مع تصاعد التوتر بين موسكو وكييف، في الآونة الأخيرة، كثُر الحديث عن الأسلحة النووية، التي تعد الأشد فتكاً في العالم؛ إذ يمكن أن تدمر قنبلة نووية واحدة مدينة بأكملها.
كما تمتلك الأسلحة النووية قوة تدميرية تفوق ما قد تحدثه أكبر القنابل غير النووية.
وكثُر الحديث أيضاً عن بعض الدول التي لا يُسمح لها بامتلاك أسلحة نووية، بما فيها إيران، وتلك الأخرى التي يُسمح لها بذلك. والواقع أن هناك كثيرا مما تجب معرفته عندما يتعلق الأمر بالأسلحة النووية.
فيما يلي إجابات عن أبرز الأسئلة:
ما هي الأسلحة النووية؟
إنها متفجرات بالغة القوة. وإذا كنتَ تتذكر كلمات مثل الذرات والنظائر من دروس العلوم، فهذه الذرات والنظائر تشارك في عملية إطلاق الانفجار النووي؛ إذ تكتسب القنابل طاقتها إما من انشطار الذرات أو من اندماج جزيئاتها معاً. ولذا تُسمى القنبلة النووية أحياناً بالقنبلة الذرية.
وتطلق الأسلحة النووية كميات هائلة من الإشعاع، يمكن أن تتسبب في الإصابة باعتلال التعرض للإشعاع؛ لذا فتأثيرها الفعلي يستمر لفترة أطول من الانفجار نفسه.
ما القدرة النووية لروسيا؟
مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، يوم الخميس، ذكّر الرئيس فلاديمير بوتين العالم بترسانة بلاده النووية، ومع ذلك، مع مثل هذا التهديد الصارخ، يجدر بنا أن نتساءل: ما القدرة النووية لروسيا؟
تحتفظ روسيا بأكبر مخزون من الرؤوس الحربية النووية في العالم. يمتلك الجيش الروسي قوة تقليدية ضاربة تجعل تصنيفه في المرتبة الثانية عالميا، لكنه يحتل المرتبة الأولى في العالم بقوة نووية تمثل نحو نصف القنابل النووية، التي تملكها كل جيوش العالم مجتمعة.
وفي بداية عام 2022، كان لدى روسيا نحو 4 آلاف و447 رأساً حربياً، تم نشر 1588 منها على صواريخ باليستية وقواعد قاذفات ثقيلة، مع ما يقرب من 977 رأساً حربياً استراتيجياً آخر و1912 رأساً حربياً غير استراتيجي في الاحتياط.
ويمتلك الأسطول الروسي أخطر سلاح نووي في العالم يعرف باسم “طوربيد يوم القيامة”، الذي تم الكشف عنه عام 2015، وأكدته وثائق تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية العام الجاري، بحسب موقع “نيفيل نيوز” الأمريكي.
ويستطيع الطوربيد النووي، الذي يطلق عليه أيضا “ستاتس — 6” أن يدمر شواطئ العدو بشكل كامل ويقضي على مظاهر الحياة فيها لأجيال، وفقا لمجلة “بوبيلر ميكانيكز” الأمريكية.
ووفقا لمجلة “ناشيونال إنترست”، فإن الطوربيد الروسي الخارق ينطلق تحت الماء على عمق يزيد على ألف متر، مشيرة إلى أنه ينطلق عبر تضاريس قاع البحر التي لا يمكن لأي غواصات أو مضادات للطوربيدات أن تصل إليها”.
الصواريخ الهجومية للجيش الروسي
تعد الصواريخ العابرة للقارات من أخطر الصواريخ الباليستية في العالم، ولا تمتلكها إلا دول قليلة تمكنها من ضرب أي مكان على سطح الأرض من البر والبحر، وتمتلك روسيا أخطر 4 منها، بحسب موقع “ميثيل ثريت” الأمريكي.
ورغم تفاوت الصواريخ الباليستية في خطورتها وفقا لدقة إصابة الهدف وحجم حمولتها النووية ومداها، إلا أنها جميعا تشترك في صفة واحدة وهي أنها أسلحة دمار شامل يمكنها إزالة دول بأكملها إذا تعرضت لهجوم واسع بعشرات الرؤوس النووية التي تحملها تلك الصواريخ، وفيما يلي 3 من الصواريخ الروسية الهجومية بحسب موقع “ميليتري توداي” الأمريكي.
1- صاروخ “آر – 36 إم 2” (الشيطان الروسي)
صاروخ “إس إس 18″، الذي يحمل اسم “الشيطان”، ويعد واحدا من أثقل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، التي تم إنتاجها خلال حقبة الحرب الباردة.
وهو صاروخ من مرحلتين يعمل بالوقود السائل، ويصل مداه إلى حوالي 15 ألف كيلومترا، ويمكنه قصف أي مكان في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويحمل الصاروخ رأسا نوويا واحدا، تصل قوته التدميرية إلى 25 ميغا طن، أي ما يوازي 25 مليون طن من مادة الـ”تي إن تي”، ويعد واحدا من أقوى الصواريخ النووية في العالم.
ويمكن لكرة النار الناتجة عن الانفجار أن تدمر العاصمة الأمريكية واشنطن بصورة كاملة، كما يصل عدد قتلى هجوم نووي به إلى 2.1 مليون شخص.
2- صاروخ “آر إس – 24” (يارس)
يعد صاروخ “يارس” مكون رئيسي في قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية ويتجاوز مداه 10 آلاف كيلومتر وهو قادر على حمل عدة رؤوس نووية.
ويستطيع صاروخ “يارس” أن يقوم بالحركة التي تساعده على اجتياز السحابة المشعة في حال استخدم العدو الذخيرة البالستية ضده.
3- صاروخ “آر – 29 آر إم يو 2”
يعد الأحدث في عائلة صواريخ “آر – 29” الروسية ويعمل بالوقود السائل ويمكن إطلاقه من الغواصات ومداها أكثر من 8 آلاف كيلومترا.
4- صاروخ بولافا الروسي
هو صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب يمكن إطلاقه من الغواصات مثل غواصة “بوري” المجهزة بـ 16 صاروخا نوويا طراز “آر إس إم – 56″، ويطلق عليه صاروخ “بولافا” النووي.
ويحمل كل صاروخ 10 رؤوس نووية، ويصل مداه إلى 8 آلاف كيلومترا، وتتراوح دقة الرأس الحربي بين 250 إلى 300 مترا، وهي قادرة على الهروب من صواريخ الدروع الدفاعية، المضادة للصواريخ.
أوكرانيا
ورثت أوكرانيا أيضاً عدداً كبيراً من الأسلحة النووية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991.
لكن أوكرانيا قررت نزع السلاح النووي تماماً بموجب “مذكرة بودابست” لعام 1994، التي قدمت ضمانات أمنية للبلاد من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا.
حتى الآن، نشرت روسيا بعض المركبات “ذات القدرة المزدوجة” التي يمكنها نظرياً إطلاق أسلحة نووية بالقرب من أوكرانيا، لكن لا توجد مؤشرات على الأرض على أن الدولة قد نشرت بالفعل أسلحة نووية أو وحدات نووية. وروسيا نفسها لم تعلن عن أي خطط لاستخدام هذه الأسلحة.
قم بكتابة اول تعليق