ترجمات
تعاني طائرة “إف-35“، مقاتلة الجيل الخامس، من إنتاج شركة لوكهيد مارتن، من مشاكل مستمرة تتمثل في التأخير في التسليم وتجاوز التكاليف بشكل كبير. أدت هذه التحديات إلى تساؤلات حول جدوى استمرار هذا المشروع الضخم، ودفعت الأصوات المنتقدة، لا سيما من اليسار الأمريكي، للمطالبة بإنهاء تمويل البرنامج.
تؤكد داناكا كاتوفيتش، الكاتبة في مجلة أمريكية، على أن طائرة “إف-35” تتمتع بإمكانيات هائلة على الورق، لكن الواقع يختلف تمامًا. وتنتقد كاتوفيتش بشدة العقود الحكومية المعقدة مع “لوكهيد مارتن” والتي تمنحها مكاسب هائلة مع تقليل المساءلة في حال واجه البرنامج صعوبات.
تعرّض برنامج “إف-35” لسلسلة من العراقيل التي سلطت الضوء على مشاكله وأبرزها:
- توقف جميع طائرات “إف-35” العاملة لأسابيع بسبب عطل في مقعد القذف.
- تأخير كبير في تسليم المجموعة 4 بسبب صعوبات في تطوير وتكامل تحديث TR-3.
- تكلفة التشغيل الضخمة التي تبلغ 45 ألف دولار للساعة، على الرغم من وعود “لوكهيد مارتن”
- بتخفيضها إلى 20-25 ألف دولار.
- اكتشاف 800 عطل عام 2018، 13 منها حرجة لا تزال قائمة، تتراوح بين مشاكل نقل المعلومات ونقص قطع الغيار وآلام الضغط لدى الطيارين وحسابات الكمبيوتر الخاطئة في درجات الحرارة المنخفضة.
- عيوب أخرى مثل التشققات على سطح الطائرة وصعوبات التحكم في حركة الارتفاع والميلان والانعطاف، وسهولة تعطيل خطوط الهيدروليك عند الهبوط القاسي، وزجاجة خوذة الطيار المسببة للانزعاج، وعيوب في بعض أجهزة الرؤية الليلية.
تجادل كاتوفيتش بأن قرار الولايات المتحدة زيادة الاعتماد على “إف-35” جاء بعد إلغاء برنامج “إف-22” الأكثر تكلفة عام 2009. على الرغم من الإلغاء، استمرت الأموال تتدفق إلى خزائن “لوكهيد مارتن”. كان الهدف شراء 1700 طائرة “إف-35” بحلول عام 2025، لكن التأخيرات الهندسية والإنتاجية أدت إلى تمديد الجدول وتضاعف تكاليف الصيانة.
توقف إنتاج F-22 بعد تصنيع 186 وحدة فقط، وتحولت خطوط الإنتاج إلى “إف-35″، مما يصعّب استئناف إنتاج مقاتلات F-22. بالإضافة إلى ذلك، كانت تصميمات وطيرانيات F-22 قديمة، وكانت خيارات التحديث مكلفة وتجزئية. كما أن تطوير طائرة مقاتلة من الجيل التالي (Next Generation Air Dominance Program) جارٍ بالفعل.
رغم تفوق F-22 في القتال القريب والبعيد، إلا أن تشغيلها مكلف مقارنة بطائرات أقدم مثل F-15 و F-16.
في النهاية، فإن قرار ما إذا كان ينبغي التخلي عن برنامج F-35 أم لا هو قرار سياسي. يعتمد ذلك على عوامل عديدة، بما في ذلك التهديدات العسكرية المستقبلية، والميزانية العسكرية الأمريكية، والقدرة على حل مشاكل برنامج F-35.
الأصوات المنتقدة تجادل بأن التخلي عن برنامج “إف-35” سيوفر الكثير من المال ويمكن أن يسمح للولايات المتحدة بتطوير طائرات مقاتلة جديدة أكثر كفاءة.
من ناحية أخرى، يجادل المؤيدون لبرنامج “إف-35” بأن الطائرة لا تزال ضرورية للحفاظ على تفوق الولايات المتحدة في مجال الطيران العسكري.
إذا قررت الولايات المتحدة التخلي عن برنامج “إف-35″، فسيتعين عليها تطوير بديل. قد يكون هذا بديلًا أكثر تكلفة أو أقل كفاءة، أو قد يستغرق وقتًا طويلاً لتطويره.
في النهاية، فإن قرار ما إذا كان ينبغي التخلي عن برنامج F-35 أم لا هو قرار صعب سيتطلب الكثير من التفكير والمناقشة.
المصدر: bulgarian military