سامي أورفلي
تغتني الدول بمواردها الطبيعية كما هو معلوم، فلطالما كان النفط الذهب الأسود بالنسبة الى الدول المنتجة له. فبرزت النزاعات والحروب الباردة كما الدموية للسيطرة عليه. واغتنت الدول المصدرة له واكتسبت قوة إقليمية بين الدول المجاورة أكسبها حق صنع القرار.
ولما كان النفط ثروة طبيعية غير متجددة أي أنها تحتاج إلى ملايين السنين حتى تتجدد، لجأت وتلجأ الدول إلى استبداله بموارد أخرى كالاعتماد على الطاقة الشمسية أو المائية في توليد الكهرباء.
وعليه، أضيفت الى النزاعات الإقليمية والدولية النزاع على المياه (النزاعات الجيوسياسية)؛ الأمر الذي يجسده الصراع المصري السوداني-الإثيوبي حول سد النهضة.
تعتبر إثيوبيا من البلدان النامية الفقيرة التي تجاهد لتحقيق مكاسب دولية وإقليمية لها من شأنها تحسين مستواها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. ولعل تسمية السد “بسد النهضة” يبرز أهميته بالنسبة إلى نهضة إثيوبيا حيث إنها تعوّل عليه لنهضة اقتصادية كبرى ولتتمكن من خلاله بالتأثير على مصر والسودان المستفيدتين من النهر اقتصادياً وزراعياً وسياحياً ولوجستياً.
ومما يزيد من التوتر ما بين السودان واثيوبيا تلك الحشود الإثيوبية المتمركزة في محلية الفشقة الحدودية، في مقابل تمركز لحشود سودانية وفق ما نقل موقع “سودان تريبيون”، وفوقها تقوم إثيوبيا بتوجيه تهديدات دائمة لمصر والسودان إصرارًا منها على إتمام ملء السد مهما كلف الأمر عسكرياً.
وإثر فشل المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي حتى الآن في التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف المستفيدة من النيل، لجأت مصر والسودان الى الدول العربية في طلب منها بعقد مؤتمر لجامعة الدول العربية في قطر وذلك في 15 حزيران/ يونيو الجاري متمثلا بوزراء خارجية الدول للنظر في مصير السد أمام إصرار إثيوبيا على تهميش مصر والسودان. ففي حين يصر الأخيران على رفض الملء الثاني لسد النهضة بشكل أحادي الجانب الأمر الذي أعلنه وزير الري المصري محمد عبد العاطي في حديثه لوكالة “أنباء الشرق الأوسط” المصرية الرسمية بتاريخ 11 حزيران/ يونيو الحالي، تقابل إثيوبيا هذا الرفض باللامبالاة بالقوانين التي تمنعها من التصرف منفردة بهذه الثروة المائية التي لا تستطيع احتكارها وفقا للقوانين الدولية، حيث إن النيل يمر بأكثر من دولة ولا تستطيع أي منها تهميش دور الأخرى في اتخاذ أي قرار يرتبط بهذه الثروة المائية.
اللافت في الوقت الحالي التحالفات السياسية التي يقوم بها طرفا النزاع مصر وإثيوبيا حيث قام الرئيس السيسي بتحالفات سياسية واتفاقيات دفاعية مع عدة دول مجاورة لمساندته في قضيته وهي: السودان في طبيعة الحال، أوغاندا، بورندي، كينيا، زامبيا، وتانزانيا. وفي المقابل صرح رئيس دولة جيبوتي، إسماعيل عمر جيله، بأن علاقة بلاده بإثيوبيا علاقة تاريخية وقوية وغير متأثرة بتأثيرات خارجية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإثيبوية.
فهل تشارك الدول العربية كافة في هذا المؤتمر؟
وهل يكون للدول العربية موقف حازم تجاه السد؟
وماذا إن فشلت مساعي مصر والسودان الدبلوماسية في إيجاد حل لهذه الأزمة؟
هل تلجأ مصر الدولة الأقوى عسكريا من بين الدول العربية إلى الرد العسكري؟
قم بكتابة اول تعليق