أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي يوم الخميس، على ضرورة توريد طائرات “إف-16” المطوَّرة لتركيا.
وصرح بلينكن أنه يجب أن تحصل تركيا على طائرات “إف-16” المطوَّرة وحزمة تحديث للطائرات الحالية، وأن ذلك مهمٌ لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
كما أكد أن الجهود موجَّهة لتخفيف التوترات بين حلفاء الناتو، وعدم التورُّط في أي أعمال أو خطابات تزيد من تصاعد الأزمة.
كما أوضح بلينكن أن التركيز يتمثل في ضمان توفير المعدات والتكنولوجيا اللازمة للحلفاء، سواء كان ذلك مع تركيا أو مع اليونان أو أي حليف آخر في الناتو.
وأشار بلينكن إلى ضرورة ضمان عدم استخدام أي معدات أو تقنية أمريكية في النزاعات.
شراء طائرات “إف-16” وتحديثها
تعمل تركيا في الوقت الحالي على تحديث مجموعتها الحالية من مقاتلات “إف-16″، وتسعى إلى شراء 40 طائرة “إف-16” جديدة من الولايات المتحدة. وقد أثارت هذه الصفقة جدلاً كبيراً في الولايات المتحدة، حيث أعرب العديد من السياسيين عن مخاوفهم من استخدام تركيا لهذه المقاتلات ضد حلفاء الولايات المتحدة، أو في الصراعات الإقليمية مثل الصراع في سوريا.
ولهذا السبب، فإن عملية بيع المقاتلات الجديدة لتركيا تنتظر موافقة الكونغرس الأمريكي، الذي يتحكم في صفقات الأسلحة الأمريكية الخارجية، ويمكنه رفض الصفقات إذا كان هناك مخاوف من استخدام الأسلحة ضد الأصدقاء أو الحلفاء.
تركيا أكبر الدول المستخدمة لمقاتلات “إف-16”
تعتبر تركيا واحدة من أكبر الدول المستخدمة لمقاتلات “إف-16” في العالم، حيث اشترت أنقرة أكثر من 270 طائرة “إف-16” من الولايات المتحدة الأمريكية. وتعتبر هذه المقاتلات الأمريكية من أهم الأسلحة الدفاعية التي يمتلكها الجيش التركي، حيث تستخدم في الحفاظ على أمن الحدود الجوية للبلاد وتدريب الطيارين وتنفيذ المهام العسكرية.
تحتاج تركيا إلى الجيل الجديد من طائرات “إف-16” الأميركية لأن هذه الطائرات تمثل جزءًا حيويًا من القوة الجوية التركية.
وتتميز طائرات “إف-16” الجديدة المطوَّرة بتقنيات وميزات محسنة، مثل الأداء العالي والتحكم الدقيق والقدرة على القتال في جميع الأوضاع الجوية. كما أن هذه الطائرات تشكل ركيزة مهمة لقوة الدفاع التركية في ظل التهديدات الأمنية الحالية في المنطقة، بما في ذلك التهديدات الإرهابية والأزمات الإقليمية.
أنقرة في أمس الحاجة إلى تحديث وتعزيز قدرات سلاحها الجوي
يعاني السلاح الجو التركي من نقص وعيوب يمكن أن تؤدي إلى تدهور كبير في الأداء إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
منعت الولايات المتحدة تركيا، في عام 2019، من شراء مقاتلة الشبح من الجيل الخامس من طراز “أف-35 لايتنينغ 2” بعد فترة قصيرة من استلام أنقرة أول شحنة من أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة “إس-400”. وكانت خطة تركيا تتمثل بشراء ما يصل إلى 100 طائرة من طراز “أف-35” لتحديث قوتها الجوية.
ويرى الخبراء أن تركيا في حاجة ملحة إلى تعزيز قدرات سلاحها الجوي، خاصة بعد اقتناء اليونان لطائرات “رافال” الفرنسية، مما أدى إلى تحسين قدرات القوات الجوية اليونانية بشكل كبير.
هل تشتري تركيا طائرات حربية من روسيا؟
ذكر موقع “ميدل ايست أي” البريطاني، أن إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن شراء طائرات من روسيا غير فعّال، وقد يؤدي إلى فرض عقوبات عليها من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى
وأوضح الموقع أن الحصول على طائرات روسية سيكون حقلًا ألغام دبلوماسيًا ولن يساعد في تلبية احتياجات تركيا الفورية.
مخاوف بشأن استخدام مقاتلات “إف-16” ضد الحلفاء
تبدو صفقة توريد طائرات “إف-16” لتركيا أمرًا حيويًا للحفاظ على قوة الدفاع الجوي التركي وتحديثها للجيل الجديد، إلا أن الصفقة تواجه بعض المخاوف بشأن استخدام هذه الطائرات ضد حلفاء الولايات المتحدة أو في الصراعات الإقليمية.
ومن الواضح أن وزير الخارجية الأمريكي يعتبر أن هذه الصفقة ضرورية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويسعى لتحقيق التوازن بين توفير المعدات والتكنولوجيا لجميع الحلفاء، بما في ذلك تركيا، وضمان عدم استخدام أي معدات أو تقنية أمريكية في النزاعات.
تقرير لانا صعب