أوروبا تعزز دفاعها الجوي.. ما هو مشروع “درع السماء الأوروبية”؟

تواجه أوروبا تحديات أمنية متزايدة في الفترة الأخيرة، وخاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا واستخدامها للأسلحة الجوية في هجماتها. في هذا السياق، قدمت ألمانيا مشروع “درع السماء الأوروبية” EURO SKY SHIELD بهدف تعزيز الدفاع الجوي في القارة الأوروبية.

ومن بين الدول التي انضمت إلى المشروع مؤخرًا، تعتبر النمسا الدولة الأحدث في الانضمام إليه.

في تصريحاته، أكد المستشار النمساوي كارل نيهامر أهمية اتخاذ إجراءات لحماية البلاد من التهديدات الجوية، مشيرًا إلى زيادة احتمالية تعرض النمسا لهجمات بالصواريخ أو الطائرات المسيرة.

وأكد أن انضمام النمسا لهذا المشروع لا يتعارض مع وضعها كدولة محايدة، حيث تعتبر عضوًا في الاتحاد الأوروبي منذ عام 1995. وعبرت وزيرة الدفاع النمساوية كلاوديا تانر عن أهمية هذه الخطوة في تاريخ البلاد.

وقد أعلنت أكثر من 17 دولة عن نيتها الانضمام إلى مشروع الدرع الجوي الألماني، وتشمل هذه الدول بريطانيا ودول البلطيق وبلجيكا وهولندا وفنلندا والنرويج. وتوجد أيضًا السويد التي تتطلع للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وعلى الجانب الآخر، رفضت بعض الدول الأوروبية الرئيسية، مثل فرنسا وإيطاليا وبولندا، الانضمام إلى المشروع، حيث ترى باريس ضرورة أن تتولى كل دولة أوروبية حماية نفسها باستخدام أسلحة أوروبية.

يهدف مشروع “درع السماء الأوروبية” إلى إقامة نظام دفاع جوي وصاروخي متكامل في أوروبا عن طريق تعاون الدول الأعضاء في شراء المعدات الدفاعية المشتركة. يعتمد المشروع على ثلاثة أنظمة للدفاع الجوي هي نظام “آيرس-تي” الألماني للدفاع القصير المدى، ونظام “باتريوت” الأمريكي للدفاع المتوسط المدى، ونظام “آرو-3” الأمريكي-الإسرائيلي للدفاع البعيد المدى.

تظهر ردود الفعل المختلفة للدول الأوروبية تحديات التوافق والتعاون في هذا المجال. فعلى الرغم من زيادة الميزانيات العسكرية في أوروبا، إلا أن دول مثل فرنسا وإيطاليا وبولندا تفضل الاعتماد على قدراتها الدفاعية الوطنية باستخدام أسلحة أوروبية محلية الصنع.

بشكل عام، يمثل مشروع “درع السماء الأوروبية” خطوة هامة لتعزيز الدفاع الجوي في أوروبا ومواجهة التحديات الأمنية الحالية.