ترجمة خاصة – دفاع العرب
تعكس زيارة وزير الدفاع الهندي “راجناث سينغ” إلى مصر استعداد الهند للانضمام إلى تحالفات مبتكرة للتعامل مع القضايا الأمنية العابرة للحدود الوطنية، وسط التحولات الجيوسياسية الرئيسة الناتجة عن النّهضة الصينية والغزو الروسي لأوكرانيا.
يبدو أن “نيودلهي” تعمل على التّعاون مع القاهرة لتكون ممرًّا جيوستراتيجيًّا يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي والهادئ وذلك من خلال تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين الأمر الذي بدا جليًّا في مذكرة التفاهم التي وقعها “سينغ” مع نظيره المصري اللواء “محمد زكي” في 20 سبتمبر/ ايلول في القاهرة، ومن خلال العمل على إجراء المزيد من التدريبات المشتركة، وتبادل الجنود للتدريب، خاصة في الميدان. وفي هذا الصّدد ترغب نيودلهي في تحديد مقترحات لتوسيع التعاون في الصناعات الدفاعية بينها وبين مصر في إطار زمني محدد.
في الواقع، يرغب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أن يساهم البلدان معًا في تحقيق “السلام والاستقرار” في العالم كلّه عمومًا وفي “الأمن البحري” خصوصًا.
وبحسب المتحدث باسم الرئاسة، بسام راضي، فقد تركزت المباحثات خلال لقاء الرئيس السيسي بـ”سينغ”، على إيجاد سبل لتعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالتعاون في التصنيع المشترك ونقل وتوطين التكنولوجيا. بهدف استغلال القدرات والبنى التحتية المتوفرة في البلدين، وللتعاون في مجال التدريب والتأهيل والتمارين المشتركة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الهند تستكشف بيع منتجاتها العسكرية في مصر. وعلى ما يبدو، فإنّ مصر تفكر في شراء ما يصل إلى 70 طائرة مقاتلة خفيفة من طراز “تيجاس”، وكذلك شراء أنظمة صواريخ هندية الصنع، بالإضافة إلى طائرات الهليكوبتر الخفيفة المتقدمة، وطائرات الهليكوبتر القتالية الخفيفة.
من جانبها، فإن الهند القلقة إزاء عدم توفر قطع غيار المعدات الروسية التي لديها تعتمد الآن على القاهرة لتوفيرها، وذلك بسبب العلاقات المصرية الدفاعية القوية مع روسيا، إضافةً إلى استخدام مصر منتجات عسكرية روسية.
من هنا يتّضح أنّ التعاون الدفاعي بين البلدين هو أهم عنصر في ازدهار العلاقات بينهما مؤخرًا. هذا وقد زار رئيس القوات الجوية المصرية “محمود فؤاد عبد الجواد” نيودلهي في يوليو/ تموز لاستكشاف معدات الدفاع الهندية.
جاء ذلك في أعقاب تدريبات رئيسة مشتركة بين القوات الجوية لكلا البلدين تهدف إلى تعزيز التعاون الدفاعي وتبادل أفضل الممارسات.
زارت سبع وفود دفاعية هندية مصر منذ يونيو/ حزيران 2021، وكانت أهمها زيارة رئيس الأركان الجوية، وقائد القوات الجوية المارشال “في آر تشودري”، الذي زار مصر في الفترة الممتدة من 28 نوفمبر إلى 2 ديسمبر/ كانون الاول 2021.
واللافت أن ضباطًا مصريين كانوا يتلقون التدريبات في الهند، وفي المقابل كان هناك ضباط هنود يتدربون في مصر. وقد شارك ضابطان من البحرية المصرية في التمرين البحري الهندي متعدد الأطراف MILAN-2022 الذي أُجريَ في الفترة الممتدة من 25 فبراير/ شباط إلى 4 مارس/ آذار 2022.
من جهةٍ أخرى، تقوم سفن البحرية الهندية بإجراء زيارات للموانئ المصرية.
كما تقدم مصر بانتظام تسهيلات عبور للطائرات الهندية التي تحلق من / إلى روسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
تشارك مصر في جميع المعارض الدفاعية الكبرى وعروض الطائرات في الهند.
يمكن أن يضيف التعاون بين فرنسا ومصر والهند عنصرًا جديدًا مهمًا لهذه الشبكة من التحالفات المتداخلة، ويضمن اتّباعَ نهج عبر المحيط يغطي البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي والمحيط الهادئ.
أي نسخ للمقال من دون ذكر اسم موقع دفاع العرب سيُعرّض ناقله للملاحقة القضائية.