كان عام 2022 مثمراً للغاية لصناعة الدفاع التركية، التي قطعت فيها أنقرة خطوات كبيرة في السنوات الأخيرة وصنعت لنفسها اسماً في العالم عبر الخطوات القوية التي اتُّخذت. من خلال تحقيق أعمال قيّمة للغاية في مجموعة واسعة من المجالات من الأنظمة الأرضية إلى الدراسات الجوية والفضائية، ومن المنصات البحرية إلى الأنظمة الفرعية التكميلية الهامة الأخرى، حطم القطاع رقماً قياسياً جديداً بتجاوز هدف التصدير البالغ 4 مليارات دولار بحلول نهاية العام.
أصبح العمل الجاري في هذا القطاع الحيوي بتنسيق من رئاسة الصناعات الدفاعية مرجعاً مهمّاً للغاية للفترات المقبلة، وبالأخص في عام 2023، من أجل تحقيق الاستقلال الكامل في صناعة السلاح، فضلاً عن فتح أسواق تصدير جديدة تُدخِل تركيا نادي الدول الكبرى في هذا المجال، وفقاً لتقرير نشره موقع TRT Haber.
في هذا الصدد أكد رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية التابعة لرئاسة الجمهورية إسماعيل دمير أن تطورات مهمة حدثت هذا العام وأن الأهداف قد تحققت إلى حد كبير. وقال دمير: “من خلال وضع المسيّرات الجوية المسلحة والصواريخ والمركبات البرية والبحرية غير المأهولة، بالإضافة إلى أنظمة الحرب الإلكترونية في خدمة قواتنا الأمنية، أضفنا قوة إلى قوتها في الميدان. في عام 2023 تحت قيادة رئيسنا السيد رجب طيب أردوغان، سنواصل تنفيذ تحركاتنا التكنولوجية الوطنية، واحداً تلو آخر، في هدفنا المتمثل في صناعة دفاعية مستقلة تماماً”.
المنصات الجوية
مما لا شك فيه، كانت إحدى اللحظات الأكثر إثارة للاهتمام في هذا العام هي تحليق طائرة مقاتلة قزيل إلما المسيّرة من الجيل السادس، التي تنتجها شركة بايكار، بعد فترة وجيزة من اختبارات المدرج.
وكانت مفاجأة مثيرة للاهتمام بخصوص المقاتلة الوطنية من الجيل الخامس (MMU) التي تحمل توقيع شركة توساش، فبعد أن دخلت المقاتلة على خط التجميع النهائي، حُدّث تاريخ الرحلة الأولى، المتوقع سابقاً في عام 2025، إلى 29 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
في عام 2022 دُشّن المركز الوطني لهندسة الطائرات القتالية، وهو أكبر مبنى لإنتاج المركبات الجوية في تركيا، بالإضافة إلى مركز هندسة أنظمة الفضاء.
وفيما تعد المركبات الجوية المسيرة من أولى المنصات التي تتبادر إلى الذهن عند ذكر صناعة الدفاع التركية، فقد سُلّمت منصات مثل أكينجي وأكنسغور وعنقاء وبيرقدار تي بي 2 وكارجو إلى القوات ذات الصلة واحدة تلو أخرى. كان عام 2022 علامة فارقة، ليس فقط في إنتاج وتسليم المسيّرات، بل ومن حيث تنوع الذخيرة التي بات بالإمكان حملها واستخدامها. أضيفت TEBER-82 ،KGK-SİHA-82 ومجموعات التوجيه LGK-82، وقنبلة TOLUN المصغرة، فضلاً عن الصاروخ الباليستي TRG-230-UAV إلى الذخيرة التي أُطلقَت من مسيّرة أكينجي.
لا تقتصر الخطوات المتخَذة في مجال الطيران على هذه، فقد واصلت تركيا إطالة عمر طائرات F-16 في المخزون مع التحسينات الهيكلية. ومع تسليم آخر طائرة نقل من طراز A400M، اكتمل أسطول النقل التركي المكون من 10 طائرات.
المنصات البحرية
أحد أهم الانعكاسات لعديد من المشاريع تحت رعاية رئاسة الصناعات الدفاعية شوهد بلا شك في مشاريع الصناعات الدفاعية الخاصة بمنصات الوطن الأزرق، فخلال عام 2022 شمر القطاع عن سواعده لإنتاج وتطوير أقوى المنصات البحرية الوطنية والمستقلة.
في هذا السياق دخلت أول سفينة استخبارات تركية تحمل اسم “أفق” في الخدمة، كما أقيمت مراسم إطلاق النار من إحدى الغواصات المحلية الجديدة التي تحمل اسم “خضر رئيس”، واحتُفل بانطلاق أعمال اللحام على غواصة “سليمان رئيس”.
وإلى جانب السفن الحربية والغواصات التي طُورت وأُنتجت بخبرات محلية، شهدنا ظهور المركبات البحرية غير المأهولة التي ركزت عليها تركيا مؤخراً خصوصاً. فقد كان عام 2022 عاماً تاريخيّاً لهذه المنصات، فمن خلال مشاريع مثل ULAQ وSALVO وSANCAR وMIR وALBATROS وMARLIN، أُحرزَ تَقدُّم جادّ في جلب مركبات بحرية مسيَّرة إلى البحرية التركية.
من ناحية أخرى، مع عمليات التسليم الجديدة لقوارب المراقبة، زاد أمن السواحل التركية، كما أقتربت البحرية التركية خطوة أخرى من امتلاك أول حاملة طائرات من المفترض أن تدخل الأسطول العام القادم.
المنصات البرية
كان العام الذي نستعدّ لتركه وراءنا مليئاً أيضاً بالنجاحات من حيث المركبات البرية، في عام 2022 سُلّمَت مركبات برية مسيَّرة بمختلف أنواعها ومستوياتها.
وجاء أحد أهم أخبار التصدير لتركيا في عام 2022 من الأنظمة البرية، مع تسليم دبابات الفئة المتوسطة “كابلان إم تي” لإندونيسيا، فصدّرت تركيا الدبابات لأول مرة.
لصناعة الدفاع التركية، كان عام 2022 أيضاً ناجحاً للغاية من ناحية الصواريخ، إذ أضاف إطلاق الصاروخ التجريبي الأول لنظام “حصار O+” مع باحث التردُّد اللا سلكي قدرة جديدة لأنظمة الدفاع الجوي الوطنية، ودخل نظام صواريخ الدفاع الجوي المحمول “سونغور” الخدمة لدى القوات التركية، وأُطلقَ صاروخ “تايفون” الذي أُعلنَ عن زيادة مداه.
TRT عربي