أسامة سرايا
طرحت الحرب في أوكرانيا ومؤخراً في غزة آلاف الأسئلة حول أهمية إعادة تقييم كيفية الإنفاق على الأسلحة وحول ما تسعى الجيوش لاقتنائه في المرحلة المقبلة، وتأثير مدى انتشار التكنولوجيا المتقدمة وقدرة الميليشيات والجماعات المسلحة للوصول إليها في خلخلة موازين القوى العالمية.
فنظرة واحدة على ما تفعله مسيرة لانسيت الانتحارية التي لا تتخطى تكلفة إنتاجها 35 ألف دولار بدبابات “ليوبارد 2” الألمانية التي تتخطى قيمتها 11 مليون دولار والقدرة الإنتاجية لكل منهما يثير الكثير من الأسئلة حول الفعالية والاستراتيجية المطلوب تحقيقها في ميدان المعركة.
كذلك صواريخ القسام التي تطلقها حماس باتجاه إسرائيل بأعداد كبيرة، صواريخ رخيصة في التصنيع، مع وقود مصنع من السكر وبعض الأسمدة لايزيد تكلفة الواحد منها عن 800 دولار في حين منطومة القبة الحديدة تبلغ تكلفتها البطارية الواحدة منها 100 مليون دولار، وصاروخها الاعتراضي الواحد يتخطى 10 آلاف دولار.
كذلك صواريخ الياسين التي يمكن شراء غالبية مكوناتها بحوالي 300 دولار في مواجهة دبابات الميركافا التي يتخطى سعر الواحدة منها فقط 3.5 مليون دولار.
الأخطر كذلك هو غياب وجود استراتيجية واضحة لدى الدول لمنع وصول مثل هذه التكنولوجيا المستخدمة في هذه الصناعات لأيدي هذه الجماعات بل حتى بعض هذه المواد متاحة عبر مواقع عبر الأنترنت وسهل الحصول عليها في أي مكان حول العالم.