العميد م. ناجي ملاعب
إسرائيل، هذه الثكنة العسكرية الأميركية، هي كيان صغير بمهمات قاريَة عملاقة.. مسلحة ومدربة ومنظمة ومقتدرة ومدعومة بعلم وتقنيات، كأحدث الدول الغربية. هي جدول أعمال دقيق. هي “شعار عالمي”، تتباهى به دول الغرب. ولكن، رغم كل المآسي اللاحقة بالفلسطينيين، عشرات ألوف الضحايا من قتلى وجرحى ومفقودين تحت الأنقاض، فإن العالم بأسره أمام حقيقة وأحقية مطلب استقلال الفلسطينيين وحقهم بدولة مستقلة قابلة للعيش المستدام، هذه الحقيقة لم يعد ممكنا لأية جهة دولية تجاوزها حتى عتاة الصهاينة دعاة الفصل العنصري والإقتلاع والتهجير لن يفلتوا من مسؤولية الإبادة الجماعية. وبدءاً من اليوم، تكتب غزة الفصل الأول، من “الحرية لفلسطين”. فالتاريخ الشيّق والإنساني يُكتب بالفداء. لكن أهل غزة الذين رفعوا بدمائهم فلسطين قضية أولى في العالم اليوم لم يبقَ لهم ملاذاً آمناً في ظل التخلي العربي عنهم سوى العيش في الخيم تمهيداً لجولات جديدة مع الغطرسة الغربية ودولتهم الصهيونية الغازية وصولاً الى إحقاق الحق.. فهل الصبح قريب!.
قد لا أبدو متفائلاً أمام هذا التوحش الغربي في تقديم الدعم لآلة القتل الهمجية، ولكني في هذا السرد سوف أحاول تقديم مراجعة لما حصل ما بعد 7 تشرين من وجهات نظر اسرائيلية، وفي المقابل نتائج 45 يوماً (حتى كتابة هذه المقالة) من العدوان، مع نافذة على موقع غزة في الجغرافيا السياسية والصراع الدولي عليها.
7 تشرين انهيار المنظومة
يرى عدد من كبار المحللين العسكريين والاستراتيجيين في الكيان الصهيوني أن الهجوم الذي شنته حماس يفوق بكثير إخفاق حرب 1973، وأن الهجوم الذي كان في معظمه مصوراً يُعدّ إذلالاً لإسرائيل، ويلحق أضراراً فادحة بصورتها العسكرية قد لا يمكن تجاوزها بسهولة. وفيما يخص هذا الإخفاق، يمكن القول إن العنوان الذي تصدر صحيفة “هآرتس” في اليوم الأول من الهجوم يلخّص مجمل المشهد: “انهيار المنظومة الإسرائيلية أمام حركة حماس”. وهذا الانهيار له عدة مؤشرات منها:
1 – “صفر” معلومات استخباراتية بحيازة إسرائيل بشأنه؛
2 – شبكات التواصل الإجتماعي كانت جرس الإنذار للمنظومة الأمنية التي أدركت أن هناك عمليات خطف
3 – عدم وجود قوات كافية من جيش الإحتلال في محيط قطاع غزة؛
4 – الإرباك لدى الجيش فيما يتعلق بلوجستيات نقل الجنود من قلب إسرائيل إلى ساحة المعركة؛
5 – تأخر وصول جيش الإحتلال إلى مستوطنات غلاف القطاع، وكذلك فقد انتظرت القوات ساعات قبل أن تدخل إلى ساحات القتال لعدم وجود أي تصور ميداني حول ما يجري في الداخل.
