تنامي حجم القوة البحرية المصرية خلال السنوات الأخيرة

أجرت مجلة “New Defence Order Strategy” العسكرية الروسية حوارًا مع الباحث المصري محمد الكناني حول “تنامي حجم القوة البحرية المصرية Growing Naval Power of Egypt” خلال السنوات الأخيرة، وكيف كانت قبل تولي الرئيس السيسي الحكم وكيف أصبحت الآن، وكيف عزز هذا التنامي من مكانة مصر ودورها الإقليمي والدولي الرائدين، وما هو متوقع مستقبلا لتلك القوة الآخذة في التحول تدريجياً إلى مستوى بحريات المياه الزرقاء بدلا من بحريات المياه الخضراء.

وكان الحوار كالتالي:

نفذت القاهرة خلال العام الجاي تدريبات تدريبات بحرية مع كل من فرنسا، إسبانيا، السعودية، والبحرين، وتنفذ حاليا تدريباً بحرياً مثشتركاً مع البحرية البريطانية ( تحت اسم T-1 ) ومن المنتظر قبل نهاية هذا العام أن تجري مع البحرية الروسية التدريب البحري المُشترك ” جسر الصداقة-2020 ” في البحر الأسود.

وتعليقا على الأنشطة البحرية المصرية التي نفذتها مصر مع شركائها الدوليين خلال عام 2020 الجاري، قال محمد الكناني الباحث والمحلل في الشؤون العسكرية بـ المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية ـ أفايب، أن تلك تدريبات تأتي ضمن خطة التطوير ورفع الكفاءة القتالية الشاملة التي شرعت القوات المسلحة المصرية في تنفيذها منذ 5 أعوام بما يتواءم مع التفاعلات والمتغيرات الجيوسياسية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال وشرق إفريقيا وشرق المتوسط، والتي انبثق عنها مجموعة من التحديات والتهديدات التي تتطلب وجود قوات مسلحة متطورة وعصرية ذات كفاءة قتالية عالية ومجهزة بمعدات ومنظومات تسليحية قادرة على ردع ومجابهة تلك التحديات والتهديدات.

مع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم في يونيو من العام 2014، شرع في تنفيذ خطة تطوير القوات المسلحة المصرية متضمنة القوت البحرية. وقد نتج عن تلك الخطة حتى اللحظة، تطوير البنية التحتية وحدات القوات البحرية وقواعدها لتستوعب عددا كبيراً من السفن والأفراد، بالتوازي مع تقسيم القوات البحرية إلى أسطولين : شمالي بالبحر المتوسط وجنوبي بالبحر الأحمر، ليعمل كل أسطول بشكل مستقل في الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، إلى جانب تدبير معدات وقطع بحرية جديدة.

يعتقد الكناني، أن هناك عاملين رئيسين لتزايد معدل وكثافة تلك التدريبات في العام الجاري :

  • رفع مستوى الجاهزية والكفاءة القتالية والخبرات لعناصر القوات البحرية المصرية والوقوف على أحدث ما توصلت إليه أنظمة التسليح وأساليب القتال والتدريب ومفاهيم الحروب البحرية الحديثة والتعامل مع التهديدات المتماثلة واللامتماثلة.
  • تعاظم الدور المصري الرائد في ملفات المنطقة : ملف الغاز والطاقة ( من خلال إنشاء مقر منتدى دول غاز شرق المتوسط الذي تحول إلى منظمة دولية خلال العام الجاري والربط الطاقوي مع دول الجوار العربي والافريقي والمتوسطي )، ملف مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتهريب السلاح، حماية وتأمين مصالح الأصدقاء والشركاء الأجانب من استثمارات مباشرة وحركة للسفن التجارية في المنطقة.

ويقول الباحث، أن الخلل الناجم عن خروج عدد من الدول من معادلة القوة إثر اندلاع الفوضى والحروب الأهلية (العراق – سوريا – ليبيا – اليمن)، تطلب وجود قوة عسكرية متطورة يعول عليها لاستعادة التوازن، ولحماية مصالح الدولة المصرية والشركاء الدوليين.

وبالمقارنة بين قوتها وقدراتها قبل وبعد تولي الرئيس السيسي الحكم، فقد شهدت البحرية المصرية طفرة نوعية هائلة وغير مسبوقة في منظومات التسليح، بداية من العام 2015 ووصولا للعام الجاري 2020.

