تشهد منطقة كاراباخ، المتنازع عليها بين أذربيجان وأرمينيا، تصعيدًا جديدًا، بعد أن أعلنت أذربيجان، الثلاثاء، أنها نفذت هجمات بأسلحة عالية الدقة في الإقليم، رداً على استفزازات أرمينيا.
وأكدت الخارجية الأذربيجانية أن “السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة هو الانسحاب الكامل وغير المشروط للقوات المسلحة الأرمينية من منطقة قره باغ الأذربيجانية وحل ما يسمى بالنظام الانفصالي”.
في المقابل، طالبت أرمينيا مجلس الأمن الدولي وروسيا بوقف تحركات أذربيجان العسكرية في كاراباخ.
ونددت أرمينيا بـ”عدوان واسع النطاق” أطلقته أذربيجان في إقليم ناغورني قره باغ، معتبرة أن هدف باكو من ذلك هو “التطهير العرقي” في الجيب الانفصالي الذي تسكنه غالبية من الأرمن.
أتت هذه التطورات، بعدما أعلنت باكو في وقت سابق اليوم أن أربعة شرطيين ومدنيَّين قتلوا بانفجار لغمَين في كاراباخ، واتّهمت الانفصاليين الأرمن بالمسؤولية عن هذه الأعمال “الإرهابية”.
ويأتي هذا التصعيد بعد تراجع التوترات في إقليم كاراباخ الاثنين مع استئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى الجيب الانفصالي بعدما اتفق انفصاليون أرمن مع الحكومة في باكو على استخدام الطرق التي تربط الجيب بأرمينيا وأذربيجان.
خاض البلدان حربين للسيطرة على الإقليم الانفصالي، آخرهما في عام 2020 ونتجت عنها هزيمة أرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية، وانتهت بوقف هش لإطلاق النار.
تاريخ الصراع
انفصل إقليم ناغورنو كاراباخ عن أذربيجان في أعقاب حرب أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، وهو معترف به دوليا كجزء من أذربيجان، لكن غالبية سكانه البالغ عددهم 120 ألف نسمة، من الأرمن.
تعود جذور الخلاف إلى عام 1921، عندما ألحقت السلطات السوفيتية هذا الإقليم بأذربيجان. لكن في عام 1991، أعلن الإقليم استقلالا من جانب واحد بدعم أرمينيا، مما تسبب حينها بحرب راح ضحيتها 30 ألف قتيل، وتوقفت بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في عام 1994.
التدخلات الأجنبية
هذا النزاع شأنه شأن أغلب النزاعات التي تدور في العالم، حيث التدخلات الأجنبية لها دور كبير في تغذية وتأجيج الصراع. فروسيا تدعم أرمينيا، فيما تدعم تركيا أذربيجان.