نشرت “واشنطن بوست”، على لسان مسؤولين في المخابرات الأمريكية، أن إيران تستعد لإرسال صواريخ أرض-أرض، من طراز ذو الفقار و فاتح 110 إلى روسيا، الأمر الذي تسبب بتوتر القيادة الأوكرانية وطلبها إرسال أنظمة دفاعية من الغرب، خاصةً بعد الضربات الناجحة التي شنتها روسيا اليوم على كييف بواسطة الدرون الإيرانية، والتي ضربت بدقة أهداف حيوية معظمها من البنية التحتية للطاقة ومنظومة الاتصالات.
لماذا تلجأ روسيا إلى الاستيراد العسكري؟
بعد الحديث عن أزمات صناعة الأسلحة في روسيا، وعدم قدرة الشركات العسكرية على تلبية المطالب الميدانية لساحة المعركة، وزيارة مسؤولين رفيعي المستوى من وزارة الدفاع إلى مصانع الأسلحة، يبدو أن الاعتماد على التكنولوجيا الروسية لم يكن الخيار الأول في ظل العقوبات المفروضة عليها من الغرب، لاسيما وأن الجيش الروسي ترك وراءه العديد من الأسلحة الثقيلة في كل من شرق وجنوب أوكرانيا على مدار الأسابيع القليلة الماضية.
التكنولوجيا الروسية والتبعية للغرب
افتقدت الأسلحة الروسية إلى الدقة في ساحة المعركة كما صرح قائد كتيبة فوستوك ألكسندر خوداكوفسكي، يرجع الروس ذلك إلى دعم الغرب بالأسلحة المتطورة لاوكرانيا مثل مدافع الناتو من العيار 155 مم، والتي تسمح بمدى ودقة للضربات لم تحصل عليها القوات الروسية، وحتى لو كانت صواريخ هيمارس الأمريكية ذات قوة محدودة، إلا أن الدقة تسمح لها بتحقيق الأهداف التكتيكية.
أيضًا يبرر الروس عدم دقة الضربات الروسية بالعمل بنظام Auth, تحديد المواقع العالمي GPS عبر الأقمار الصناعية، والذي يخضع بشكل أو بآخر للغرب مما يهدد بتغيير الإحداثيات وعدم دقة الضربات الجوية، لكن قائد كتيبة فوستوك صرح بأن الروس يعملون في الفترات القادمة على استقلالية الأسلحة بإضافة أنظمة خاصة مثل Aistenok إلى الدرون الروسية.
الدرون الإيرانية “شاهد” وتغيير الوضع القائم
بعد إغراق أنظمة الدفاع الروسية بالدرون العسكرية التركية وغيرها، لم يستطع الروس انتظار تعافي الصناعات الدفاعية لديهم، مما تسبب في استيراد الدرون الإيرانية بطرازات مختلفة في أوكرانيا، حيث استخدمت في عدة ضربات قوية ناجحة على المستوى التكتيكي مثل الهجوم على ميناء أوديسا الأوكراني، واليوم وصلت روسيا إلى عمق كييف عبر الطائرات المسيرة نفسها لتتمكن من استعادة القدرة على تنفيذ ضربات جوية.
ما الذي تضيفه الصفقة الجديدة “صواريخ ذو الفقار و فاتح 110” للقوات الروسية؟
لقد استطاعت الصواريخ الإيرانية اختراق نظام الدفاع الجوي السعودي المكون من منظومات أمريكية حديثة، كما أن سعر استيرادها من إيران يمكن أن يكون أقل تكلفة بكثير من تصنيعها في ظل العقوبات المفروضة على روسيا، ولذلك فإن إضافة هذه الصواريخ إلى الترسانة الروسية يمكن أن يغير المعادلة في ساحة المعركة خاصةً مع الضعف الواضح في أنظمة الدفاع الأوكرانية.
قدرات الصاروخ ” فاتح 110″ Fateh 110
يبلغ مدى الإصدار 110 إلى 300 كيلو متر، برأس حربي يزن 650 كيلو غرام.
تدعي مصادر إيرانية أن الجيل الرابع من الصاروخ لديه معدل انحراف محتمل دائري لا يزيد عن ثلاثة أمتار، والذي يقصد به الدقة.
يعتبر فاتح – 110 نظير لصاروخ ATACMS الأمريكي، برأس حربي ثقيل ثلاثة أضعاف.
قدرات الصاروق” ذو الفقار الإيراني” Zolfaghar
ذو الفقار يعتبر صاروخ باليستي أكبر، يصل مداه إلى 700 كيلو متر، برأس حربي يزن 600-700 كيلو غرام.
لا تمتلك هذه الصواريخ نظام متقدم للتحكم في الطيران، ولا تمتلك دفاعات مضادة للصواريخ، أكثر عرضة للإسقاط بواسطة أنظمة دفاع جوي جيدة، لذلك فهي مناسبة لضرب الجيوش التي لديها مشكلة في المنظومات الدفاعية، وهو ما ينطبق على أوكرانيا حاليًا.
تقرير: أحمد صابر عباس – باحث في الأمن الدولي بجامعة بكين والمتخصص في استخبارات المصادر المفتوحة