خاص – دفاع العرب
تمّ إنتاج صاروخ “براهموس”، الأسرع من الصّوت، بتعاون مشترك بين الهند وروسيا، وقد نجح في استقطاب اهتمام دول كثيرة لميزاته العديدة، حيث يُعتَبَر من أسرع الصّواريخ في العالم، ويمكن استخدامه كصاروخ كروز مضاد للسفن، كما يُستَخدَم في الهجوم البري.
يمتلك صاروخ “براهموس” محركًا نفّاثًا، وهو مجهّز بنظام ملاحة داخلي، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتفادي التتبع والاعتراض، ويتراوح وزن إطلاقه من 2200 إلى 3000 كيلوجرام، كما يتراوح مداه من 300 إلى 500 كيلومتر، أما سرعته فتصل إلى 2 ماخ. ومن ميزاته إمكانيّة إطلاقه من السفن أو الغواصات أو الطائرات أو حتى من القواعد الأرضية.
تُعتَبر الفلبين من الدّول التي سارعت إلى امتلاكه، حيث تلقت شركة “براهموس إيرباص” BrahMos Aerospace، في وقت سابق من هذا العام، عقدًا لتسليم صواريخ “براهموس” إلى البحرية الفلبينية. وقد بلغت قيمة العقد الذي تمّ توقيعه 375 مليون دولار، وذلك لتعزيز الأسلحة المضادة للسفن البرية في الفلبين وسط التوغلات الصينية في بحر الفلبين الغربي. هذا وقد أعلن وزير الدفاع الفلبيني “دلفين لورينزانا”، في وقت سابق، أن العقد الموقع يشمل تدريب الجنود والفنيين على استخدامه.
كذلك تُعتبر مصر من الدّول العربية المهتمة بالاستحواذ على صاروخ “براهموس”، هذا وقد عرضت الهند هذا الصاروخ في معرض الصناعات الدفاعية “إيديكس 2021″ خلال مشاركتها فيه. وتجدر الإشارة إلى أن رئيس هيئة التسلح في القوات المسلحة المصرية التقى بالرئيس التنفيذي لشركة BrahMos Aerospace عند زيارة جناح “BrahMos” في معرض “إيديكس 2021”.
وقد أكد خبراء، في وقت سابق، أن المفاوضات بين مصر والهند بشأن شراء هذه الصواريخ تسير بشكل سلس، وهي مسألة وقت فقط حتّى تتمّ الصّفقة فعليًّا بين مصر والهند. بالتّأكيد ليس من مصلحة الهند أن تخسر مصر كزبون، خاصة وأن لهذا الصاروخ بدائل صينية، مثل صاروخ الهادم CM-400AKG، والذي يعتبر أيضًا أحد أهم الصواريخ بعيدة المدى.
وقد استقبل الرّئيس السيسي سابقًا، وزير الدفاع الهندي، راجناث سينغ، في قصر “الاتحادية” في القاهرة. وشدّد الرئيس السيسي على اهتمام القاهرة بتعزيز مجالات التعاون العسكري مع نيودلهي، وأبدى رغبته في تفعيل التّعاون بين البلدين. وبحث الجانبان في الاجتماع طرق تعزيز التعاون في التصنيع المشترك للأسلحة، وإقامة التدريبات المشتركة بين البلدين، إضافةً إلى تبادل الخبرات والمعلومات الدّفاعيّة والعسكريّة”.
وفي هذا الصّدد، أكّد المحلّل العسكريّ وليد الحلبي لموقع “دفاع العرب” على أنّ من شأن صاروخ “براهموس” أن يوفّر للقوّات الجوية المصرية القدرة العالية والفائقة على توجيه الضربات بعيدة المدى على أي هدف كان، مهما كانت الأحوال الجوية، وفي أي مكان؛ بحرًا أو برًّا، وبدقة بالغة وذلك في أي وقت كان. وعليه، يُعتبر استحواذ مصر على هذا السّلاح إضافة كبير للقوات الجوية المصرية.
وأضاف الحلبي، أن “هناك تنسيقاً متتابعاً بين مصر والهند، تجسد في مناورات جوية وبحرية مشتركة جرت في شهري سبتمبر/ أيلول ونوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، للتدريب على أساليب القتال البحري والجوي والدفاع عن الأهداف الحيوية”.
يشار الى أن قائد القوات الجوية الهندية كان حاضراً في نفس توقيت إجراء المناورات الجوية في نوفمبر/ تشرين الثاني.
هذا وقد زار رئيس القوات الجوية المصرية “محمود فؤاد عبد الجواد” نيودلهي في يوليو/ تموز لاستكشاف معدات الدفاع الهندية.
وبحسب وسائل إعلام غربية، زارت 7 وفود دفاعية هندية مصر منذ يونيو/ حزيران 2021، وكانت أهمها زيارة رئيس الأركان الجوية، وقائد القوات الجوية المارشال “في آر تشودري”، الذي زار مصر في الفترة الممتدة من 28 نوفمبر إلى 2 ديسمبر/ كانون الاول من العام الماضي.
ومن جهةٍ أخرى، تُظهر المملكة العربية السعودية اهتمامها في الحصول على صواريخ “براهموس” فرط الصوتية العابرة للقارّات. ولا تقتصر قائمة الدول المهتمة بهذا الصاروخ على المملكة ومصر فقط، بل تتعداها إلى عدد من الدول العربية منها الإمارات والبحرين والجزائر.
لمى فاروق