علي الهاشم
كثر اللغط والجدال والنقاش حول استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لمقاتلتها المتقدمة والأقوى بترسانتها “إف-22 رابتور” من الجيل الخامس لإسقاط البالون الصيني الأول والذي كان على ارتفاع شاهق جدا.
أما عن الأسباب التي دعت إلى استخدام هذه المقاتلة بالتحديد فتعود أولاً إلى طبيعة الهدف المعقد هذه المرة، وثانياً لأنها تتمتع بعدة قدرات تكفل لها القدرة على التعامل ليس فقط مع الطائرات المعادية بمختلف أحجامها و فئاتها وقدراتها فحسب، بل وحتى مع الأهداف الجوية غير المتوقعة.
تتمتع مقاتلة “إف-22 رابتور” بمنافثَ دفعٍ قابلة للتوجيه Thrust Vectoring Nuzzles. تعتمد إف-22 رابتور” على المنافث هذه لتعزيز المناورة القتالية وكذلك لتوجيه المقاتلة والتحكم بها في أثناء تحليقها على ارتفاعات شاهقة تفوق حتى تلك التي لدى المقاتلة التي خلفتها “إف-15 ايغل” حيث تقل قدرة السطوح الايروديناميكيه الرافعة حينما يتم الارتفاع اكثر واكثر نتيجة لقلة كثافة الهواء بتلك الارتفاعات مما يجعل المحرك هو الأساس لبقاء الطائرة قابلة للتوجيه وتحكم الطيار.
من جهةٍ أخرى، تتمتع مقاتلة “إف-22 رابتور” بالقدرة على الطيران بسرعات فوق صوتية متعددة النطاقات من دون استخدام “الحارق اللاحق” afterburner، مما يعني أنّ باستطاعتها البقاء لمدة أطول في الجو أكثر من أي مقاتلة اعتراضية أخرى، ناهيك عن استهلاكها الوقود بكمية أقل من نظيراتها.
أما العامل الأهم، فهو قدرة محركاتها Pratt & Whitney F119 على دفعها بسرعات عالية تتجاوز 1.5 ماخ على ارتفاعات شاهقة جدا، وذلك بشهادة طيارها “تايلور فوكس” Taylor Fox الذي ذكر في كتابه Combat Ready: “باستطاعة مقاتلة “إف-22 رابتور” أن تأخذ بك إلى ارتفاع شاهق لدرجة أنك تلاحظ انحناء الأرض و حلكة (سواد) السماء” ولا يتحقق ذلك إلاّ على ارتفاعات تفوق 65 ألف قدم تقريباً.
هذا وقد ذكرت مجلة AirForces Monthly في مارس/ آذار 1997 أن باستطاعة مقاتلة “إف-22 رابتور” التحليق بسرعة قد تلامس 3 ماخ، وذلك بالاستناد الى طبيعة تصميم محركها النفاث ثنائي الشوط الذي يتغير الدفع به حسب الظروف التي تتطلبها المقاتلة.