بالإضافة إلى ذلك، ظلت بعض المستوطنات تستغيث لمدة يوم كامل من دون أن تكون هناك قدرة للوصول إلى الأحياء التي سيطر عليها مقاتلو حماس، ولهذا تداعيات على مفهوم الأمن، ودور الجيش، داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، وداخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية. هذا الإخفاق ترافق مع “وصمة عار” و”إذلال”، اذا ما استخدمنا العبارات التي يتم تداولها في الصحافة الإسرائيلية والتي أحالت الأمر إلى:
1 – فشل منظومة “الجدار الذكي” الذي دشنه وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس قبل عامين حول القطاع معلنا أنه تم وضع نهاية للأنفاق. ففي الواقع دخلت المجموعات المسلحة الفلسطينية عبر البر والجو ومن خلال قوافل إمدادات لوجستية بدون عراقيل؛ 2 – تمكن الفلسطينيين، سواء العناصر المسلحة أو سكان القطاع، من إقامة جسر على مسافة 20 كم، ما بين مستوطنات الغلاف وما بين القطاع، بحيث تم اختطاف جنود وضباط وعائلات من المستوطنين، وعتاد عسكري. يضاف الى ذلك، أن إسرائيل لا تملك معلومات دقيقة عن عدد المخطوفين، ونوعيتهم (جنود، ضباط، مدنيين… إلخ)، أو عن أماكن تواجدهم.
الأنفاق التكتيكية بالإنتظار
سلك العدو الإسرائيلي كعادته طريق الإنتقام، ولم يكفه ما يمتلك من قدرات جوية، فقد فُتحت له مستودعات الإحتياط الإستراتيجي للجيش الأميركي التي استحضرت الى الأراضي المحتلة بعد سحبها من العراق، وأحضرت الولايات المتحدة حاملتي طائرات مع البوارج والسفن الحربية الكاملة التجهيز والعتاد الى المتوسط للتدخل في سبيل عزل أية محاولة لنجدة المقومة الفلسطينية في غزة.
وعانى المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي من إرباك، وتردد بعد المفاجأة التي حققتها المقاومة، وخرج بسقوف عالية من الأهداف، فاستدعى 340 ألف جندي من قوات الإحتياط وبدأ بغاراته الإنتقامية وصولا الى الغزو البري. وكانت المقاومة تتحضر لهذا الغزو ودخلت قوات العدو في جحيم مقاومة شرسة متفوقة في إعلامها العسكري بتصوير ساحات القتال أثناء الإشتباك القريب.
فالمقاومة التي صنعت أسلحتها وذخائرها بعيداً عن عيون ومراقبة العدو، أثيتت أنها لا تلين رغم المآسي التي ترافق الحروب وهي تعد بقتال من نوع آخر عند استخدامها لشبكة الأنفاق والتي ساعدت في كسر أولى أهداف العدو في العثور على أي أسير من الأسرى الذين اقتادتهم قوى المقاومة.
أنفاق غزة
يعاني قطاع غزة من كل المزالق المروعة التي تعلم الجنود أن يتوقعوها من حرب المدن: الكمائن الشاهقة، وخطوط الرؤية المقطوعة، وفي كل مكان، المدنيون الضعفاء الذين ليس لديهم مكان يختبئون فيه. ولكن بينما تشق القوات البرية الإسرائيلية طريقها إلى الأمام في غزة، فقد يتبين أن الخطر الأكبر يكمن تحت الأقدام. فقد أنجز مقاتلو حماس، بناء متاهة من الأنفاق المخفية التي يعتقد البعض أنها تمتد عبر معظم إن لم يكن كل قطاع غزة، بسرية تامة، بحيث لم يتسرب أية معلومات عن هذا الإنجاز، ولا يوجد لدى أي شخص خارجي خريطة دقيقة للشبكة، وقليل من الإسرائيليين شاهدوها بشكل مباشر.
فبعد وصول حماس إلى السلطة في غزة عام 2007، شددت إسرائيل حصارها على القطاع، ونمت شبكة واسعة من أنفاق التهريب تحت الحدود بين غزة ومصر. وكانت حماس تستخدم هذه الأنفاق للتحايل على الحصار والسماح باستيراد مجموعة واسعة من السلع، من الأسلحة والمعدات الإلكترونية إلى مواد البناء والوقود.. لكن يعتقد أن بعض أنفاق التهريب لا تزال قيد التشغيل.
وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي يتفوق بكثير على “جيش” حماس من حيث الحجم والمعدات، إلا أن قتال العدو بشبكة الأنفاق الخاصة به يعد مهمة عالية المخاطر، ويصفها جون دبليو سبنسر، الذي يدرس حرب المدن في معهد الحرب الحديثة التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية، بأنها أشبه “بالقتال تحت البحر أكثر من كونها على السطح أو داخل المبنى. مضيفاً أن “لا شيء تستخدمه على السطح يعمل، يجب أن تكون لديك معدات متخصصة للتنفس والرؤية والتنقل والتواصل واستخدام الوسائل القاتلة، وخاصة إطلاق النار”.
يقول ديفيد أغناطيوس أنه عندما نزل مقاتلو حماس إلى هذه الأنفاق، قرّر قادة الجيش الإسرائيلي عدم إرسال قوات لملاحقتهم. حتى بالنسبة للفريق الإسرائيلي الخاص الذي تمّ تشكيله لحرب الأنفاق، كان الأمر خطيراً للغاية. يحتوي النظام على فخاخ جاهزة وأبواب فولاذية ثقيلة لمنع دخول الروبوتات أو الطائرات بدون طيار بسهولة، بالإضافة إلى مجموعة معقّدة من الدفاعات الأخرى.
النتيجة التي خلص إليها اغناطيوس وكتبها في “واشنطن بوست” بعد اجتماعه في تل أبيب الى 12 من كبار قادة العدو الصهيوني تتمثل فيأنّ “لديهم حقيبة ظهر مليئة بالخطط” لهذه المرحلة وتشمل شمالي وجنوبي غزّة، أبرزها توجّههم إلى استخدام “حلّ صناعي” قد يكون مياه البحر الأبيض المتوسط لإغراق الأنفاق ومهاجمة مقاتلي حماس عندما يخرجون منها. ويضيف “يعتبر الماء قوة طبيعية هائلة يزداد قوّة عندما يتمّ تضخيمه بواسطة المضخّات. والأنفاق عرضة للفيضانات، حتى لو كانت مجهزة بنظام صرف متطوّر متقن. من المؤكّد أنّ الجيش الإسرائيلي يفكّر في حقيقة أنّ غزة تقع على شواطئ البحر الأبيض المتوسط” ولكن سهى عن بال الكاتب الأميركي أن السلطات المصرية بذلت جهودًا مكثفة لتدمير طرق التهريب هذه، بما في ذلك ضخ مياه البحر لإغراق الشبكة وانهيار العديد من الأنفاق، ولم توفق.
غزة وشرق المتوسط والجغرافيا السياسية
في العام 2000، عندما اقتحم آرييل شارون باحات المسجد الأقصى، ليطلق رصاصة بداية انتفاضة الأقصى، كان يبدو أن القدس هي الهدف، لكن الواقع كان في اكتشاف الغاز قبالة سواحل غزة. إذ أنه وفي أواخر التسعينيات الماضية تم اكتشاف حقل غزة مارين Gaza Marine، وهو حقل غاز طبيعي قبالة ساحل قطاع غزة. وكانت انتفاضة الأقصى هي بداية حروب الغاز في المنطقة، إذ لا يمكن وضع عنوان لحرب بيروت عام 2006، إلا “غاز المتوسط”، كما أنه لا يمكن وضع عنوان للأزمة السورية عام 2011، إلا خط أنابيب الغاز لأوروبا، بغية تمكين أوروبا من الإستغناء عن غاز روسيا، ولف حبل الأناكوندا حول رقبة روسيا وهو المخطط الذي فشل تمامًا، لذا تمكن رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين من بدء العمل على إقتصاده (وجعله اقتصاد حرب) منذ العام 2015، أي منذ عام دخول الجيش الروسي إلى سوريا لحمايتها وكسر شوكة المجموعات الإرهابية المدعومة من الغرب وأميركا.
اقتصاد الحرب الروسي بالإضافة إلى حماية خط الأنابيب عبر سوريا، واحتياج الغرب للغاز الروسي، كل هذا مكّن روسيا من الدخول إلى أوكرانيا لاستكمال تأمين محيطها الجيوسياسي برغم العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على روسيا منذ مطلع العام 2022. واليوم وتحديدًا بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، نحن شهود على انتهاء حقبة حروب الغاز، وبدء حقبة حروب الممرات الاقتصادية رسميًا.
