قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن المملكة المتحدة تعتقد أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، المعروف اختصارا باسم”إف إس بي” بات مكلفا بتنفيذ انقلابات في المدن الأوكرانية الكبرى، في حال غزت موسكو كييف.
وبحسب المقال الذي ترجمته “عربي21″، فإنه يعتقد المسؤولون البريطانيون أن وكالة التجسس الروسية قد أوكلت إليها مهمة محاولة هندسة الانقلابات في المدن الأوكرانية الكبرى في أعقاب أي غزو يشنه الكرملين، حيث سيتم تنصيب قادة موالين للكرملين في المدن الكبرى.
وبحسب التقييم الذي أجرته بريطانيا، فإن الهجوم سيشهد قيام روسيا بضرب أهداف عسكرية أولا، ثم تطويق العاصمة كييف، وربما مدن رئيسية أخرى، مع توقع قيام مخربين من وكالة التجسس الروسية بمحاولة تثبيت قيادات موالية لروسيا داخلها.
ولم يتم تقديم أي دليل محدد لتبرير الخطة المكونة من خطوتين، ولكن مع ذلك تعتبر بريطانيا ذلك سيناريو غزو مركزي، يهدف إلى “تغيير النظام” في أوكرانيا، حيث تسعى روسيا إلى تجنب الدماء، وخطر حرب المدن بعد هجوم على جارتها.
وقالت الصحيفة إنه “يوجد الآن أربعة من السياسيين الخمسة في موسكو، ما يجعل علاقاتهم مع روسيا مسألة علنية، بينما قال الخامس، النائب الأوكراني السابق يفين موراييف، إنه مُنع من دخول روسيا وليس هناك دليل علني على تورطه”.
هناك أيضا شكوك في أوكرانيا بشأن إمكانية تنصيب أي قيادة موالية لروسيا في كييف ومدنها الكبرى الأخرى، حتى في سياق التوغل العسكري، بالنظر إلى العداء الشعبي الواسع لموسكو في البلاد.
لكن مصادر غربية تخشى أن يكون فلاديمير بوتين لم يقدر عمق الرأي العام في أوكرانيا، حيث قال أحد المسؤولين: “يتم تغذية الكثير من التقييمات المفرطة في التفاؤل حتى قمة الكرملين”.
وأشارت “الغارديان” إلى أن صحيفة “بيلد” الألمانية سلطت الضوء على خطة مماثلة متعددة الخطوات في وقت سابق من الشهر الجاري، بناء على مصدر بمخابرات أجنبية. ومضت الصحيفة قائلة إن روسيا ستسعى بعد ذلك إلى تعيين برلمان مؤيد للكرملين واعتقال النشطاء الأوكرانيين وزعماء المعارضة.
ردا على ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن بيلد “تجاوزت جميع الخطوط الممكنة للإنسانية والأخلاق”.
وكشفت وكالة المخابرات الأوكرانية وجهات أخرى مرارا وتكرارا عن أدلة على تدخل وكالة التجسس الروسية في البلاد منذ بدء الحرب مع روسيا في عام 2014. وفي أواخر العام الماضي، قالت وحدة الاستخبارات إنها اكتشفت مؤامرة لتهريب متفجرات إلى البلاد من شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا.
وقال زيلينسكي في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إنه تم اكتشاف مؤامرة انقلابية، وأضاف المسؤولون أن ضابط وكالة التجسس الروسية والمنشقين عن وزارة الداخلية الأوكرانية الذين انتقلوا إلى القرم كانوا يخططون لها.
وتقع المسؤولية عن الملف الأوكراني داخل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي على عاتق الوحدة الخامسة، المسؤولة عن العمليات الاستخباراتية في دول الاتحاد السوفييتي السابق.
ويتزعم تلك الوحدة، سيرغي بيسيدا، الذي تم وضعه على قوائم عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في العام 2014.
وكان بيسيدا مطلوبًا من قبل أوكرانيا لاستجوابه في أعقاب ثورة شعبية مناهضة لروسيا في فبراير 2014، باعتبار “أنه كان جزء من محاولة فاشلة” للسيطرة على الجهود العنيفة لقمع الاحتجاجات الشعبية.
ولكن موسكو قالت إنه كان موجودا هناك للمساعدة في ضمان حماية السفارة الروسية خلال فترة عدم اليقين التي كانت تشهدها أوكرانيا.
عربي21
قم بكتابة اول تعليق