوق الدبابات العالمية نسخة مطورة من تلك الدبابة، وهي “تي 90 أم أس”.
وسعرها أقل بكثير من أسعار مثيلاتها “ليوبارد 2″ الألمانية و”أم 1 أي 2 أبرامس” الأميركية ، وتتوفر في الدبابة أسلحة حديثة إلى جانب أجهزة التحكم في النيران واكتشاف العدو عن بعد. ولديها أيضا دروع قوية ومنظومة للحماية الدينامية من طراز “كونتاكت – 5” تحمي الدبابة من الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات.
صاروخ براموس:
صاروخ “براموس (بي – 800)” هو صاروخ مضاد للسفن تم تصميمه وتطويره بالتعاون مع الهند على أساس صاروخ “بي – 800” السوفيتي التصنيع. ويمكن أن يطلق هذا الصاروخ من على متون السفن والطائرات والغواصات وحتى المنصات البرية. كما يمكن استخدامه ضد أهداف برية أيضا، علما أن سرعته تبلغ 3 ماخ (سرعة الصوت) ، ويبلغ مدى إطلاقه 300 كيلومتر.
وكانت روسيا قد زودت فيتنام واندونيسيا بمنظومات الصواريخ المضادة للسفن “باستيون”، والتي تضم صواريخ “براموس”. وتنوي روسيا نصب تلك الصواريخ في فرقاطاتها الحديثة مثل فرقاطة “الأميرال غورشكوف”. وكانت مصر قد أبدت اهتماما بشراء تلك الصواريخ الحديثة.
طوربيد 53 – 65 الموجه ذاتياً:
تركز وسائل الإعلام عادة على الصواريخ المضادة للسفن. لكن الطوربيدات التي يتم إطلاقها من الغواصات لا تقل خطورة عن الصواريخ. ومن أخطر الطوربيدات التي يمكن أن تواجهها السفن الحربية الأميركية طوربيد “53 – 65” الموجه ذاتياً.
ويتبع هذا الطوربيد الأثر المائي الذي تخلفه سفينة ما في أثناء إبحارها. فلدى الطوربيد مستشعرات تتبع التموج الذي تثيره السفن في البحر. ويعد هذا الطوربيد سلاحاً خطيراً جداً، علما أنه يتجاهل التشويش المضاد للرادار ويهاجم السفينة بشكل مباشر دون أن يشغّل راداراً أو رأساً عاملةً بالأشعة تحت الحمراء. وهناك وسيلة وحيدة يمكن أن تكافح هذا الطوربيد، هي طوربيد مضاد له. وقد تم تصنيعه خصيصاً لحاملة الطائرات الأميركية “جورج بوش”، إلا أن من غير المعلوم لحد الآن مدى فاعليته.
قم بكتابة اول تعليق