قال الجنرال فرانك ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، في 15 أذار/ مارس الجاري، إنه يعتقد أن الولايات المتحدة ستزود مصر بطائرات “إف-15”.
وأضاف، خلال جلسة في الكونجرس: “أعتقد أن لدينا أخباراً جيدة تتمثل في أننا سنزود مصر بطائرات “إف-15″، وهو عمل طويل وشاق”، فيما لم يقدم أكبر قائد أميركي في الشرق الأوسط، تفاصيل عن التوقيت أو عدد طائرات التي سيتم تزويد القاهرة بها.
تتعاقد مصر دوريًا مع القوى العظمى عسكريًا لتزود القوات المسلحة بكافة احتياجاتها، ويظهر ذلك واضحًا في الإمدادات العسكرية التي اشترتها مصر على مدار السنوات الماضية من أمريكا وروسيا والصين وبريطاميا وفرنسا وألمانيا من غواصات وحاملات طائرات وسفن عسكرية وطائرات مقاتلة بمختلف أنواعها وأنظمة عسكرية صاروخية وغيرهم الكثير.
وقال الخبير العسكري اللبناني، وليد الحلبي: “يوفر رادار مقاتلة إف-15 الذي يعرف بـ”مصفوفة المسح الإلكتروني النشط AESA”، معالجة فائقة وإدراكاً متفوقاً للظروف المحيطة بالمقاتلة، من أجل رصد التهديدات الجوية والأرضية”.
وأضاف الحلبي: “إن المقاتلة مزودة أيضاً، بأسلحة الحرب الإلكترونية التي توفر لها الحماية، والقدرة على اختراق أنظمة الدفاعات الجوية الحديثة، والهيمنة القتالية في مواجهة التهديدات”.
وأشار الى أن أجهزة الاستشعار المدمجة بالطائرة تحسن من فرص نجاة الطيار وقدرته على اتخاذ القرارات الصائبة.
وبحسب سكاي نيوز، وصف مراقبون وخبراء عسكريون الإعلان الأميركي بتزويد القاهرة بتلك المقاتلات بأنه حدث استثنائي ومؤشر قوي على مدي تنامي الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة لمراحل لم تكن موجودة من قبل.
وقال الخبير العسكري المصري سمير راغب، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” إن التوجه الأميركي يعد تغيرًا جذرياً في ملف التسليح والشراكة العسكرية مع واشنطن، لأن مصر تريد التعاقد على هذه المقاتلات منذ الثمانينات في حين كان يماطل الجانب الأميركي في ذلك طبقا لعناصر التوازن في المنطقة؛ لأنها تمثل تغيرا في قواعد اللعبة”.
وأوضح راغب أن هذه المقاتلات من أفضل طائرات الجيل “4.5”، رغم أن هناك أجيالًا قتالية أحدث منها مثل الرافال الفرنسية، لكن “إف 15” لا تزال مقاتلة متعددة المهام متصدرة في المفاهيم العسكرية، كما أن كثيرين يفضلونها عن طائرات “إف 35” الشبحية، لقدراتها على مستوى الاعتراض والهجوم والاستطلاع وتنفيذ كل المهام بإجادة منقطعة النظير.
وقال الباحث في السياسات الدفاعية محمد حسن في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” إن مقاتلات إف-15 واحدة من أنجح مقاتلات التفوق الجوي على مستوى العالم، لأنها ليست مصممة لمهام الاعتراض والهجوم فقط، ولكنها مصممة لتحقيق مبدأ فرض السيادة الجوية على ميدان المعركة لما لها من قدرات ديناميكية والكترونية وتسليحية بالغة البراعة والدقة وهذه المزايا تشمل كافة طرازات واصدارات المقاتلة.
وأوضح أن تلك المقاتلات لم تخسر أي اشتباك جوي تلاحمي حتى الآن، وسجلها الناجح في القصف الأرضي وضعها كالعمود الفقري لمهام القصف الجراحي الدقيق لسلاح الجو الأميركي في الشرق الأوسط منذ أكثر من عقد.
وأشار إلى أن تلك المقاتلات ثنائية المحرك، وتوفر هذه المحركات سرعة تصل إلي 2.5 ماخ، ويبلغ مداها العملياتي حوالي 5 آلاف كم بخزانات وقود إضافية، ولديها حمولة تسليحية متكاملة من صواريخ جو جو، للقتال المباشر وخلف مدى الرؤية، فضلاً عن مختلف طرازات القنابل الذكية الموجهة بالليزر والأقمار الصناعية، والقادرة على اختراق الحصون وتدمير مختلف الأهداف الارضية.
كما تمتلك المقاتلة قدرات حرب إلكترونية وقدرات تهديف تجعلها قادرة على المناورة والتحليق بارتفاعات منخفضة بفضل أنظمة رادار “أيه بي جي-70″، ما يجعلها قادرة على اختراق الدفاعات الجوية والتماهي مع الأوضاع الطبوغرافية الصعبة لأرض المعركة أثناء الاختراق والقصف، كما تصل حمولة التسليح إلى أكثر من 7 أطنان تشمل حتى صواريخ هاربون المضادة للسفن.
وشدد الباحث في السياسات الدفاعية، إلى أنه بالنظر إلى هذه الإمكانيات الكبيرة للمقاتلة “إف 15′ نجد أنها ستحقق إضافة نوعية للجيش المصري في الإقليم وعلى صعيد فرض السيادة الجوية، ولكن لا ينبغي النظر لهذه المقاتلة الرائعة بمفردها، بل يجب ربطها مع أسطول الجيش المصري من مقاتلات الرافال والميراج وإف 16، والميغ 29، لنجد لدينا تشكيلا قتاليا متكاملا من المقاتلات الاعتراضية ومتعددة المهام ومقاتلات السيادة الجوية، بما يعزز القدرات العسكرية المصرية في الحرب الحديثة.
المواصفات
يبلغ طول المقاتلة 19.43 متراً، وطول الجناح 13.05 متر، فيما يبلغ ارتفاعها 5.63 متراً، أما أقصى ارتفاع تحلق إليه فهو 20 كلم، مع مدى يصل إلى 5550 كلم.
وتبلغ سرعة المقاتلة 3017 كلم في الساعة، فيما يبلغ وزنها 20400 كلجم، أما وزن الإقلاع الأقصى فهو 37700 كلجم.
ومن أبرز عملاء المقاتلة: الولايات المتحدة واليابان والسعودية وكوريا الجنوبية وإسرائيل وقطر وسنغافورة.
وأشار موقع “بريكينج ديفينس” إلى أنَّ نجاح صفقة بيع طائرات إف-15 إلى مصر قد تكون له بعض التأثيرات الجانبية على صفقة 2018، التي أبرمتها القاهرة مع موسكو بقيمة 2 مليار دولار في مقابل الحصول على مقاتلات سو-35.
وأفاد تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة هي أكبر مُصدّر للأسلحة في العالم، فقد استوردت مصر خلال الفترة الأخيرة معظم أسلحتها من روسيا (41%) وفرنسا (21%) وإيطاليا (15%).
طائرات سي-130 سوبر هركليز
يذكر أن واشنطن قررت أيضاً بيع طائرات سي-130 سوبر هركليز لمصر بقيمة 2.2 مليار دولار.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن صفقة بيع 12 طائرة من طراز سي-130 جيه-30 سوبر هركليز تشمل معدات دعم وقطع غيار ودعما فنيا، وشركة لوكهيد مارتن هي المتعاقد الرئيسي في صفقة الطائرات.
قم بكتابة اول تعليق