نفذ الجيش المصري خلال العام 2021 تدريبات عسكرية مشتركة تزيد عن ضعف التدريبات التي أجراها في العام 2020، وهو ما عزاه خبراء عسكريون إلى رغبة جيوش الدول الأخرى في إجراء تدريبات مع القوات المسلحة المصرية، باعتبارها “فرصة لنقل الخبرات”.
وأرجع الخبراء هذه الرغبة إلى الثقة في الجيش المصري، وخبرته القتالية، وأسلحته الجديدة والمتطورة، وإمكاناته العسكرية من قواعد وغيرها، فضلا عن “ارتباط مصر بأكثر من دائرة فيما يتعلق بالأمن القومي”.
ونفذت القوات المسلحة المصرية 41 تدريبا عسكريا مع جيوش الدول الأخرى خلال العام 2021، من بينها 29 تدريبا على الأراضي المصرية و12 تدريبا في الخارج، بحسب المتحدث العسكري العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ.
وتنوعت هذه التدريبات ما بين تدريبات بحرية وجوية ودفاع جوي، فضلا عن تدريبات في مجال مكافحة الإرهاب.
ومن أبرز الدول التي شاركت في التدريبات كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا والهند وإيطاليا وإسبانيا واليونان والسودان والإمارات والسعودية.
بينما شهد العام 2020 تنفيذ 20 تدريبا عسكريا للجيش المصري مع جيوش دول أخرى، بحسب وسائل إعلام مصرية.
وقال الخبير العسكري لواء متقاعد سمير فرج، إن “مصر أكثر دولة في العالم تجري تدريبات عسكرية مشتركة”.
وأرجع فرج، وهو مدير إدارة الشؤون المعنوية بوزارة الدفاع الأسبق، لوكالة أنباء (شينخوا)، هذا العدد الكبير من التدريبات العسكرية المشتركة التي يجريها الجيش المصري إلى أن “الدول الأخرى هي التي تطلب إجراء تدريبات مع الجيش المصري نظرا للثقة في الجيش المصري وخبرته القتالية وأيضا الأسلحة الجديدة والمتطورة التي يستخدمها”.
ومن بين الأسباب أيضا “الخبرة التي اكتسبها الجيش المصري في محاربة الإرهاب ومنع أعمال التسلل الخاصة بالهجرة غير الشرعية”، وفقا لفرج.
وأوضح أن مصر لديها إمكانيات عسكرية كبيرة مثل قاعدة محمد نجيب التي تعد أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، و”من أجل كل هذا هناك إقبال كبير من الدول لتنفيذ تدريبات مشتركة مع الجيش المصري”.
وأضاف أن مصر توافق على طلبات الدول الأخرى لإجراء تدريبات مشتركة “من أجل اكتساب المزيد من الخبرة” خاصة أن الجيش المصري ينفذ التدريبات مع أكبر الجيوش في العالم مثل الجيوش الأمريكية والروسية والفرنسية وغيرها.
وأشار إلى أن مصر لديها أحدث أسلحة في العالم ولابد من التدريب عليها”، قبل أن يردف أن إجراء هذا العدد الكبير من التدريبات يدل على أن الجيش المصري على مستوى عال من الجاهزية .
وتابع أن الجيش المصري يحتل مركزا جيد جدا في تصنيفات الجيوش في العالم، والتدريبات المشتركة إحدى نقاط التقييم الذي يجريه موقع غلوبال فاير باور المتخص بالشؤون العسكرية.
واعتبر أن خوض الجيش المصري 12 تدريبا خارج البلاد “ميزة كبيرة”، لأنه يتدرب على أرض مختلفة عن أرضه.
ولفت إلى أن الجيش المصري نفذ تدريبا مع نظيره الروسي في البحر الأسود، وهي المرة الأولى التي كانت فيها القوات البحرية المصرية خارج المياه الإقليمية.
بدوره، قال الخبير العسكري العميد متقاعد سمير راغب إن “مصر مرتبطة بأكثر من دائرة فيما يتعلق بالدفاع عن الأمن القومي، وهذا جعل هناك إقبالا لتنفيذ تدريبات مشتركة مع مصر”.
وأضاف راغب، وهو رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، لـ ((شينخوا)) أن “التدريبات مقترنة بحيازة سلاح جديد أو إنشاء قاعدة جديدة، وخلال العام 2021 انضمت أسلحة جديدة لكافة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، وهذا جعل هناك تدريبات كثيرة سواء تدريبات تخصصية أو مشتركة أو مناورات شاملة”.
وتابع أنه “في الوقت الذي تقوم فيه مصر بتطوير إمكانياتها، توجد دول عربية شقيقة في مقدمتها السعودية والأردن (تفعل المثل)، وبالتالي هناك سعي مشترك لإجراء تدريبات مشتركة لزيادة الخبرات لدى القوات المسلحة”.
وأشار إلى أن الجيش المصري نفذ 12 تدريبا خارج مصر أي في بيئة قتالية مختلفة ومسرح عمليات مختلف.
وختم أن هذه التدريبات “فرصة لنقل الخبرات القتالية بين الدول”.
وشاطره الرأي الخبير الأمني خالد عكاشة، الذي عزا زيادة التدريبات المشتركة التي أجراها الجيش المصري خلال العام الماضي للضعف إلى “الكفاءة العسكرية المصرية التي أثبتت نفسها بشكل واضح والسمعة المتميزة جدا للجيش المصري”.
وقال عكاشة، وهو مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، لـ ((شينخوا)) إن الجيش المصري “لديه قدرة على تنفيذ تدريبات وتمرينات على مستوى رفيع ومنضبط تحقق الاستفادة لكافة الأطراف، لذلك هناك إقبال كبير من الدول على المشاركة في هذه التدريبات”.
ولفت إلى أن “هذه التدريبات تأتى في إطار المزيد من رفع الكفاءة، والإطلاع على المستجدات والتكتيكات العسكرية المختلفة”.
كما تأتي في إطار “التعاون بين مصر والدول الشريكة، ووقوف القوات المسلحة المصرية على أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا التسليح”، بحسب عكاشة.
وكالة أنباء شينخوا
قم بكتابة اول تعليق