على مرّ السنين، ومنذ التطورات والمنظومات الحديثة التي أدخلها الجيش السوري إلى فرع الدفاع الجوي، وبالأخص منظومة “البوك ام 1/2” تغيّر شكل الهجمات الإسرائيلية، فبعد أن كانت تعتمد على الاقتراب وإلقاء القنابل من داخل الحدود السورية، باتت تعتمد على المناوشة والتشويش الإلكتروني بعد مرحلة الاستطلاع المكثف ومن ثم الهجوم من مسافه بعيدة.
ويظهر اعتماد سلاح الجو الإسرائيلي على أسراب الـ “اف 16- صوفا” (النسخة الإسرائيلية من البلوك 52) بالأخص في مهاجمة الأهداف الجوية المحمية بواسطة الدفاع الجوي السوري لتهاجمه بصواريخ الكروز من طراز “Popeye”.
نجحت الدفاعات السورية في التصدي له وكان الغرض من وجوده لفت الانتباه او الإجهاز على الهدف والاعتماد أكثر على صواريخ
“Delilah” التي تندرج تحت مسمى “الذخيرة الحوامة”، التي يتحكم بها ضابط التسليح لتدور خارج مدى الدفاعات الجوية لانتظار اللحظة المناسبة ومن ثم الهجوم.
ولكن عندما تدارك السوريون الأمر وقلّ عدد الصواريخ أصبح الاعتماد على “Sdb bomb” ضرورة حتمية بسبب صغر الحجم والدقة الكبيرة كما أنّ التقاطها يتطلب خبرة كبيرة جدًّا من أطقم الدفاعات الجوية السورية التي استطاعت أيضًا أن تصدّ بعضًا منها مما اضطر الإسرائيليون إلى استخدام الحل الأخير وهو صواريخ ال “Rampage” فائقه السرعة لمهاجمة الأهداف المحمية بشكل كبير.
ولكنّ الهجمة الأخيرة على الدفاعات السورية شهدت ردّة فعل جديدة وهو الدفع بال “اف 15 راعم” الثقيلة من السرب 69؛ وهو واحد من أهم الأسراب ثقيلة الحمولة للهجوم بعيد المدى، والذي قد شارك بقنابل ال “Spice” المجنحة، وهي أصعب الأهداف التي من الممكن اعتراضها وبالأخص من منظومات الصواريخ مثل ال “buk m1/2”.
غير أنها ليست المرة الأولى التي تتعرّض فيها الأطقم السورية إلى هذا الهدف، فقد تعرضت إلى هدف تركي مثيل له في العمليات العسكرية في الشمال السوري عندما دفع السوري بها في حلب وقد قامت بإسقاط طائرات البيرقدار فلجأ الأتراك إلى لقنابل لتحييد هذا الهدف بواسطة ال ” اف 16″ التركية من السرب 161 آنذاك ولم يتكرر هذا منذ ذلك الحين.
لا شك بأن الأطقم السورية استفادت بالفعل من الخبرات المتراكمة مما يؤهلها الدفاع عن بلدها ضد العدائيات كافة.
تقرير: مينا عادل
قم بكتابة اول تعليق