وأشار الكناني إلى انه قبل العام 2015 كانت القوات البحرية مشغلة لقطع بحرية يعود تاريخ بناء أحدثها لحقبة الثمانينيات، والآن تبدل المشهد تماما ليتم إحلالها بقطع جديدة، تمثلت فيما يلي :

  • – حاملات المروحيات ( حاملتي Mistral من فرنسا ).
  • – الفرقاطات ( الفرقاطة الثقيلة FREMM من فرنسا – فرقاطتين ثقيلتين FREMM Bergamini من إيطاليا – 4 فرقاطات متوسطة MEKO-A200 من ألمانيا ).
  • – القرويطات ( 4 كورفيتات Gowind-2500 من فرنسا )
  • – لنشات الصواريخ الهجومية ( 4 لنشات Ambassador Mk.III أمريكية – لنش Molniya روسي).
  • – الغواصات الهجومية ( 4 غواصات209/1400mod من ألمانيا ).

وأضاف انه من ضمن بعض الإنجازات التي تم تحقيقها خلال العام الجاري تضمنت :

  • – انتهاء ترسانة شركة الإسكندرية لبناء السفن من بناء 3 كورفيتات Gowind بعد نقل التكنولوجيا من الجانب الفرنسي، وستشهد قريبا بناء فرقاطة MEKO-A200 بالتعاون مع الجانب الألماني.
  • – قيام ترسانة الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن ببناء لنشات الدورية والتدخل السريع طراز Swiftship الأمريكية وزوارق القوات الخاصة البحرية طراز Rafale-1200 الفرنسية.
  • – تسلمت البحرية المصرية الغواصة الثالثة من غواصات 209/1400 ودشنت الرابعة والأخيرة، التي من المنتظر عودتها لمصر في ربيع 2021.
  • – وقعت البحرية المصرية عقد شراء فرقاطتي FREMM Bergamini مع إيطاليا.
  • – ستتسلم البحرية المصرية 10 لنشات دورية وحماية ساحلية من ألمانيا.
  • – خلال لقاءً جمع الرئيس السيسي وقائد القوات البحرية المصرية مع السيد بيتر لورسن مالك ورئيس مجلس إدارة شركة لورسن Lürssen الألمانية لبناء السفن، بحث الجانبان نقل تكنولوجيا بناء السفن إلى مصر بالتعاون بين الشركة الألمانية وترسانات القوات البحرية المصرية، فضلا عن شركات جهاز الصناعات البحرية المصري.

وبالتطرق إلى التعاون المصري-الروسي، فقد تسلمت مصر من الجانب الروسي لنش الصواريخ الهجومي Monliya المسلح بالصواريخ الثقيلة ذات السرعة فوق صوتية P-270 Moskit المضادة للسفن، كما أبدت اهتمامها بأحدث إصدارات الكورفيت Buyan-M، وانخرطت القاهرة وموسكو منذ فترة، في مفاوضات تزويد حاملتي المروحيات Mistral بالمروحيات الهجومية البحرية Ka-52K Katran ومنظومات للدفاع الجوي والملاحة والتوجيه، ونأمل أن يتم الإعلان عن توقيع العقود قريبا.

وضمن العقود الأخرى المحتملة مع الجانب الروسي، فإن هناك غواصات Kilo-636M المُحسّنة. وفي مال منظومات الدفاع الساحلي، فإن منظومات Bastion-P هي الأرجح والأقرب لإحلال المنظومات المتقادمة لدى البحرية المصرية طراز 4K51 Rubezh وHY-2.

وبسؤاله عن العقود المستقبلية المحتملة، قال الباحث المصري أنه بناءً على ما ورد في تقارير وأخبار عدة، فإن مصر لديها رغبة في الحصول على المزيد من فرقاطات الفريم، إلى جانب مخطط بناء 20 قطعة بحرية جديدة لم يتم تحديدها، ولكن يمكن أن تتنوع ما بين لنشات الصواريخ وسفن الدفاع الساحلي والكورفيتات والفرقاطات. هذا إلى جانب سفن الإمداد والتموين، والتي يسعى الجانب الإسباني تحديدا للفوز بعقودها.

ومع ذلك، فقد اختتم الكناني كلامه بأن هكذا عقود ستتطلب وقتا ليس بالقليل للتفاوض والاتفاق على كافة الجوانب الفنية والمالية وصولاً إلى المرحلة النهائية للتوقيع.

بوابة الدفاع المصرية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*