اختارت وكالة “ناسا” ووكالة المشاريع البحثية الدفاعية المتقدّمة الأميركية (داربا) شركة “لوكهيد مارتن للفضاء والدفاع” لتطوير مركبة فضائيّة تعتمد على محرّك نووي حراري، وذلك بعد أن أعلنت الوكالتان عن المبادرة في كانون الثاني/ يناير الماضي.
ميّزات صواريخ الدّفع الحراري النوويّ (NTP) تجعلها أكثر كفاءة بمرّتين إلى خمس مرات من الصواريخ التي تعمل بالدفع الكيميائيّ، ممّا يسمح للمركبات بالسّفر بشكل أسرع وأبعد.
إضافةً إلى ذلك، فإنّها تحتاج إلى كميّات منخفضة من الوقود، ممّا يتيح مساحة أكبر على سفينة الفضاء لتخزين المعدّات العلميّة والضروريّات الأخرى. وبفضل المحرّكات النووية يمكن تغيير مسار السفينة بسهولة للحصول على رحلة عودة أسرع.
وقال كيرك شيرمان، نائب رئيس حملات استكشاف القمر في شركة “لوكهيد مارتن”: “يمكن لأنظمة الدفع الحراري النووية الأكثر قوّة وفاعلية أن توفّر أوقات عبور أسرع بين الوجهات، لأنّ تقليل وقت العبور أمر حيويّ للبعثات البشريّة إلى المرّيخ للحدّ من تعرّض الفريق الملاحيّ للإشعاع”.
سيستخدم نظام “NTP” مفاعلاً نووياً لتسخين دافع الهيدروجين بسرعة إلى درجات حرارة عالية للغاية، ثمّ يتم توجيه هذا الغاز عبر فوهة المحرّك، ممّا يؤدّي إلى دفع الصاروخ.
وقالت BWX: “تمّ تصميم نظام الدفع الحراري النووي هذا ليكون آمناً وموثوقاً للغاية، وذلك باستخدام وقود يورانيوم عالي التخصيب لتسخين غاز شديد البرودة بسرعة، مثل الهيدروجين السّائل”.
وأضافت الشركة أنّه عندما يتم تسخين الغاز يتمدّد بسرعة، ويخلق قوّة دفع لتحريك المركبة الفضائية بشكل أكثر كفاءة من محركات الاحتراق الكيميائي النموذجية.
وللمساعدة في تهدئة المخاوف بشأن التسريبات الإشعاعية في الغلاف الجويّ للأرض، تُخطّط “ناسا” و”داربا” لعدم تشغيل المفاعل حتى تصل السفينة إلى “مدار آمن نووياً”، حيث ستكون الأضرار خارج المنطقة التي قد تؤثر فيها على الأرض.
ووَفقًا لموقع “إن غادجت”، من المقرر أن تقوم شركة “BWX” بتوفير الوقود والمفاعل للمشروع. وتهدف الشركات المشاركة في هذا المشروع إلى عرض التكنولوجيا في موعد أقصاه عام 2027، وسيكون التركيز الرئيسي على بعثات مستقبلية إلى المريخ.