ولعل مجموعات حركة “حماس” الجوية التي أغارت على سماء فلسطين المحتلة، ومُشاتها الذين تمكنوا من اختراق الحواجز الأمنية والوصول إلى ما يُسمى “غلاف غزة” واعتقال المئات من “الإسرائيليين” وحصولهم على كنز من المعلومات الإستخبارية بعد الهجوم (فك سيرفيرات غرفة عمليات فرقة غزة)، وكل ما حصل في يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، يُعد السطر الأول في الإجابة على السؤال حول من سينتصر في النهاية؛ الممر الاقتصادي الجديد أو “مبادرة الحزام والطريق” الصينية؟
إن ما سبق كله، وطبيعة رقعة الشطرنج، يفرضان علينا السعي لفهم أحداث غزة الأخيرة، في ضوء الصراع الدولي المحتدم، وكما أن ما سبق يُمكن أن يشرح لنا سبب الإنحياز الغربي والأميركي، فإنه يشرح لنا أن عملية “حماس” الاستخبارية والقتالية، ربما تمت بغطاء روسي صيني لحماية “طريق الحزام” ليبقى “طريقًا واحدًا”، وهذا يفتح باب الاحتمالات على شرق أوسط جديد، لكنه لا يُرضي حتمًا الغرب وأميركا أو “إسرائيل” وليس على الصورة التي يشتهونها.
الهدف الإسرائيلي: لا حماس ولا رعب!
ويضيف إغناطيوس “لكنّ الحقيقة هي التالية: لا تملك إسرائيل حتى الآن تصوّراً واضحاً عن “اليوم التالي”. ويتّفق القادة السياسيون والعسكريون على ضرورة تدمير حماس وقطع أيّ علاقات إسرائيلية بغزّة. لكن لا يوجد إجماع بشأن الخطوات التالية. القادة السياسيون لديهم أفكار وآمال وطموحات، وهم يدركون، على نحو متزايد، أنّه إذا لم تقُم إسرائيل بعمل أفضل بكثير في ما يتعلّق بالقضايا الإنسانية في هذه الحرب، فإنّها ستلحق الضرر بعلاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا وجيرانها العرب مثل الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة وربّما السعودية.
قال يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، في مقابلة مع أغناطيوس، إنّه منفتح على أيّ حلّ يسمح لإسرائيل بقطع الحبل مع غزّة طالما أنّه يلتزم بصيغة بسيطة: “في نهاية الحرب، سيتمّ تدمير حماس ولن يكون هناك تهديد عسكري لإسرائيل من غزّة، ولن تكون إسرائيل في غزّة”. في حين قال رئيس مكتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانيال هاجاري، إنّ الهدف في غزة “لا حماس، ولا فوضى”.
إن العقيدة التي سادت تجاه قطاع غزة منذ العام 2009 تتلخص في تصميم منظومة متعددة المستويات عنوانها ردع القطاع وفق معادلة الهدوء في مقابل تسهيلات اقتصادية شريطة أن تضمن هذه المنظومة أدوات لضبط حركة حماس. هذه العقيدة قد تنتهي حسب التصريحات الإسرائيلية المتكررة لتحل مكانها معادلة جديدة. حسب تقرير معهد أبحاث الأمن القومي الذي صدر في اليوم الأول من الهجوم، فإن إنهاء وجود حركة حماس، باعتبارها حركة مقاومة، هو أمر ملح ولا غنى عنه، لتحقيق ثلاث غايات هي: إضعاف تأثير حماس على الضفة الغربية، وإنهاء تأثير إيران على الساحة الفلسطينية، وترميم صورة إسرائيل القوية.
