علي الهاشم – باحث ومختص كويتي في مجال الطيران والأنظمة الدفاعية
منذ تأسيسه رسميا عام 1952، شكل سلاح الجو الملكي السعودي محور ارتكاز في منطقة الشرق الأوسط، وقد خاض من بدايته عدة معارك كان أهمها على الجبهة اليمنية حينما دعمت المملكة القوات اليمنية الموالية للنظام الملكي اليمني.
واستمر سلاح الجو الملكي السعودي في لعب دور هام وان لم يشارك بصورة مباشرة ضد الكيان الصهيوني في الحروب التي خاضتها الدول العربية الشقيقة كمصر وسوريا والأردن لكنه قام بتوفير دعم كامل لتلك الدول أثناء المواجهات التي دارت من منتصف الستينيات إلى ما بعد ذلك.
حرصت المملكة العربية السعودية على تزويد قوتها الجوية بكل ما هو متطور وحديث عبر عقد سلسلة صفقات مع دول كبرى كالولايات المتحدة و بريطانيا، كصفقة الحصول على مقاتلات الـ “اف – 15 سي / دي” النموذج الأحدث في منتصف الثمانينيات إلى جانب طائرات الإنذار المبكر “الاواكس E-3” حيث كانت هي الدولة الوحيدة خارج حلف الناتو التي تحصل عليها من الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا الى جانب صفقة “اليمامة 1” عام 1985 حيث تم شراء مقاتلات متنوعة من بريطانيا منها المقاتلة الضاربة الأوروبية المشتركة التورنيدو، وأخرى للدفاع الجوي، وطائرات هوك للتدريب، ثم أتبعتها بصفقة “اليمامة 2” والتي تضمنت 72 مقاتلة يوروفايتر تايفون المتعددة المهام. وقد ساهمت الصفقتان في تعزيز القدرات الأدائية للقوات الجوية السعودية، كما وثقت العلاقات مع بريطانيا والغرب، هذا إلى جانب جني ثمار كل ما سبق عبر تطبيق مبدأ “الأوفست” وهو أن تقوم الشركات الصانعة للمعدات مختلفة في تلك الصفقتين بإنشاء قاعدة صناعية لبعض المكونات بالمملكة العربية السعودية نفسها وبأيدي أبنائها مما يكسبهم خبرة و علمًا بالصناعات الدفاعية والجوية المتنوعة.
ونظرا لكون سلاح الجو الملكي السعودي الأكبر مقارنة مع أقرانه من أسلحة الجو لدول مجلس التعاون الخليجي، التي هي عضو فاعل فيه، فإن تنوع ترسانتها يعد نقطة ارتكاز وتفوق لحفظ التوازن في المنطقة خصوصًا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبعض الدول العربية الأخرى المجاورة وكذلك أخرى إقليمية كإسرائيل وتركيا ومصر.
هذا وتسعى المملكة العربية السعودية إلى إقامة قاعدة صناعية محلية متمكنة كي تنتج سلاحها محليًا، الأمر الذي هي بصدد تدشينه في القريب العاجل.