نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا ذكرت فيه إن رئيس مجموعة من الضباط العسكريين الروس العاملين والمتقاعدين أعلن في كانون الثاني/ يناير أن غزو أوكرانيا سيكون “عبثا وخطيرا للغاية”.
وقال التقرير إن ذلك سيقتل الآلاف، ويجعل الروس والأوكرانيين أعداء مدى الحياة، ويخاطر بحرب مع الناتو ويهدد “وجود روسيا نفسها كدولة”.
قال الجنرال المتقاعد ليونيد إيفاشوف إنه لا يزال متمسكا بتصريحه بمعارضة الحرب في أوكرانيا، رغم أنه لا يستطيع التحدث بحرية في ظل الرقابة الروسية في زمن الحرب: “أنا لا أنكر ما قلته”.
في روسيا، يثير التقدم البطيء والخسائر الفادحة لحرب الرئيس فلاديمير بوتين على أوكرانيا أسئلة حول القدرة التخطيطية لجيشه، وثقته في كبار جواسيسه ووزير دفاعه المخلص، وجودة المعلومات الاستخباراتية التي تصل إليه، فيما لا يملك المسؤولون والضباط العسكريون سوى القليل من الفسحة لاتخاذ قراراتهم والتكيف مع التطورات في الوقت الفعلي.
كما فاجأ الأداء الضعيف للقوات الروسية المحللين، الذين توقعوا في بداية الحرب أن الجيش الروسي الهائل والمتقدم تقنيا سيجعل مهمته في أوكرانيا قصيرة. يبدو أن بوتين نفسه اعتمد على استيلاء قواته بسرعة على المدن الكبرى، بما في ذلك العاصمة كييف، وقطع رأس الحكومة وتنصيب نظام دمية تحت سيطرة الكرملين.
وقال بافل لوزين، المحلل العسكري الروسي: “يمكننا القول بشكل قاطع إنه لا شيء يتم بحسب الخطة.. لقد مرت عقود منذ أن تكبد الجيشان السوفيتي والروسي مثل هذه الخسائر الفادحة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن”.
ولفت المحلل العسكري الروسي لوزين: “لقد أظهرت الحرب أن الجيش يقاتل بشكل سيء. وزير الدفاع هو المسؤول عن هذا”.
في جميع أنحاء أوكرانيا، توقفت القوات الروسية إلى حد كبير عن التقدم، فيما يحذر المحللون من أن الانتكاسات العسكرية لن تردع بوتين، الذي وصف الحرب في الداخل على أنها حرب وجودية لروسيا، وهو يشير بشكل متزايد إلى الجمهور الروسي للاستعداد لمعركة طويلة.