سيناريو محتمل
احتلال قطاع غزة يمثل عملية طويلة ومكلّفة بشرياً، كما أن القضاء على حركة حماس نهائياً أمر صعب، بحيث ستتوقف العملية عند ضرب قدرات حماس عسكرياً قدر الإمكان، دون القضاء على حكمها، والخروج من القطاع ولكن مع بناء منطقة أمنية عازلة على الشريط الحدودي مع القطاع، بما يشبه الوضع الذي كان في جنوب لبنان قبل انسحاب إسرائيل منه عام 2000. يعتمد هذا السيناريو على الاعتبارات الآتية:
1- القضاء على حركة حماس نهائياً يحتاج إلى احتلال قطاع غزة بشكل كامل، وهو أمر طويل ومكلّف بشرياً للجيش الإسرائيلي.
2- محدودية قدرة المجتمع الإسرائيلي على تحمُّل حرب طويلة وخسائر كبيرة، الأمر الذي سوف يشكل عاملاً ضاغطاً على الحكومة لوقف الحرب بعد فترة معينة.
3- الخوف من اندلاع جبهات قتال أخرى، مثل المنطقة الشمالية، سوف يحد من قدرة إسرائيل على إطالة الحرب أو توسعها.
4- الشرعية الدولية للحرب قد تتآكل مع إطالة الحرب وتفاقم المشكلة الإنسانية وقتل المدنيين، مما يضطر إسرائيل لوقف عملياتها وعدم تحقيق هدفها العسكري.
5- لتعويل على الحراك الإقليمي والدولي لتغيير حكم حماس بعد ضربها وإضعافها وتشديد الحصار عليها.
6- الإجماع داخل المؤسسة الإسرائيلية على أن بناء منطقة عازلة كفيل بعدم تكرار هجمات السابع من أكتوبر، كما أن هذه الخطوة تُعيد شعور الأمن للمستوطنين في غلاف غزة.
ومع أن هذا السيناريو لن يكون مقبولاً للإسرائيليين الذين يطالبون بإسقاط حركة حماس، وهذا مطلب تؤكده إسرائيل كل يوم، وتحظى بدعم دولي لتحقيقه، وبالذات مع شيطنة “حماس” وتصويرها مثل “داعش”، إلا أن إسرائيل تُدرك تكاليف إسقاط حماس، كما أن هناك عوامل لا تستطيع إسرائيل التحكم بها قد تضطرها لتغيير هدف إسقاط حماس، وأهمها عجزها العسكري عن تحقيق ذلك مع إطالة الحرب لمدة لا تستطيع تحملها، وبخاصة إذا باتت تكلفها خسائر بشرية كبيرة، بما سيُحدث تصدعات في الإجماع الإسرائيلي على إكمال الحرب وتحقيق الهدف المتمثل بالقضاء نهائياً على حكم حماس. وعليه، فإن هذا السيناريو هو الراجح حتى الآن.
في الخلاصة
ثمة تبعات مباشرة للهجوم الفلسطيني على ملف التطبيع الإسرائيلي مع الدول العربية، خصوصا مع المملكة العربية السعودية. فإن اظهار المقاومة الفلسطينية كمقاومة قادرة على تحقيق إنجازات ميدانية قتالية هو أمر يحتاج إلى أشهر لرصد تداعياته، بيد أن تداعياته السياسية على صعيد الشرق الأوسط ستكون بارزة بكل تأكيد.
ويتوقع إغناطيوس أن “في ما يتعلّق بالفلسطينيين الذين فرّوا من مناطق القتال، فتخطّط إسرائيل لإنشاء مدينة خيام واسعة للّاجئين في منطقة المواصي، على الساحل شمال حدود غزة مع مصر. ويتوقّع كذلك أن يسهّل هذا الموقع إيصال الإمدادات الإنسانية عن طريق البرّ والبحر.
بدءاً من اليوم، تكتب غزة الفصل الأول، من “الحرية لفلسطين”. التاريخ الشيّق والإنساني يُكتب بالفداء. فلسطين راهناً، هي رواية الزمن الآتي. أليس من حق “شعب الجبارين” القليل من الإحتضان العربي لمقاومة باسلة كسرت شوكة عدو اعتقدنا أنه لا يقهر، فمن حق هذا الشعب أن يحيا فوق الأرض لا تحتها.