مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أرسلت الولايات المتحدة ودول الناتو أكثر من 17 ألف سلاح مضاد للدبابات، بما في ذلك صواريخ جافلين، براً إلى أوكرانيا عبر بولندا ورومانيا، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
وأثارت صور الدبابات الروسية المدمرة الانتباه إلى صواريخ جافلين المضادة للدروع.
وأكد خبراء الأسلحة أن هذه الصواريخ أثبتت فعاليتها بشكل خاص ضد الدبابات الروسية في الحرب على أوكرانيا، بحسب تقرير صحيفة “واشنطن بوست”.
صاروخ جافلين هو صاروخ أميركي محمول موجه مضاد للدروع، دخل الخدمة في عام 1996، يزن كله مع وحدة الإطلاق 22.3 كغ أما وحدة الإطلاق وحدها تزن 6.4 كغ. ويصل مدى الإطلاق الفعال له من 75 إلى 2500 متر أما أقصى مدى إطلاق فهو 4,750 متر. يمكن لصواريخ جافلين استهداف أي نوع من المركبات، إلا أنها أقوى ضد الدبابات لأنها يمكن أن تضرب من الأعلى، لهذا يطلق عليها اسم “الرمح” لأن طريقة إطلاقها يشبه رمي الرمح الذي يسقط على الأرض بزاوية شديدة الانحدار. كما يمكن أن تستهدف طائرات الهليكوبتر التي تحلق على ارتفاع منخفض. ويسهل استخدم هذه الصواريخ ليلا ونهارا، كما أن عملية الإطلاق لا يصاحبها الكثير من الحطام أو الدخان مما يجعل من الصعب على العدو معرفة مكان الإطلاق. قال مارك كانسيان، كبير مستشاري برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن” صواريخ جافلين ربما تكون السلاح الأكثر تطوراً والأقوى المضاد للدبابات”. وقال المسؤولون الأوكرانيون إن جيش بلادهم قد استخدم الأسلحة الأميركية لإلحاق خسائر فادحة بالقوات الروسية الغازية. ونشر الجيش الأوكراني صورًا لجنود يحملون صواريخ جافلين إلى جانب الدبابات الروسية المدمرة. وكتب الجيش عبر “تويتر”: “المعلومات عن وجود صواريخ جافلين ضمن أسلحة القوات المسلحة الأوكرانية تثير الذعر بين المحتلين”. كانت أوكرانيا أعلنت أنها دمرت 335 دبابة روسية ونحو 1100 مركبة قتالية مدرعة منذ بداية الغزو. ولكن لا توجد بيانات موثوقة حول عدد صواريخ جافلين التي استخدمتها أوكرانيا في المعركة وبأي تأثير. ويقول الخبراء إن صواريخ جافلين هي إضافة قوية لترسانة أوكرانيا. وقال كانسيان إنه: “من السهل تدريب المقاتلين على استخدامها، وهو أمر مفيد بعد انضمام آلاف المدنيين إلى الجيش للتصدي للغزو الروسي”. وأضاف, كانسيان أن “هذه الصواريخ مفيدة بشكل خاص؛ لأنه يسهل على القوات الأوكرانية إقامة الكمائن أو نقاط الإطلاق القوية؛ لاستهداف القوات الروسية”. هناك القليل من الأشياء التي يمكن للجيوش الأكثر تجهيزًا القيام بها حيال صواريخ جافلين، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”. وأكدت الصحيفة أن الدبابات الحديثة مغطاة بالدروع التفاعلية، التي تطلق متفجرات ردا على أي صواريخ، لكن جافلين مصممة لتجاوز هذه الدروع. وقال مارك كانسيان، كبير مستشاري برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الدبابات الروسية الأكثر تأثرا بهذه الصواريخ، لأنها صُممت لتكون “صغيرة جدًا ومضغوطة”. وأشار إلى أن “ضرب صاروخ جافلين أعلى الدبابة يعني عادة “تدمير فوري”. على الرغم من قوتها، لا سيما في المناطق المفتوحة حيث تتقدم المركبات العسكرية الروسية نحو المدن الأوكرانية، إلا أنها لديها بعض العيوب. وقال كانسيان: “هناك عيب في كل هذه الأنواع من الأسلحة المضادة للدبابات، وهو أنها [الدبابات] يمكنها إطلاق النار عليك وأنت تختبئ وراء تلة أو شجيرة”. كما أن أنظمة الأسلحة باهظة الثمن ومعقدة في الإنتاج، وتتراوح تقديرات تكاليف الإنتاج بين 80 ألف دولار و200 ألف دولار لكل صاروخ، وفقًا آميل كوتلارسكي، المحلل البارز في شركة “جينيس”، هي وكالة استخبارات دفاعية مفتوحة. ويمتلك صانعو الأسلحة الأميركيون القدرة على إنتاج 6500 صاروخ جافلين كحد أقصى سنويًا، وفقًا لتقديرات الجيش الأميركي. وقال كوتلارسكي إنه: “إذا استمر الصراع في أوكرانيا، فقد تشعر الولايات المتحدة والدول الأوروبية بالقلق من أن تسليم المزيد من الأسلحة قد يعرضها للخطر”. |
الحرة
قم بكتابة اول تعليق